لطالما كان الحلم الذي يراودنا في بداية ثورتنا الجنوبية هو ( قيادة غير ملوثة بوباء المنصات ولا بداء الميكروفونات ، خالية من ميكروبات البيانات الحنانة وجراثيم الخطب الرنانة ) . هاهو الحلم أخيراً يتحقق فمن يمتطي صهوة جواد عدن فارس أنجبته ميادين القتال ورعرعته ساحات الشرف والنضال . فارس أتى من بين الجموع المناهضة وفارس آخر قدِم من وسط الجماهير الثائرة .
قائد يزقر الأرض وقائد آخر يحمي الأرض المزقورة استلما العاصمة عدن في أحلك الظروف واستطاعا انتشالها رويداً رويداً من وحل الخوف إلى جناح الأمن والأمان ورغم ما يعترض طريقهما من منغصات وطعنات إلى أن هذه الألأم هي بمثابة ألآم مخاض وأيما مخاض أنه مخاض لحمل دام قرابة الربع قرن فمن الطبيعي ان يطول الألم فعلى طول مدة الحمل تطول ألآم المخاض ..
مازلت أتذكر تماماً أول مقال صحفي كتبته في عام 2013 في صحيفة ميفعه بعنوان حقيقة نأبى الاعتراف بها وكان مضمون المقال بأن ثورتنا الجنوبية بحاجة إلى قيادة مستخلصه من لب الساحات والميادين غير ملطخه بفساد الماضي أو عمالة الحاضر ... تحققت أمنياتنا وأعتلى هرم السلطة في عدن اللواء البطل عيدروس والمقدام الشهم شلال ...
دعونا نلقي نظرة خاطفة لمسيرة البطل عيدروس حتى نتمكن من معرفة سبب خروج الناس في عدن وهم يهتفون معك معك ياعيدروس حتى بالفانوس....
-في عام 1994 : قائد جبهة دوفس أثناء الحرب على الجنوب.
-1996 : عاد من منفاه للنضال في أرض الجنوب .
- 1997 : أسس حركة (حتم) تقرير المصير .
- 1998 : قاد معركة زبيد ضد اللواء 35 مدرع وهزمه رداً على اغتيال الشهيد محمد ثابت الزبيدي .
-2006 : أول من أحتضن لقاء التصالح والتسامح وشجع على إشهاره في الضالع .
-2007 : أحد مؤسسي نواة الحراك الأولى .
-2010 : أعلن عودة حركة حتم كحركة عسكرية مقاومة .
-2012 أسس المقاومة الجنوبية في الضالع .
-2013: قائد الهجوم على مواقع ومعسكرات اللواء 33 مدرع بالضالع رداً على مجزرة سناح من قبل هذا اللواء
-2014 : قائد الهجوم على مواقع ومعسكرات اللواء 33 مدرع بالضالع رداً على اغتيال القائد بركان ومجزرة أسرة الشيخ ياسين .
-2015/ 8 / 4 : أحد القادة الذين حرروا قاعدة العند الإستراتيجية .
-2015/ 8 / 6 : قاد معركة تحرير معسكر لبوزة .
-2015: تطهير الضالع من الغزاة والمليشيات الحوعفاشية وشراذم الاحتلال .
21 سنة من النضال هي ما تحويه جعبة البطل عيدروس محافظ محافظة عدن ورغم كل الدسائس والمؤامرات التي تحاك ضده إلى أنه صامد تفوح من قيادته أريج الحرية ونسيمها وفلها وكاديها .
وبغض النظر عن حالة الكهرباء فوضعها من جراء الحرب مزري جداً وإمكانياتها محدودة وشحيحة ، أن استنشاق الحرية مع قلة من الكهرباء خير لنا من عبودية مع ثلة كهرباء ... ستتحسن كهرباء الحرية ولو بعد حين .
وختاما نكزه تنبيهيه إلى اللواء عيدروس وإلى كل من يلهمه الأمر من قيادات المقاومة الجنوبية الباسلة:
التاريخ لا يعود ولكنه يعيد نفسه ونتمنى أن لا يتكرر مشهد الرفاق عندما فتحوا أذرعهم لعبدالفتاح إسماعيل وشلته وسلموهم مواقع حساسة وسيادية كان ينبغي إلا يرتادها إلا ذو الأصول والفصول الجنوبية ، وبسبب تلك الخطوة المتهورة من قبل الرفاق ما نزال ندفع ثمن فاتورة أخطاءهم الباهضة .
اليوم ياعيدروس لا نريد المشهد أن يتكرر بنكهة إماراتيه ، الأمارات على العين والرأس ونثمن دورها ومساعدتها لنا في دحر الغزاة لكن هذا لا يعني أن نترك لها الجنوب على مصر عيه او أن تحتل العاصمة بفستان ضيق وفاتن من المساعدات ...
القادة الحقيقيون أمثال مهاتير محمد لم يحتاجوا إلى مدة طويلة للنهوض ببلدانهم اقتصاديا .
نحن نقدر الوضع الاستثنائي الذي يمر به جنوبنا الحبيب ومع ذلك نأمل بحركة اقتصادية نوعاً ما ...