كان يا ماكان في زمننا هذا رجل اسمه سينا من سفهاء القوم لا يصدق بقوله ولا يسمعك الاكذبا يسعى لاخفاء الحقيقة وتغيير الواقع وفربكة الحق وتجميل الباطل، يتصف بالانانية ، وحب الذات، يكره أهل الخير ويحقد على كل معطي، ويهزى بكل من يمد يده للخير، ويسعى للتشويه وزرع الكراهية ونشر العدائية. ظل على طبعه ولم يتغير يسب هذا ويشمت اخر ويهتم ذاك ويخون صديقه ويرمى بالذنب من ليس له ذنب. وكان رجل يكنى بأبي الخير، يسعى لعمل الخير واعانة المحتاج واطعام المسكين ورعاية اليتيم يبذل كل وقته لعمل الخير والحث عليه لينضم له كثير من أهل المدينة الذين أحبوا عمله وارتضوا افعاله. في أحد الأيام ذهب أبا الخير إلى بيت الوالي( بلازا) المنذر بن منصور،حاكم البلاد . يقول أبا الخير كنت جالسا في زاوية المجلس وكان القوم يتحدثون عن أمور السياسة وعمل الحاكم وحاشيته وكانوا يتجاذبون الحديث كما لو أن هناك خطر قادم ، فبينما كنت أشاهد ذلك المنظر الغريب رمقت بينهم سينا المشهور بعدائه للخير وتسائلت ما الذي يفعله ذلك الرجل وكيف لهؤلاء القوم أن يرتضوه بينهم، كيف يمكنه الجلوس بين من نتصورهم حكام البلد وقدوته كيف لمن يرعى الشر ان يكون ضمن طابور الخير وحكام البلدة فقلت في نفسي كيف للخير أن يرتضي الشر ليقعد بجواره إنها مهزلة السياسة وعدائية الأحزاب فيها بيع الضمير وشراء الذمم وذلة للنفوس فلا ينبغي للخير أن يجلس بجوار الشر هكذا وسوست لي نفسي لاترك المجلس وسط ذهول الجميع ارتفعت الأصوات تنادي أبا الخير مابالك أبا الخير عد إلى المجلس فقلت أن الخير لا يجلس بجوار الشر. وذهبت غير مؤسف عليهم.