تدمير عدن حجر حجر أهون عليها من تدمير مؤسساتها وجيلها والكادر.. فمن يتحمل بعدها شرف البناء والإعمار. كانت عدن مثال (للإدارة) المستقيمة لا يحكمها إلاَ نظام وقانون ولا تقوم إلاَ على مؤسسات منضبطة فاعلة ولا يديرها إلاَ (كادر) متكامل (تعليماً وتأهيلاً وكفاءة وخبرة ونزاهة وأخلاق).
حتى جاءت الوحدة نهبوا ثروات وأكلوا خيرات وما تركوا عدن إلاَ بُنى مدمرة وخدمات متهالكة ومؤسسات مُعاقة وجيل ضائع وكادر فاشل كان عليه النصيب الأكبر من التدمير الشامل :
- تدمير البنية التعليمية في مدارس عدن بمنهجية (البرشام) ليسقط كادر عدن في (الجهل والبلادة والفشل) بشهادات ودرجات عالية. - ممنوع على أبناء عدن دراسات أكاديمية عليا في الخارج. وممنوع عليهم دورات تدريبية وتأهيلية في الخارج. - تدمير البنية التدريبية والتأهيلية والتعليم الفني والمهني حتى فقد كادر عدن الأساس التدريبي والتأهيلي بالكامل. - تدمير البنية الثقافية.. أضاعوا المكتبات وضاع الكتاب وضاعت معه القراءة عند الطلبة والشباب فضاع الأساس الثقافي بالكامل. - البطالة سلاح فتاك أصابوا به شباب عدن وزادوا عليها القات والسلاح والمخدرات وكل آفات الضياع. - ثقافة النظام والقانون سحقوه سحقاً وما أبقوا لمؤسسات عدن وكوادرها منه شيء واستبدلوه (بالعُرف) و (التحكيم) بكل مفاسدها. - مؤسسات عدن انتزعوا منها إمكانات ونظام ومرجعيات ومهام وصلاحيات وحولوها إلى مصادر للإرتزاق والفساد. - (مركزية صنعاء) صادروا بها النظام والتشريعات والمرجعيات وكل شيء وتركوا مؤسسات عدن وكادرها بلا مهام ولا صلاحيات.
جيل يتعرض لهذه الوحشية في التدمير في بنيته (التعليمية والتأهيلية والثقافية والمهنية) بديهي جداً أن يُعاني من (الجهل والبلادة والفشل). أدهى وأخبث ما عملوه هو تدمير(المؤسسة التعليمية) فتهالك بعدها كل شيء..مؤسسات وجيل وكادروعدن تهرول سقوطاً بلا ديره ولا سكان.
وما كفاهم.. بل زادوا عليه (بالفساد). أغرقوا كادر عدن ومؤسساتها بالفساد بكل أشكاله وألوانه وبكل مسمياته وقاذوراته حتى سقط وما نهض وما يقدرعلى البناء حتى وإن اجتهد.
وما كفاهم.. بل زادوا عليه... مؤامرات ودسائس وتحريض وتخريب وترهيب ومرادهم أن تفلُت عدن مجدداً في أياديهم الآثمة.
وزادوا عليه... عصابات وخلايا وافدة وشبكات دخيلة من اللصوص والفاسدين والمهربين والمتعهدين والسماسرة والمتنفذين تصول وتجول تسرح وتمرح يقتلون الناس بالكهرباء والماء والبترول والديزل والمازوت ويسرقون (التج) من ميناء البريقة ولا من يكبح جماحهم يا عيدروس.
لا نعلم كيف ومتى الخلاص.. ولا نعلم إن كان الخلاص أمنياً بيد شلال .. أم أن شلال ليس كمثل صدام.
الإمارات وعدت بحماية وتأمين المناطق المحررة.. و(إقليم عدن) مُحرر فهل يحمونه ويؤمنونه من التخريب والفساد .. فلا نرى فرقاً بين إرهابي يقتل بالرصاص وإرهابي يقتل بالفساد.
الملف الأمني (لإقليم عدن) تحت (إدارة إماراتية) نجحت فيه بتفوق تُثنى عليه. فلماذا لا تكون (الكهرباء والمياه والوقود) تحت (إدارة إماراتية مستقلة بالكامل) بنظام حديث وكادر مؤهل وياليت البداية (بمؤسسة تعليمية) جديدة تبني جيل ولا تهدم.
عدن لا تزال تحت الدمار الشامل (بالكهرباء والماء والوقود والتعليم الفاسد) الناس تختنق والحياة تموت. وما عاد نعول على مؤسسات منهارة وكادر أهلكوه بالفشل والفساد وما يقدرعلى بناء وطن حتى وإن اجتهد. ولا نعول على حكومة فاسدة معلقة في الهواء هي أعجز مما نتصور حتى وإن كثُرت وعودها.
ما نعول إلاَ على لطف الله.. ثم وعد الإشقاء (فوعد الحُر دَينٌ على صاحبه).