القرار الوحيد الصائب للرئيس هادي هو تعيين د/ يحي الشعيبي سفيراً لبلادنا لدى ألمانيا الاتحادية ، هل أدرك هادي أخيرا أن هناك رجال شرفاء تكنوقراط يجب الاستعانة بهم للخروج من هذا الوضع . د/ يحي الشعيبي :
محافظ عدن الأسبق الذي تقلد منصبه كمحافظ لعدن عام 2003م وحتى عام 2006م، تلك الفترة كانت من أصعب الفترات و أعقدها وخصوصاً أنه أتى بعد عمليات منظمة من نهب و سرقة طالت جميع مؤسسات و مرافق و مصانع و أصول مدينة عدن .
أتى الشعيبي في عهد كبار المتنفذين وعلى رأسهم محمد صالح طُريق مدير أمن محافظة عدن القوي و الشهير بجبروته و عنفه و بطشه و كان ينتمي لإحدى أكبر قبائل مأرب وهي قبيلة مراد التي كان عفاش يحسب لها ألف حساب ، أتى الشعيبي في عهد علي قرقر قائد الامن المركزي الأقوى على الإطلاق في عدن وكان يرى نفسه حكومة مستقلة ، أتى الشعيبي في عهد المافيا الحقيقية التي جمعت رجال المال والسلطة و القضاء كلها كانت في يد عصابات أنداك .
ورغم تلك الشخصيات النافذة الكبيرة التي نهبت و تعربدت في عدن وقف دلك الرجل الدكتور وحيدا من غير سلاح ولا رجال ولا أي من مظاهر القوة ، فقد كان يسير بدون حراسة مطلقاً ويقود سيارته بنفسه ، الشعيبي كان قوي بإيمانه و علمه و ثقافته و أخلاقه و عمله و فرض بذلك السلوك الراقي احترام الآخرين له فرضا ، كان هادئ ولكنه قوي الشخصية و صاحب قرار و إداري من الطراز الأول .
الشعيبي كان رجل يحترم المحترمين و كان يقوم بزيارة المعلمين و المثقفين و علماء و رموز عدن من الرعيل الذين كان قد نساهم الناس و مسئولينا ، كان يزورهم في منازلهم و يصرف لهم معاشات شهرية من ميزانية مكتبه الخاص ، لم يكون الشعيبي مناطقياً رغم أنه ينحدر من منطقة يوصف أهلها بالغنى وهي الشعيب ، لم يكن الرجل شللياً ولا حزبياً رغم أنه مؤتمرياً .
عندما عمل الشعيبي على إقامة الكورنيشات في معظم مناطق عدن الساحلية كان البعض يتنذر ويضحك ولا يعلم حقيقة ذلك الصراع الخفي و أنه بتلك الطريقة حافظ الشعيبي على شواطئ عدن و منع أصحاب النفوذ من الصرف و البسط على تلك المواقع المهمة ووضع حداً لهوامير الأراضي .
الرجل دخل في صراع مرير مع رموز الفساد وعلى رأسهم مدير الامن طُريق وقلنا حينها أن عفاش سيقيل الشعيبي ولكن الشعيبي أستطاع أن يقنع عفاش بتغيير كثير من رموز الفساد أنداك في عدن و غالبيتهم من الشماليين ومن قبائل كبيرة ، عندما تعاظم شأن الشعيبي خاف عفاش و أعاده إلى صنعاء كوزير في وزارة موبؤة بالفساد و المفسدين .