هل كان الحوار اليمني المنعقد في الكويت مكتوب له النجاح فيما كانت القلوب مليئة بالشكوك و مليئة بعدم التفاؤل و بتصميم مسبق على إفشاله ، أنا و بلا فخر أول من كتب و توقع غداة انعقاده فشل الحوار ، لا لأن المتحاورون لا يريدون الوصول إلى نقطة التقاء و لكن لأن هناك من خارج الحوار و ربما من خارج اليمن المنكوب لا يريد لحوار الكويت النجاح لأنهم لا يريدون ان تنجح الكويت في المهمة الصعبة فيما يفشل الآخرون و تالياً لا يريدون لليمن الاستقرار، الآن لقد وقع الفشل لكن لم ينقطع الأمل فلازال ثمة خيط رفيع باقٍ و من المفروض أن يتمسك به الجميع حتى و أن أفضى إلى لا شيء ، لعل تصعيد الأزمة ليس بالضرورة يفضي للانفراج في بلدٍ مثل اليمن المنقسم و المتناقض في كل شيى فقد يفضي لكارثة أعظم ، لا على البلد المنكوب و حسب أنما على المنطقة برمتها ...!!! هناك من ألقى تبعة الفشل على الوسيط الاممي الرجل الطيب الموريتاني ولد الشيخ ، فالأطراف المتحاورة و المتنازعة و المتخاصمة و المعادية كان كل طرف يريد من الوسيط الاممي أن ينحاز إلى جانبه فبما مهمة ولد الشيخ تنصب على الحياد و توصيل خيوط الاتفاق بنزاهة فالهدف هو تقريب الرؤى و تفكيك الأزمة لذلك تكالبت الاتهامات من هذا الطرف أو من ذاك الطرف على الرجل و كأن بيده الحل لا أنه وسيط و الحل بيد أهل البلد ، فشل الوسيط الاممي إذا جاز لنا القول سبقه فشل مماثل لنظيره الوسيط الاممي السابق جمال بن عمر...
لعل فشل اليمن و فشل حل معضلة اليمن التي لم تبدأ بالحرب أو بالانقلاب الحوثي / صالح على الشرعية و إنما بدأت عندما فشل أصدقاء اليمن أيجاد مخرج سليم يخرج اليمن من أزماته ، و فشل اليمن و فشل حل معضلة اليمن عندما وافق المخلوع صالح التنازل عن عرشه مع منحه الحماية السياسية و عدم ملاحقته قضائياً على جرائمه في ال33 سنه من الحكم ، كان الأوجب محاكمة المخلوع أو أقلها نفيه لخارج اليمن ، أن علي عبدالله صالح الثعلب الذي وصف نفسه أنه يرقص على رؤوس الثعابين هو اليوم يقف على الطرف المنتصر طالما يتنفس و يقف على رأس حزبه و يقود أزلامه في حرب تفضي باليمن إلى شفير الموت ،وعلي عبدالله صالح الذي دخل سبع حروب مع الحوثيين ثم تحالف معهم من السهل عليه أن يرمي بهم في حفره و يردم عليهم الحجر و التراب و يَصْب عليهم بنزين و يشعل بهم النار إذا كان ذلك يَصْب في مصلحته و مصلحة عودته إلى عرش اليمن ...
خلاصة القول حلان أمام اليمن أما الفناء و زوال اليمن و أما البقاء و التعايش مع الواقع رغم كارثيته ، فالحوار سواء استمر في الكويت أو في مكان أخر يجب أن يستمر فلا وسيلة للحل و إحلال السلام إلا بالحوار و اللقاء وجها لوجه و تغليب مصلحة اليمن على رهان من ينتصر أو من ينهزم ، ففي الأخير الكل مهزوم إذا أنهزم اليمن و الكل منتصر أذا انتصر اليمن ...