هي حقائق لا تريد اي براهين. فالزمان غير الزمان.. والوقت غير الوقت..وسلوكيات الناس لم تعد كسابقتها.. سأعطيكم مثال بسيط في موضوع معين لتجدو ان هدا الموضوع الذي يتطلب توافر امور وشروط معينه وكيف ان هذه الامور والشروط قد تغيرت وانقلبت رأسا على عقب وكل دلك بفعل السياسات والحكومات والعقول السياسيه والزعامات التي بها يتأثر الناس وتتبدل اشياء واشياء بغض النظر ان كانت هذه التبدلات والتغيرات نحو الافضل او نحو الاسواء.. في ملعب الشهيد الحبيشي وعند اقوى لقاء كروي يجمع فريقي التلال والوحده كان الملعب يزدحم عن بكرة ابيه بحيث ان المشاهدين يصطفون بداخل الملعب على خطوط التماس ورغم ذلك المهرجان والزحام لا تجد اي قوات امنيه ولا كتيبة عساكر ولا مخابرات ولا دبابات ولا مجنزرات... شخص واحد كان يتواجد اسمه الرقيب شوقي وكان يحمل بيده عصى..فتجد حالة الهدوء والانضباط العجيب الذي يرسخ لك مدى قوة النظام والدولة وانضباط الناس بالقوانين والدساتير.. اليوم لا تأمن على نفسك وانت بداخل بيتك..اليوم تجد العساكر والامن وسيارات الجيش والامن والمخابرات ومع هذا تعج البلاد بالفوضى والقتل والسرقة والسلب والنهب وتدمير كل شي.. اتعلمون لماذا كل هدا الفارق الكبير؟؟ هي السياسة وزعاماتها ونخبها ومفكريها..قاتل الله السياسة وقذاراتها.. المجتمع يتأثر ويتأدلج تدريجيا مع النظام السائد الذي تبتكره الدوله والزعماء..فعندما بسط صالح نفوذه على البلاد كان ينشر بين الناس سلوكيات ومعاملات تزيد من تفتيت المجتمع وتضاعف الفوضى وتحتقن القوانين وتتقزم وتتقزم حتى انتهت كل القوانين واصبحت البلاد تتخبط في فوضى وهذا الامر هو الذي ساعد العساكر والمتنفذين من اكتساح البلاد ونهب ثرواتها..كان صالح يقول للناس اتقلعبو اتقلعبو رئيس دوله يوصي الناس بالدحبشة والقلعبة والشقلبة واقتناص فرص الفساد وطرد القوانين والانظمه ورويدا رويدا انغمس المجتمع في مستنقعات الخطاء والغلط والرشاوي ومشي حالك وعلى كيف وكم حقي..وكم نسبتي الخ من هذه النمطيات السلوكيه التي اضحت هي الاسلوب المتبع شرعا وقانونا وبدعم من راس الدوله وعساكره.. ذلك النظام الفاسد استطاع ان يغيب اجهزة الشرطة والأمن وهمش دور القضاء والمحاكم وانشاء شبكة استطلاع خاصة به وبأقاربه في مراقبة منابع الثروة والأراضي والفيد والبيع والشراء والاستحواذ الغير قانوني...افرغ الدوله من مضمونها لدرجة ان ابسط مواطن لديه متابعه او معامله في اي مؤسسة من مؤسسات الدولة فهو يدرك ان النظام يتطلب التجهيز للرشوة والمحسوبية والوساطة فتراه يتقدم بأوراقه وهو مقتنعا ان هذا هو النظام..واذا ظهرت حاله او حالتين من الناس الذين يرفضون دفع الرشوة او كأن يقول احدهم: (لماذا ادفع لك..هذا عملك وينبغي عليك القيام بواجبك) اذا ظهرت هذه الحاله فان كل الجموع والحاضرين يلتفتوا لهذا الشخص ويلقون عليه السخرية والعتاب وكأنه عمل سلوكا خاطئا بالرغم انه هم الصواب والصح لكن لأنه وسط بحر هائج ومتلاطم من الفساد والفوضى فتصبح ملاحظته هشة ضعيفة لا يسندها احد لا من رجال الدوله والنظام ولا من الناس انفسهم..ذلك هو السرطان الي انتشرى في البلاد والذي ظل قويا يصعب ازاحته بين ليله وضحاها..ولهذا فان عدن والنظام الحالي اكيد سيواجه حملات شرسة من اجل اعادة الفوضى واتقلعبوا ومشي حالك..النظام وكرامة الناس والبناء هذه امور تسبب لصالح ومليشياته ناقوس خطر حقيقي ولهذا مازال الرجل مكشر انيابه ويستخدم كافة الوسائل التي تعيد له الحنين لزمن عابث وفوضوي التهم فيه صالح الاخضر واليابس..