يفترض بأننا في الجنوب اليوم علي عتبة مرحلة جديدة نلمس من خلالها بأننا علي موعد "استحقاق جنوبي " وما أحوجنا في مثل هذه المرحلة ان نخطو بثبات ،بعيد عن العاطفة ،بعيد عن الشطحات الثورية، والمزايدات السياسية،وبعيد عن الذات بأشكالها، والمسئولية مهمة تقع علي الجميع ،ليس محصورة فقط علي نخبة معينة ،ولاشك فيه بان المتابع الحريص علي مستقبل الجنوب، سيلمس اليوم حجم الاستهداف المنظم للشارع الجنوبي، من خلال التعبئة الخطيرة، بطريقة مخيفة،كأحد أوجه الحرب علي الجنوب،وتلاحظ تكريس تلك السياسة العدائية من البعض دون ان يشعر بخطورتها . وعلي سبيل المثال ،هناك من يعمل علي تشويه دور التحالف، بالتحديد الدور الإماراتي، في الجنوب،قبل ان نتحدث عن هذا الموضوع وأبعاده ،نسأل أنفسنا من له المصلحة في استهداف الإمارات وتشويه دورها في الجنوب ؟؟سنجد كل قوي منظومة الاحتلال في صنعاء ،وخارجها ،أحزابها وتنظيماتها ومليشياتها وأذنابها،وكل قواها،تسعي ليلآ ونهارآ لتشويه دورالامارات ،في محاولة يائسة لإثارة الشعب في الجنوب،من خلال استقلال القصور في المجال الخدمي الذي يفترض بأنها في المقام الأول مهمة حكومية، ولانهم يدركون خطورة ذلك الدور علي مستقبلهم في الجنوب، لذلك هم يسعون إلي شحن وتعبئة الشارع الجنوبي بطريقة غير مباشرة، لتكوين حالة من السخط الشعبي .
قمة السخرية والاستخفاف بالعقل الجنوبي، عندما يتم محاولة تصنيف التواجد الإماراتي،بالاحتلال ،نحن نشفق علي بعض الحالات التي تتعاطى مع هكذا طرح ، ونحن بصدد التوضيح للمتعاطي العفوي،أما الذي يمارس تلك السياسة عن قصد فذاك بالتأكيد جزء من مشروع منظومة الاحتلال، ولو كان جنوبي ،ومثل تلك الحالات وإن امتلك الوعي فأنه لايمتلك القرار، بعد ان تخلي عن واجب أخلاقي مناط به.
خاضت دولة الإمارات إلي جانب المقاومة الجنوبية حرب تحرير الجنوب، بل وهي من اعد الخطط ودعم وشارك، وضحي، حتى أصبح شريك في الانتصارات الجنوبية ،وليس من القيم والأخلاق الجنوبية، نسيان ذلك الدور بالتقادم ،مهما حصل من قصور يظل الدور الإماراتي محفوظ في ذاكرة الثوار الأحرار ،وفي قلوب الأمهات الثكالى ،ودين على الأوفياء المخلصين، ولو توقف عند هذه المرحلة ،وان رافقت هذا الدور بعض السلبيات فإنها لاتنقص من قيمته، ولاتبرر محاولات تشويه دور شركاء الحرب والتنمية. .
،ويكفي بأن الدور الإماراتي استطاع الحد من سلطات ونفوذ الإخوان، ومن علي شاكلتهم ،الذين كانوا قد امسكوا زمام السلطة والنفوذ في عدن خاصة، والسطو علي الإغاثة والدعم أثناء الحرب، واستعدوا للسطو علي انتصارات وتضحيات أبناء الجنوب بعد الحرب وهذه المهمة في اعتقادي لاتقل أهمية عن معركة تحرير عدن .
كل مانشاهده من العتاد والآلات العسكرية للجيش والأمن، ورواتب الأمن ،ومكافأة الشهداء، وعلاج الجرحى،وسيارات القيادات،وترميم المستشفيات ،والمدارس ،بالإضافة إلي توزيع الأدوية والإغاثة، وإسعافات الكهرباء،وهذا ليس فقط في عدن ولكن في حضرموت وسقطرة ولحج والضالع وشبوة وابين ومناطق جنوبية اخري ،وهناك جهود وتضحيات،في مجال مكافحة الإرهاب لاينكرها عاقل ،عندما تتحطم ثلاث طائرات أباتشي في فترة محدودة،بطواقمها وخلال مهمات أمنية ،ماذا نسمي ذلك،هل هي فقط مجرد بروفات، واستعراض،هناك جهود لانستطيع حصرها ،ولو أخذنا بالتصنيف الخبيث الذي تروج له منظومة الاحتلال، بأن الإمارات أو السعودية تريد تحتل الجنوب فلن يتم ذلك إلا بعد تحريره من احتلال صنعاء ،فلننتظر حتى يتم تحريرنا من صنعاء ،وبعد ذلك سنتحدث عن الاحتلال الإماراتي أو السعودي المرتقب ،عجبي،
لايمكن لنا ان نرتهن لاسوا احتلال عرفته البشرية لمجرد الخوف من تسويق الوهم ،الذي تروج له صنعاء ،وأي فرضية لاحتلال قادم للجنوب سيسمي احتلال الفلاني ،ولكن لن يكون مبطن بمفهوم زائف، ولن يوعز لشعبه ان يستبيح مكانة شعب أخر، كما حصل مع صنعاء، عندما اعتبروا الشراكة في الوحدة هي السطو علي كل فرص شعبنا في العيش الكريم ، والاستحواذ علي كل الامتيازات والحقوق لهذا الشعب ،هذا هو مفهومهم للوحدة، استباحة الجنوب من قبل الشمال.
وإذا ما أخذنا الدور الإماراتي جملة في المحافظاتالجنوبية،سنجد بأنه بكل المقاييس دور ايجابي، والدليل بان موقف القوي الحزبية ،والتنظيمية المناهضة لاستعادة الحق الجنوبي ،أصبحت جميعها تبغض الدور الإماراتي وتواجده بشكل واضح ،وهم من يسهم في شحن وتعبئة الشارع الجنوبي ايضآ إلي جانب سلطات صنعاء الحاكمة.
لو افترضنا بأن التحالف والشرعية والدول الكبري ،وقوي سياسية اخري متفقين علي احتواء الجنوب،من خلال تعطيل السيطرة الكاملة علي مساحة دولة الجنوب،سابقا ،وعدم الاستقرار الأمني،خوفا من إعلان الاستقلال، انا في نظري بأن كل ذلك يظل من خصوصيات سياساتهم، وأهدافهم ،ولا يبرر نصب العداء لهم، أو ان يثور الشعب عليهم ،بل وسنحفظ لهم الدور الإنساني العظيم، وماقدموه من تضحيات وستظل دينآ علينا ماحيينا.
ولان القرار الأخير يظل جنوبي بامتياز، ومن الأفضل لنا التركيز علي وحدة الصف الجنوبي ،الذي هو ضمان كل التوجسات ،من خلال إقامة حوار جنوبي، جنوبي، مع كل القوي السياسية المؤمنة بتحرير واستقلال الجنوب ،حتى يطمئن الجميع ويشعر بان الجنوب القادم ،هو جنوب جديد حق مكفول لكل أبنائه.