قابيل وهابيل أبناء آدم اللذان اختلفا على زواج الحسناء أخت قابيل فاحتكما لتقديم قربان لله فايهما يتقلب قربانه يفوز بها فتقبل الله قربان هابيل . ولكن قابيل آباء للغة العقل وحوار السلام . فلجأ للغة سفك الدم وفرض قوة السلاح . فكان أول من سن قتل النفس البشرية التي حرم الله قتلها ألا بالحق . وبفعلته النكراء الشنيعة هذه يتحمل جزء من وزر كل نفس تقتل وكل دم يسفك بغير حق . قابيل زعيم القتل وزعيم ثقافة إستخدام القوة وزعيم كل من يرفض لغة السلم والسلام وكل من يرفض الحوار السلمي ومنطق العقل والحكمة في معالجة الأمور . لقد قتل أخيه من أجل جمال إمرأة حسدا منه حين آلت إلى أخيه وفق شريعة آدم في تزويج أبنائه فعصى تلك الشريعة الربانية في ذلك الوقت والزمان . ورفض مبدأ الحوار والاحتكام للإله حين اتت النتيجة بغير ما ترغب نفسه الشيطانية . أنها ثقافة قابيل التي سنها وشرعها والتي على مر العصور والدهور يتداولها أحفاده . لا تثنيهم شريعة الله . ولا قوانين الأرض الوضعية ولا الإنسانية تمنعهم من المضي في طريق أباهم قابيل . ما أكثر احفادك يا قابيل في عصرنا هذا . ينتشرون على ساحات بلاد سام بن نوح وفوق تراب ارم ذات العماد وعلى شواطئ عدن بذات يستبيحون رقاب الناس وأرواحهم وسفك دمائهم ليس من أجل حسناء فاتنة او شريعة يقيمونها أو انفس يعتقونها أو أرض يحررونها . ولكنها ثقافتك التي مارستها وغرستها ثقافة ألا حوار ولا سلم ولا سلام ولا عقل ولا منطق ولا حكمة .ثقافة فرض القوة والخراب والدمار وزهق الأرواح بغير حق . فتمتع باوزار احفادك وفاخر بهم بأنهم ينشرون الرعب ويرفضون كل من يدعيهم للحوار أو حتى من يدعي لهم بالهداية . فلا تحسبنا كل من رفض الحوار السلمي ولغة العقل والمنطق ولجاء إلى القوة والسلاح بقوي .ولكنه في حقيقة أمره يعلم علم اليقين بأنه لا حجة له وأنه مغلوب مهزوم مخذول خاسرا مخسور عقليا كابيه قابيل وأن من يستضعفهم اليوم ويسفك دمائهم ويخرب ديارهم هم الغالبون عاجلا أم آجلا وسيعلم الذين ظلموا أي منغلب سيغلبون .