البارحة اتصلت تلفونياً بمحافظ عدن الجديد لمعرفة برنامجه باعتباره محافظ عدن وقائد المقاومة الجنوبية. لا أعرفه كثيراً ومع ذلك تجرأت واتصلت به مباشرة وبالتلفون.. فبدأ بالسلام: - السلام عليكم .. مرحبا. - وعليكم السلام ورحمة الله.. أنا مواطن عدني. - أهلاً بكم.. خير إن شاء الله. - عذراً سيدي.. مجرد قلق دفعني للإتصال.. ممكن نتعرف على برنامجكم كمحافظ عدن وأنتم قائد مقاومة جنوبية ؟ - لا باس يا أهل عدن.. البرنامج هو برنامج وطني ينشده كل مواطن لديه حس وطني وشعور صادق بالإنتماء لوطن.. ويبدأ البرنامج بحسم الملف الأمني وتأمين مداخل عدن البرية والبحرية والجوية وداخلها وتفعيل المؤسسة الأمنية الرسمية بكافة تخصصاتها وفروعها بوسائل وتقنيات حديثة. تنظيف عدن من السلاح والمسلحين ومن الخلايا النائمة وملاحقتهم ومداهمتهم في البيوت والأوكار والأحواش والفنادق والخنادق. بناء مؤسسة عسكرية وأمنية حديثة تدريباً وتسليحاً وتأهيلاً وتنظيما وإدارة والإهتمام بإنتساب خريجي الثانوية في الجيش والأمن. - قاطعته: عذراً سيدي وما..... لم يدعني أكمل وواصل حديثه: سنقاتل الفساد بتأسيس هيئات علنية وهيئات سرية لملاحقة الفاسدين والمرتشين في المرافق والمؤسسات وكل مفاصل السلطة. سنقاتل الفساد في الإدارة المحلية وفي الجهاز الإداري والفني والمالي وسنطهرها من الفاسدين وعملاء المنظومة الفاسدة. سنقاتل الفساد في جهاز الأمن والشرطة والقضاء والنيابة والمحاكم وتنظيفها من الفاسدين والمرتشين وعملاء المنظومة الفاسدة. سنقاتل الفساد ببرنامج تعليمي وتربوي وثقافي بمنهج جديد وكادر مؤهل وبرنامج إعلامي واسع يقرع الوجدان ويدخل العقول. سنقاتل الفساد بتشكيل هيئة قضائية خاصة لمحاكمة ومعاقبة الفاسدين والمرتشين فورياً وعلى الهواء وبيد من حديد. فلن ننعم بأمن مع الفساد ولن ننعم بسلام مع الفساد ولا بحرية ولا بحقوق ولا حياة ولا بناء ولا عمران مع الفساد فهو أساس كل ظُلم وهو من يؤسس للكراهية ويمزق مجتمعات ويحطم أجيال ويثير تمردات وتناحر وحروب وهو صنيعة قبيحة من صنائع الوحدة المشؤمة وما نعانيه اليوم ما هو إلاَ حصاد مؤلم لمنظومة حُكم فاسدة... - قاطعته ثانية : سيدي الحاكم ما أريد أن.... - فقاطعني وهو لا يبالي: إن نظفت عدن من الفساد صلُحت كل أُمورها أرضاً وإنساناً وبيئة وثقافة وعيشة وتعايش وإعمار وخدمات ومنطقة صناعية ومنطقة حُرة.. وعدن إن شاء الله لن تكون إلاَ مجتمع جنوبي مدني يسوده الأمن والسلام والتعايش والحقوق والحريات والنظام والقانون وا...
- وهنا قاطعته ثالثة : حماك الله .. ماذا نفهم سيدي.. هل هو (الوطن) الذي أضعناه نراه يعود.. ولو باستفتاء ؟ وقبل أن أسمع منه .. أيقضني صوت أذان الفجر.. لقد كان حُلم تمنيتُ أن يطول حتى أسمع.