ظهور بعض التنظيمات السياسية والمدنية والنقابية التي تحمل اسم اليمن تسمية جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في 1967م. وتحويل اسم الجمهورية من جمهورية اليمن الجنوبية إلي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وشطب اسم الجنوب منها دون استفتاء. والمتمثلة في سياسة النظام الحزب الاشتراكي اليمني الذي سمي بالحزب الاشتراكي اليمني في عام 1978، وصولاً الى الوحدة المزعومة عام 1990 م.ربما كان للفكر القومي العربي أثره في تلك الفترة ومحاربته للقطرية على نفس الصعيد جاءت الأفكار الأممية المتمثلة في الاشتراكية كمنهج للحزب الحاكم في الجنوب. كل ذلك قد اثر سلباً على التمسك بالهوية الجنوبية العربية.والمسالة الأخرى التي ضربت الهوية الجنوبية العربية وهي الأخطر عليها حيث تمثلت في تلك الإجراءات التي اتبعها نظام الاحتلال وهي: هدم البنى التقليدية التي تمثل الوحدات الاجتماعية الأساسية في المجتمع وهي السلطات والمشيخات بوصفها هويات فرعية. طرد القوى الاقتصادية في الجنوب العربي تحت مبررات سياسة النظام وهروب أصحاب رؤوس الأموال الجنوبية العربية للخارج. تدمير المؤسسة الدينية كمرجعية أساسية في المجتمع. التخلص بطرق مختلفة من بعض القوى الجنوبية الحكام السابقين ,وقتل السلاطين والمشائخ وطرد الآخرين من الجنوب والكوادر الوطنية والعسكرية تحت مبرر انها قوى تابعة للاستعمار. منع وإلغاء أسماء المناطق والألقاب من أسماء المواطنين في المعاملات الرسمية ، واستبدال أسماء الوحدات الإدارية بأرقام. وتعد اخطر المراحل التي احدثت الضرر الكبير في الهوية الجنوبية العربية ، لكن هذه الممارسات هي التي إعادت انتباه الناس للهوية واستشعروا مخاطر ذلك على كيانهم الاجتماعي ومستقبل الأجيال ، حيث تعرضت الهوية الجنوبية العربية الى الهجوم المنظم والتدمير الممنهج من قبل سلطة نظام صنعاء منذ العام 1994م ، وقد تمثل ذلك في الاتي: رفض أي خصوصية للجنوب تحت مسمى الواحدية ، والوحدة. الهجوم المتوحش على الذاكرة الحضارية والتاريخية والنضالية لشعب الجنوب العربي عبر محاولة طمس معالمها الحضارية والثقافية والدينية والاجتماعية. عمل نظام صنعاء على اخضاع الجنوب العربي بالقوة العسكرية في محاولة منه لتفكيك الوحدة الداخلية للجنوب التي بنتها الدولة السابقة. تهميش الجنوب اقتصاديا وسياسيا وثقافيا بدعوة قدسية الوحدة مما جعل الجنوب يعيش بين واقع مفروض لا يمت للوحدة بصلة ، وبين حلم الوحدة التي أنتجها الفكر القومي والاممي والديني. حرمان الجنوب من كل حقوقهم المدنية والسياسية والاقتصادية مما جعلهم يعيشون خارج هوية الدولة الأمر الذي يعطيهم الحق للدفاع عن هويتهم الأصلية المسلوبة عند ذلك انتفض الشعب في حراكه السلمي مطالبا استعادة هويته ودولته. وللاسف ان بعض الاصوات الجنوبية القيادية المنتمية للحزب الاشتراكي اليمني تؤكد على التمسك بهوية اليمن من خلال تصريحاتها مؤخرا للصحف الخليجية ، وهم يدركون جيدا انه لا توجد هوية اسمها اليمن على الاطلاق ففي 1917م كانت الهوية ( المملكة المتوكلية الهاشمية ) وكانت هذة هي الجنسية التي تكتب في جواز الشخص من المملكة المتوكلية الهاشمية اي انه في عام 1917م لا توجد هوية اسمها اليمن ، حتى 1923م تغيرت الى المملكة المتوكلية اليمنية وكان المواطن من الجنوب العربي يذهب الى اليمن لاستخراج جواز سفر لصعوبة الحصول عليه من عدن ابان الاستعمار البريطاني وكان يختم الجواز للمواطن من الجنوب العربي بالعبارة التالية (حامل هذا الجواز من ابناء الجنوب العربي ).