قدمت دول التحالف العربي وما زالت دعمًا عسكريًا للقوات الحكومية التي تخوض مواجهات مُستعرة مع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع في عديد جبهات من مناطق الصراع في اليمن. هذا فضلًا عن الغارات الجوية التي جاوزت ال2000 غارة منذ اندلاع الحرب قبل عام وشهرين من الآن. إذا جمعنا كل التكلفة المالية التي ينفقها التحالف على جبهات القتال في منطقتنا المباركة وربطنا ذلك بالعمل على تحسين مستوى الخدمات في المناطق التي تقول الحكومة اللاجئة أنها محررة، حتمًا بجلالة القدير أن تلك الأموال التي تصرف على القتال كفيلة بإنشاء محطة كهربائية عملاقة تضيء مدن: (عدن، ولحج، وأبين، والضالع معًا). هل يعقل أن تكون العاصمة المؤقتة خالية من أي وجود حكومي بعد 10 أشهر من تحريرها؟ هل يمكن تقبل أن المدينة الساحلية الحارة التي أعلنها هادي عاصمة مؤقتة تنام بلا كهرباء وتصحو كذلك؟ المطار مُغلق، والميناء أيضاً، واليوم أفقنا على كارثة جديدة وهي بدء انعدام المشتقات النفطية. إن مجرد التفكير في هكذا أمور يبعث على الصدمة والأسى. ما يحدث في مدينة عدن لن يخرج عن احتمالين اثنين أولهما: "ربما هنالك أزمة مُفتعلة في الخدمات من قِبل بعض مراكز النفوذ لغرض دفع الناس للاصطدام بقيادة السلطة المحلية، عندما تغيب الخدمات الأساسية للمواطن البسيط، وعندها يجب توقع كل الاحتمالات، إنني هنا أتحدث عن خدمتي الكهرباء والماء، وتأتي بعدهما المشتقات النفطية، ثاني تلك الاحتمالات: قد تكون هناك أزمة حقيقية في الخدمات بعدن وهو احتمال قوي، إنما السؤال: لماذا لا تدفع الحكومة الشرعية نحو إيجاد حلول جذرية لمشكلة الكهرباء قياسًا بالدعم الهائل الذي تقدمه دول التحالف منذ عام ويزيد؟ وهذا بالتالي يعود بنا إلى الوراء قليلًا، وتحديدًا عند الإحتمال الأول وهو وجود قوى ومراكز نفوذ تحاول إفشال عمل السلطة المحلية في المدينة الجنوبية". الأمر الأشد كارثة أن تلك القوى تعتكف في الرياض منذ عام واحتمال، كبير أن تكون تابعة للشرعية، وهذا ينتج لنا توقعين آخرين أولهما: "أن الرياض وأبوظبي لا تبحثان عن حل جذري للأزمة اليمنية وفيما يبدو أنها تمضي قدمًا في عملية تدوير المخلفات وإعادة إنتاج رموز شرعية ظاهرها الشرعية، وباطنها تمرد فاق التمرد نفسه، وثاني هذه الأحتمالات أن هنالك قوى ومراكز في شمال الشمال لا ترغب البتة في أي نجاح لقيادة السلطة المحلية في عدن تحت قيادة النبيلان اللوائان الزُّبيدي وشلال قبل حسم الوضع شمالًا".