حسين عبد العزيز الحميقاني منذ أن خلق الله الأرض وبدأت نواة الوجود على وجهها في الوقت نفسه خلق الله طاغوت حب البقاء وجبروت السيطرة وجعلهما غريزة في أي إنسان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , فكل مخلوق في هذه الأرض يبحث عن البقاء والسيطرة على الآخرين !!! ونلاحظ هذا حتى على مستوى الحيوانات .. تلك الكائنات التي لا تمتلك عقولاُ وإنما تمتلك إحساساً وغريزةُ بداخلها تدفعها إلى الصراع من اجل البقاء. فعندما نعود إلى ما حدث في بداية الخلق لأولاد سيدنا ادم عليه السلام هابيل وقابيل من قصة تاريخية مشهورة وعلى الرغم أنهما كانا يملكان الأرض بأكملها ,, إلا أن حب الذات وطاغوت البقاء طغى على هابيل حتى سولت له نفسه وقام بقتل أخيه الذي ولدته امة ... من اجل ماذا يا ترى ؟ .. انه من اجل البقاء واثبات الوجود وجعل هابيل ما صنعة بأخيه حدثا تاريخيا يذكر على مر العصور ... وكذلك عندما نلاحظ ما يحدث اليوم في شتى أنحاء العالم اقصد الواقع الذي نعيشه .. بل انه الواقع المرير الذي يعيشه العالم بأكمله من صراع الشعوب فيما بينها البين ... صراعها مع أخرى ... سقوط دول ونهوض أخرى لم تكن في الحسبان !! وكذلك الزعماء الذين يحكمون العالم ويسيطرون عليه بأفكارهم ...وهلم جرى إن كل ما يحدث اليوم من أحداث متلاطمة الأمواج يجعلني أفكر في ذاتي وتجعلني اتسائل من أنا ؟ ولماذا خلقت ؟وهل إنا قادر على فعل كذا وكذا ...؟؟؟ وأضل منهمكاُ بتفكيري متسائلاُ ما هو دورنا نحن الشباب في نهضة الوطن وفرضه على الآخرين ؟ وهل نحن قادرين على إثبات وجودنا؟ وهل سنصنع ما صنعة أولئك العظماء يا ترى ؟ وهل سينفجر إعصار إثبات الوجود في قلوبنا ؟ وهل سنجعل من وطننا علما يقتدي به ؟ هل سنفكر يوما بما يفكر به الآخرون للنهوض بأوطانهم والرقي بها ؟ نعم .. بل ألف نعم سنثبت وجودنا نحن الشباب نحن نصف الحاضر وكل المستقبل نحن ثمرة عقول قادتنا ... بعلمنا وثقافتنا ونضج عقولنا وتطلعنا إلى آفاق المستقبل نستطيع أن نفكر أعظم مما فكر به غيرنا .. بل إننا نستطيع أن نرتقي بوطننا ليصبح علماُ ساطعاُ تقتدي به الشعوب .