ما أن اسمع كلمة المناطقية اشعر بالاشمئزاز لما تعنيه هذه الكلمة المقيتة والتي تدل على ضيق أفق المتمرس ورائها، لا ادعي المثالية , لكنني أحاول أن لا أكون ذلك الشخص الذي يتمرس وراءها , لأنها بالأصل تقزم من يعتقد انها ستكون الرافعة الحقيقة له بديلاً عن الوطن الكبير. اليوم أشاهد الكثير ممن يكتبون على صفحات التواصل الاجتماعي وكل شخص يُمجد المكان الجغرافي الذي ينتمي إليه ويلقي دور الأخر في التضحية الكبيرة التي نحن جميعاً مشتركون فيها إثناء الحرب في المحافظات الجنوبية التي تحررت والتي لا زال المحتل ينخر فيها , كانت متاريس اجتمع بها شبان شرفاء من أكثر من مكان من جنوبنا العزيز, واستشهدوا , وامتزجت دمائهم الطاهرة في مكان واحد , لم تُقل هذه الدماء أنها للشهيد فلان صاحب المنطقة الفلانية , حتى لا تقبل آن تمتزج بدماء زميلة في المترس والذي ينتمي لمنطقة أخرى , فهم ضحوا من اجل وطن واحد اجتمعوا على حُبه . وبرغم آن دماء الشهداء أسقطت هذا المفهوم القبيح والذي لا يخدم آلا العدو , ألا انه ومن المؤسف لا زال البعض , لا هم لهم آلا أن يفرضوا أفكارهم الهدامة والاقصائية على مستقبل شعب قدم الكثير من التضحيات لأجل الجسد الجنوبي الواحد , ولم يقبلوا بالأخر, ويعملون لصالح المحتل بعلم وبدون علم . ومن هنا أقول على أبناء الجنوب أن لا ينجرون وراء هذه الأفكار والمصطلحات المقيتة , وان يجعلون الجنوب ومصلحة الجنوب نصب أعينهم , ولا يعطون الفرصة لمثل هؤلاء الذين يريدون نشر هذا الفكر العقيم , وعليهم احترام الشهداء ودمائهم الطاهرة التي امتزجت في متاريس الشرف وهم يدافعون عنا وعن تراب وطننا الغالي بلغو عنا أصحاب الفكر الإقصائي المناطقي أن الجنوب جسد واحد ولن نسمح لهم بتمزيق الجنوب أثابكم الله .