قال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين اخويكم......) يمر وطننا بحروب وصراعات وفتن .... وتخلت الدولة عن القيام بواجباتها تجاه المواطنين من خلال حفظ الامن والفصل بين المتنازعين وذلك بسبب ظروف الحرب...! وامام هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها الوطن ،ومنها مديريتنا(مودية) لجأ المواطنون لحل خلافاتهم ومشاكلهم بطرق ودية وتفاهمات يقوم بها عقلاء المنطقة وحكماءها وذلك تجنباً لاي صراعات بين المتخاصمين.... وبفضل من الله ثم بتعاون المواطنين تجنبت مديريتنا الكثير من الفتن وإراقة الدماء.... وذلك لاحتكام المتخاصمين لمنطق العقل واسناد الامور لعقلاء المنطقة واهل الصلاح ...
ونحمد الله على نعمة الامن والاستقرار بمديريتنا الذي يرجع سببه بعد الله لتعاون المواطنين وتسامحهم. وقد امرنا ديننا الاسلامي ان نسعى للاصلاح بين الاخوة المتخاصمين .. وكان عليه الصلاة والسلام يسعى بنفسه للصلح بين المتنازعين رغم انشغاله بامور الدعوة وتكاليفها...! ليؤكد لنا بسعيه هذا وجوب الصلح بين المتخاصمين ... وكان عليه الصلاة والسلام شديد الحرص على ان تسودالاخوة بين المسلمين... وفي سبيل الاصلاح بين الناس كان رسولنا الكريم يرخص في كثير من الاقوال التي يزيد فيها المصلحين بهدف استمالة النفوس وتليين القلوب ولايعتبر هذه الاقوال من الكذب الحرام... لقوله عليه الصلاة والسلام: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً اويقول خيراً... وعلينا جميعاً تقع المسؤولية لاصلاح ذات البين ..وان نحرص كل الحرص على الاصلاح بين المتخاصمين... وان نقارب وجهات النظر ونبتعد قدر الاستطاعة عن التأجيج وإثارة طرف على الاخر.... وعلى المتخاصمين ايضاً التنازل لبعضهم البعض والتغاضي عن بعض الامور ومساعدة وتسهيل سعي المصلحين لتصب كافة الجهود لمصلحة الجميع ويعم السلام والمحبة بين ابناء المنطقة. والصلح خير. حفظ الله اهلنا ومنطقتنا من كل الفتن ماظهر منها ومابطن.