عجبنا كثيراً ببرنامجكم لسكان عدن المنشور في وسائل الإعلام ونتجاوب مع خطابكم على نحو ما نراه واقع مأساوي ينذرُ بالسقوط الأبدي لمدينة عدن وأهلها. عدن اليوم غير تلك التي عرفتها قبل عقود من السنين. عدن اليوم زاخرة بالخلايا النائمة وخلايا الارهاب والمتسللين والمندسين ودراجات الموت وخلايا الاغتيالات يقتلون الناس بأسهل مما يقتلون نملة. عصابات الفيد وحق الحماية يبتزون الناس.. والسلاح الفتاك خفيف وثقيل في كل شارع والحصول عليه أسهل من الحصول على دبة غاز للطبخ. العصابات المسلحة توقف مرافق دولة ومؤسساتها وبنوكها من أعمالها بأسهل مما نوقف نزيف دم جريح في مستشفيات عدن. شباب عدن يعيشون حالة من البطالة المزمنة يسهل معها شدهم إلى الضياع القاتل دون أن يجدون دولة ترعاهم. جيل عدن ضاع ضحية البطالة والرشاوى والفيد وحق الحماية والمخدرات وثقافة الفساد وكل ما ألفناه من حُكم العائلة والشيخ والمنظومة الفاسدة.
أول ما تحتاجه عدن اليوم هو قوة أمنية واسعة ومؤهلة من الجيش والأمن والشرطة تعمل لتنفيذ خطة أمنية لتأمين مداخل عدن وداخلها وبيوتها وشوارعها ومداهمة أوكار الخلايا النائمة وخلايا الاغتيالات والإرهاب والمندسين والمتسللين وعصابات الفيد و(حق الحماية) وكل ما هو مشبوه.. وحملة أُخرى جادة ومثابرة لمصادرة السلاح بكل فئاته من العصابات والأفراد والأسواق. في عدن مقاومة جنوبية وطنية منتظمة ومنضبطة وما لها من حس وطني لحماية عدن وتأمينها لا تجد من يستوعبها في جيش وأمن وطني. أهل عدن بحاجة إلى حل عاجل ودائم لقضية الرواتب والمعاشات لما لها من علاقة بالاستقرار الأمني والاجتماعي دون انتظار للتعزيز من صنعاء.
عدن اليوم مخنوقة في حاجاتها ومتطلباتها .. نُهبت أراضيها ومؤسساتها وعقود وتوكيلات واختنق الناس في حاجاتهم بما يجود به وكيل من صنعاء. ليس عدلاً أن تبقى عدن رهينة لأطماع أباطرة صنعاء .. ليس عدلاً أن تبقى احتياجات عدن رهينة لميناء الحديدة وميناءها أوسع مما يطمعون. عدن اليوم بحاجة لفك ارتباطها بصنعاء مالياً وإدارياً وتجارياً واقتصادياً فمن حق أهلها أن يكون لهم مؤسسات وشركات وبنوك وعقود وتوكيلات تعمل بذاتها مستقلة دون الانتظار لما تجود به صنعاء واباطرة صنعاء.
عدن بحاجة إلى نهضة شاملة ليس في إعمار البيوت والمدارس فقط وإنما في إعمار النفوس والعقول والقدرات.. نهضة تعليمية تربوية شاملة بمناهج جديدة وعقول جديدة وإعمار جيل جديد نظيف من الفساد مثقف وواعي يحب النظام ويحترم القانون كما كان عليه جيل عدن قبل عقود.
ملفات الجيش والأمن والقضاء والتعليم والصحة والخدمات والصناعة والميناء ومعيشة الناس وغيرها كلها ملفات في غاية الأهمية ونخشى أن تكون دولتنا غير قادرة على إدارتها وهي مفلسة مال وكادر وغارقة في الفساد.. فلماذا لا تكون تلك الملفات وبدعم من أشقاءنا في الخليج وباتفاقات رسمية تحت إدارة مباشرة من (مؤسسات دولية متخصصة) ما هو علينا نوفيه وما هو عليهم يوفونه.. إدارة كاملة مستقلة ومباشرة بعيداً عن وسطاء طامعين ووكلاء مرتشين ووزراء فاسدين.
اعذرني القول سيدي أن عدن اليوم بحاجة إلى حاكم قوي (ديكتاتور عادل) ورجل أمن حديدي أشبه بطيب الذكر (ستالين).