قالوا عيدروس الزبيدي رفع علم دولة الجنوب على مبني المحافظة.. وقالوا الزبيدي يعمل في مكتب المحافظة تحت شعار دولة الجنوب. ثم قالوا أن هذا رجل حراكي ومتمرد وقال بعضهم لا هذا رجل ثائر ومقاوم.. وحسمها آخرون: لا إنه رجل دولة محترم. عندما جاء القرار بتعيين الزبيدي وشلال باركه أشقاءنا في السعودية والإمارات وتلقاه أهل الجنوب بأشبه ما يكون (إستفتاء شعبي): الزبيدي حاكم عدن وشلال حاكم أمنها.. وعدن في وجدان أهلها باتت (جمهورية). عدن قبل عام 1990م كانت عاصمة دولة ، وعلى ماكانت عليه من علل ويلاوي إلاَ أن (أمنها كان حديد) و (الفساد في حده الأدني) بعد عام 1990م جاءتنا (دولة الوحدة) أو (دولة العائلة) أو (دولة القبيلة) أو سموها ماشئتم..جاءت لنا بكل علل الفساد وثقافته وأباطرته وعائلته ومتنفذيه ومنتفعيه ومشايخه وجنرالاته ونزلوا على عدن نهباً واغتصاباً وتدميراً وتمزيقاً ، سحقوها سحقاً وأشبعوها فساداً وما أبقوا لها من ماضيها شيء.. إلاَ فساد بدا دخيلاً وصار اليوم ثقافة تدمر الناس والمجتمع. الأمن مهم.. نعم ولكن الفساد أيضاً مهم. فلن ننعم بأمن والشرطة والمرور ورجال الأمن فاسدون ومرتشون. ولن ننعم بحرية وأمان وحقوق وسلام والمحاكم والقضاة فاسدون ومرتشون. ولن ننعم ببناء وعمران وصناعة واقتصاد في عدن وولاة أمرها فاسدون ومرتشون. والفساد عندما يصير ثقافة لا يقدر الناس فيه على التعايش لا حاضر لهم ولا مستقبل .. بالفساد يفلتُ الأمن ويُقتل الناس وتُسلب الحقوق وتُنهب الأراضي والممتلكات.. الفساد هو ما يؤسس للكراهية ويمزق مجتمعات ويقطع أواصر وأرحام ويدمر مدن ويحطم أجيال ويثير تمردات وقتال وتناحر وحروب وهو صنيعة قبيحة من صنائع الوحدة.. وما نعانيه اليوم في عدن ما هو إلاَ حصاد مؤلم لمنظومة حُكم فاسدة أفقدت عدن أمنها الحديد وأغرقها بالفساد. إختيار حاكم عدن وحاكم أمنها جاء دقيقاً لإعادة أمن عدن وتنظيفها من الفساد.. فالمهام العالية لا يقدر عليها إلاَ أصحاب الهمم العالية وفوق ما تحقق بإذن الله سيتحقق المزيد.. وقد يكون الأمر بحاجة إلى وقت وصبر ومثابرة.. ولكننا واثقون. بإدن الله ثم بالجهود المخلصة عدن سيعود لها ماضيها الجميل عندما كان الأمن حديد والفساد مجرد كلمة لا نعرف لها معنى. ثم يبدأ البناء والإعمار.