مع الأسف الشديد معظم ساسة الجنوب (إلا من رحم ربي) فيهم هوس مريض بالشعارات فريق مهووس بشعار (التحرير و الاستقلال) و فريق مهووس بشعار(مخرجات الحوار و الأقاليم الستة) و فرق أخرى مهووسة بشعارات أخرى....الخ و هذا لا يمنع أن كل فريق لديه قضايا حقيقية سامية يسعى لإنجازها و لكن يعيبهم التمترس و التخندق حول قضاياهم و عدم الرغبة في النظر مجرد النظر في قضايا الآخر....و هذا طبعا مدخل خاطئ جدا في السياسة و نتيجته النهائية تمزيق للصفوف و إضعاف للجميع و ضياع الهيبة أمام الخصم و أمام العالم المدخل الصحيح في السياسة يوجد في مكان آخر..... فالعمل في السياسة يبدأ أولاً بتحديد الأهداف الإستراتيجية الكبرى و تمييزها بكل وضوح و عدم خلطها بالأهداف الأقل إستراتيجية أو الأهداف التكتيكية أو الأهداف الآيديولوجية ! و بعد تحديد الأهداف الإستراتيجية الكبرى يُطلب من كل الفصائل السياسية (التي توافق عليها) الاحتشاد و التحالف و التكاتف و انتخاب أو تعيين هيئة سياسية "جبهة وطنية" تتكفل بالقيادة السياسية باتجاه تحقيق هذه الأهداف الإستراتيجية على ارض الواقع و لذلك أقترح على كل الفصائل السياسية الجنوبية بكافة ألوانها أن يبدأوا حوارا سياسيا معمّقا و بصبر و تأنّي لتحديد أهداف شعب الجنوب الإستراتيجية و بكل دقة و بدون استخدام الشعارات....... و حتى يكون الكلام عملي أقترح البدء بالحوار حول هذه الثلاثة الأهداف الإستراتيجية كمفتتح للحوار لا أقل و لا أكثر : 1. 1. إزالة ما تبقى من احتلال عسكري شمالي للجنوب سواء تم التحرير بطرق حربية أو سياسية المهم تحقيق الهدف 2. 2. تأمين كل مناطق الجنوب عسكريا و أمنياً و تزويد الجنوبيين بكافة ما يلزم لذلك بحيث يستطيع الجنوبيون و لوحدهم صد أي غزو عسكري يأتي من خارج الجنوب أن يكون للجنوبيين الصلاحيات الكافية في إدارة السلطات التنفيذية في الجنوب بحيث يكون للجنوبيين القدرة على منع الاستيطان الشمالي في الجنوب و التحكّم به بحيث لا يسمح به إلا في حدود ما يحتاجه المجتمع الجنوبي و عند الضرورة فقط