قبل سنوات وعلى ملاعب مدينة البريقة كان هناك لاعبا اسمر يظهر ليكون له حضور بألوان نادي الشعلة الرياضي وعبر لعبة كرة القدم التي تشغف القلوب وكان لها في تلك الأوقات مزايا لا تقبل إلا بمن لديه قدرة فرض المعطيات ليكون له حيز ومكانة بين كبار اللعبة في ناديه وحين يواجه الخصوم. مبروك مهدي .. مهاجم فذ وقدرات تهديفية لا تعترف إلا بخدش الشباك والنيل منها مهما فرضت القيود ومهما كانت الأسماء الحاضرة في الدفاع .. لعب وقدم الأناقة والسلاسة في الأداء ووجد لنفسه طريقا ليكتب مشواره مع اللعبة في زمن الكبار والنجوم والأساطير التي عليك إن تزاحمها لتكون برفقتها وحاضرا معها عندما يكون الحديث عن المنتخبات .
العازف الماهر ولسمة الأداء الساحرة في الشعلة برفقة الفضيل وموسى وأبو علاء ونجيب الطحس وعاتق والأشقاء صالح وغيرهم من النجوم .. لا يمكن التقاضي عن مشواره الرائع مع كرة القدم وكل من ارتبط فيها ،وعلينا إن نبقى في مساحة قريبه منه وان نربط الأجيال به لأنه شيء مميز وبصمة وحالة إشباع نالت كل ما يمكن إن تحتاجه بما حباه الله من مقومات كثيرة تحتاجها لتكون أسما ونجما وقيمة قبل إن تكون مجرد لاعبا يهوى كرة القدم ويمارسها .
في الحديث عن الكابتن "مبروك مهدي" أمور عدة ربما لا أمتلك بعض أدواتها .. لكن يبقى إن الشيء المهم الذي على قارئ السطور إن يفهمه..إن القصة تحكي مشوار ذات دلالات عميقة تنتسب إلى نجم كبير ربما لم يمنحه الأعلام حقه الكافي في تلك السنوات التي كان فيها يصنع العجب ويقدم الشيء الكثير،وأين حين تتميز الأسماء وتلفت الأنظار في مناطق الجزاء ومواعيد هز الشباك وبكل الطرق التي تؤكد ملامح الهداف الكبير .. نتحدث عن المهارة وعن الجودة وعن القدرة وعن الروح والكاريزما التي كان يمثلها بشخصيته البسيطة التي يتعامل بها برفقة الزملاء في الشعلة وحتى في الأندية الأخرى .. شخصية رائعة قدمت كرة القدم بشكلها الحقيقي في إطار النجومية التي نالها وظل تحت سقفها إلى آخر الأوقات حينما فرض الوقت والزمن حكمه لينهي مشواره مه اللعبة ويذهب بعيدا ليكمل حياته برفقة أسرته .
هذا "المبروك" اتعب الخصوم ومش إي خصوم تلك التي واجهها بألوان ناديه الشعلة الذي سمي يوما برازيل اليمن وفقا لمنظومة امتلكها كان مبروك عنصرا مهما فيها.. فهو الذي يصنع الفرحة بأهدافه في شباك الخصوم .. "مبروك" يا سادة لاعب بحجم الوطن قدمه الشعلة بألوان صفراء .. قصة ومشاهد حملت التألق والإبهار والروح الجميلة وقبله كل هذا البساطة في السلوك الذي يتجرد من أي شيء قد تفرضه النجومية ويسعى البعض إلى لعب أدوراها مع الناس في الشارع وفي العمل وحتى في الملعب ..
حدثني الكابتن جميل سيف عن "مبروك" بالقول .. فيه صفات المهاجم اللماح الذي يدرك أين يقف وكيف يتصرف وابن يضع كرته عندما يرسلها صوب الشباك لتحقق غايتها .. في إحدى المحافل العربية سجل هذا الماكر هدفا رائعا بعدما نزل بديل ليحقق منتخب اليمن الديمقراطي فوزا لافتا على الأردن .. برفقة نجوم كبار أمثال جميل سيف والماس والهر والخلب وبأ عامر ونور الدين والربان وجيل ... لا يمكن أن تجد لنفسك بينهم مكان إن لم يكن لديك نفس القدرات والإمكانيات.
محطات كثير في مشوار المبروك الحريف صاحب الدينامكية التهديفه والحس العالي في منطقة الجزاء .. مشوار إبهار بألوان الذهب وحكاية باقية في ذاكرة الوطن ، فقد جملها مبروك بكل ما احتاجته من خلال قامته القصيرة ولونه الأسمر وأداءه الساحر وإمكانياته التهديفيه الكبيرة التي كانت سمة الذهاب إلى الشباك حين يكون لأبناء البريقة حضور في الملعب في مواجهة فرق لا يقل فيها احد شأن عن الأخر "فالحديث عن التلال والوحدة والقوات المسلحة والشرطة وشمسان والميناء في عزهم وسنوات مجدهم .
مبروك القصير المكير والهداف صاحب اللمسة الجمالية في التعامل مع الكرة حين ينشد الذهاب بها لتصنع الفرحة وتخدش شباك الخصوم ... حالة خاصة في كرة القدم العدنية عبر ألوان الشعلة والمنتخب الوطني ,, ففيها مزايا وفيها خصوصيات تحدث عنها كل من رافقه في الملاعب وكل من تابعه في سنوات مشواره مع اللعبة التي حظيت بلاعبنا فذ في فترة النجوم والأسماء الكبيرة .. هذا المبروك يا سادة يعيش حياة هادئة اليوم بعيدا عن الضوضاء والقيل وقال ولا يبحث عن شهرة أخرى فقد اكتفى بما صنعه وقدمه ورسم به ملامح المشوار الجميل في سنوات الجمال والروعة.
كثيرين لا يعرفوا "المبروك" ونحنهنا نضع رسم لشخصية أخرى منسية في سماء الرياضة التي لا تعترف إلا بالعلاقات الشخصية والمجاملات التي بكل أسف تنسينا كثيرين ممن يستحقون أننجد لهم صيغة في مجال حفروا فيه الصخر وتربعوا من خلاله في القلوب نجوما كبارا .. لسنوات طويلة .. وهذا النجم الذي أقص شيئا بسيطا من مشواره ..واحدا منهم .. يديم الله صحتك ياكابتن مبروك مهدي ويمنحك طوله العمر فأنت من الكبار الذين تحتفظ بهم الذاكرة وبصمة ستبقى على مر التاريخ.