قال مسؤول عن الأمن في استاد دو فرانس الاثنين، إن الإخفاقات الأمنية خلال نهائي بطولة كأس فرنسا لكرة القدم في مطلع الأسبوع سلط الضوء على ضرورة حلها قبل بدء بطولة أوروبا 2016 بعد ثلاثة أسابيع. وتُفتتح بطولة أوروبا التي تستمر شهرا في فرنسا في العاشر من يونيو/حزيران وحالة الطوارئ ما زالت سارية بعد أن شن إسلاميون متشددون هجمات في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 أسفرت عن سقوط 130 قتيلا في باريس واستهدفوا عدة مواقع في أنحاء العاصمة بما في ذلك استاد دو فرانس. وكان نهائي كأس فرنسا بين باريس سان جيرمان وأولمبيك مرسيليا في استاد دو فرانس يعتبر مباراة عالية الخطورة وأول اختبار لمنظمي الإجراءات الأمنية المطلوبة استعدادا لبطولة أوروبا. وقال مسؤولون أمنيون إنه أثناء نهائي كأس فرنسا ألقى المشجعون ألعابا نارية ومشاعل داخل الملعب وخارجه ودخلوا الاستاد بأشياء ممنوعة رغم تفتيشهم. وكان هناك تكدس خطير أيضا للمشجعين. وقال فيليب جالي مدير شرطة منطقة سين سان دني المسؤولة جزئيا عن الأمن في الاستاد لصحيفة لو باريزيان "هناك نقاط ضعف غير مقبولة"، مضيفا "يجب إصلاح ذلك." وستلتقي السلطات المحلية والاتحاد الفرنسي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي لكرة القدم لتقييم الإخفاق الأمني وما يجب القيام به لإصلاحه. ومن المتوقع أن يحضر نحو 2.5 مليون متفرج المباريات ومجموعها 51 مباراة يشارك فيها 24 فريقا وستقام على عشرة ملاعب في أنحاء فرنسا. وستكون هناك أيضا "مناطق للمشجعين"، حيث يتجمع فيها مشجعون لمتابعة المباريات على شاشات كبيرة في المدن الكبرى. وما زالت حالة الطوارئ سارية بعد هجمات نارية وتفجيرات في نوفمبر/تشرين الثاني لمنح الشرطة وقوات الأمن سلطات إضافية. وجند الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المنظم لبطولة أوروبا 2016 ما بين عشرة آلاف و15 ألف من أفراد الأمن لنشرهم في أكثر من 110 أماكن بينها ملاعب وفنادق تنزل بها الفرق ومواقع سياحية أخرى. وستستخدم معدات عالية التقنية لمراقبة الجمهور. والاخفاق الأخير في ستاد دو فرانس سواء التنظيمي أو الأمني كان اختبارا حقيقيا لمدى جاهزية قوات الأمن للتعامل مع أي طارئ، لكن ضعف الاجراءات التي اتاحت للمشجعين ادخال الشماريخ والألعاب النارية تسلط الضوء على ثغرات خطيرة. ونجحت مجموعة شبكة باريس الجهادية في تنفيذ أسوأ الاعتداءات التي شهدتها فرنسا، فيما اخترقت ايضا أمن الجارة بلجيكا حيث تمكنت مجموعة صغيرة أخرى في مارس /اذار من تنفيذ هجمات على مطار بروكسل الدولي ومحطة لمترو الأنفاق أسفرت عن مقتل واصابة العشرات. وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قد أكد استعداد الأجهزة الأمنية لحماية بطولة أوروبا والتعامل مع أي طارئ، لكن ما حدث خلال نهائي البطولة الفرنسية لكرة القدم يعمق الشكوك في جاهزية فعالة لمواجهة أخطار ارهابية تقول السلطات الفرنسية انها لاتزال قائمة بقوة.