لقد واجه الحراك الثوري الجنوبي منذ انطلاقته الاولى صعوبات وعراقيل كثيرة تعرض الى شتى صنوف التآمر و الإرهاب من قبل عصابات سلطة 7/7/ عندما كانت في قمة زهو انتصارها الزائف في حرب صيف 1994م ، حيث عملت بشكل حثيث على انتهاج خيارات واساليب إرهابية وطوعت كافة أجهزتها العسكرية و الامنية و الاستخباراتية والاعلامية وذلك بهدف إسكات الصوت الجنوبي الهادر ، غير ان هذه الاساليب والممارسات لن تجدي نفعا مع هذا المارد الجنوبي بقدر ما زادت من حماسة الثوري الذي تمدد ليتخطى حدود اليمن ، وباتت جماهيره أي الحراك الجنوبي تخرج بالملايين في إحياء المناسبات الوطنية الجنوبية والتي كسرت وحطمت كافة حواجز سياسة التعتيم الاعلامي لمطابخ صنعاء التي عمدت على انتهاج سياسة التزييف و التضليل والتشوية لكل فعل جنوبي من شأنه ينتصر للقضية الوطنية الجنوبية . ان صمود الحراك الثوري الجنوبي أمام سلطة عصابات تجيد صناعة الارهاب واستخدامه وتوظيفه بأشكال عديدة و مختلفة كا تلك التي على شاكلة سلطة الرئيس المخلوع سيئ الصيت علي صالح وشركائه في صنعاء لم يعد بالأمر الهين ، حيث ان هذا الصمود الحراكي واستمرار ديمومته و بوتيرة عالية لم يكن له ان يتحقق لولا نبل وشرعية وعادلة الهدف الذي يحمله وهي الانتصار للقضية الوطنية الجنوبية والتي باتت متجذرة ومتأصلة لدى كافة ابناء الجنوب ، إضافة الى تلك الدماء الزكية والطاهرة التي أريقت في ميادين الشرف و البطولة في سبيل الانتصار للأرض الجنوبية الامر الذي أوصدت فيها كافة أبواب المساومات والمراهنات والحلول التي تنتقص من الحق الجنوبي المتطلع لاستعادة دولته دولة النظام و القانون و المؤسسات .
إن ما يستوجب منا التأكيد علية والاعتراف هو ان الحراك يعاني حقيقتا من أزمة قيادة حيث تعتبر معضلته الرئيسية المزمنة التي عانا ويعاني منها منذ وقت طويل الامر الذي جعله عجز عن إيجاد قيادة ذو عقلية نظيفة ونزيهة خالية من شوائب الماضي مخلصة لمبدئها وناكرة لذاتها وفي نفس الوقت تعمل على لم شمل الحراك وتستوعب تضحياته واستحقاقات المراحل و المنعطفات التي مر ويمر بها ، وكذلك ترميم كل التشوهات التي أحدثها ساسة صنعا وشركاء حرب الفيد الاولى و مطابخهم الاعلامية الذين كرسو جل جهدهم في انتهاج سياسة تشوية صورته لدى الراي العام الاقليمي و الدولي وتزييف الحقائق لكل فعل حراكي .
إن لمرحلة الجديدة و الواقع الجديد الذي افرزته الحرب الاخيرة والتي يعيش فيها الحراك الجنوبي حالة من الركود والجمود والرتابة والتي كان من المفترض ان يكون فيه لاعب سياسي فعال يوازي دورة الميداني الاخير و يشارك في كافة التسويات والمشاورات التي تجري هنا او هناك ، وذلك للدفاع عن الاهداف و الطموحات التي يحملها ويتطلع إليها جماهيره على اعتبار بان هذه المشهد الجديد والمرحلة الجديدة هذه كان فيها عنصرا أساسي و رقم صعب رسم فيها صورة هذا المشهد وبات عنوان الانتصار فيه كونه كان مبادرا منذ اللحظة الاولى للتصدي لتمدد الحوثي في كافة المحافظات الجنوبية مسنودا بدعم من قبل التحالف العربي الشقيق الذي لم تجد في الميدان سواه غير ان هذا الانتصار لم يجد قيادة حراكية حكيمة تستغله وتستوعبه بالشكل الذي يتطلع إليه كل الجنوبيين .