مدرسة بلال بن رباح – دار المعلمين سابقا - .. هي من أقدم المدارس التعليمية في الجنوب .. بنيت عام 1954م وتخرج منها العديد من الكوادر التي أصبح لها شأن وطني كبير .. تخرج منها الرؤساء والوزراء ونواب الشعب والقيادات العسكرية والسياسية من أمثال الرئيس الأسبق الشهيد / *سالم ربيع علي [ سالمين ]* والرئيس الأسبق / *علي ناصر محمد* والوزير / *فريد مجور* ونائب رئيس مجلس النواب اليمني / *محمد علي سالم الشدادي* والسياسي / علي محمد هيثم وآخرون .. ومع أنها كانت الصرح العلمي والتربوي الذي أخرج لنا كل هذه القيادات إلا أن الجحود والنكران والإهمال صار من نصيبها في هذا الزمن الذي يقاس به الفرد بما يملك لا بما يقدمه من خير للناس كل الناس ..
مدرسة بلال بن رباح – الواقعة في قلب مدينة زنجبار العاصمة وتتبع حارة النصر كبرى حارات المدينة – ما زالت تقاوم عوامل التعرية وتقف بشموخ المحاربين القدامى وتأبى الانحناء رغم وضعها المزري الذي جعلها آيلة للسقوط في أي لحظة ..
الشيخ / منصور بلعيدي – شيخ حارة النصر – قال عنها في تصريح خاص *للصحيفة* : [ *مدرسة بلال بن رباح* مدرسة عريقة ذات تاريخ مشرف لكن الإهمال جعلها أقرب إلى الركوع ، وأخشى أن يزيد خشوعها فتسجد على رؤوس الطلاب وتلك الكارثة ] ..
طالها أطماع المتفيدين !! ليس الإهمال وحده هو من يهدد وجودها ولكن صارت ملطشة لمن هب ودب .. فجزء كبير من مساحتها سطا عليه أصحاب الفيد وأصبحوا ينافسون الطلاب كساكنين جدد في مبانيها .. والويل لك إن أنكرت عليهم مايفعلون .. وهم قد لا يلامون لأن التسيب العام ترك فرصة سانحة لإغتصاب مبانيها مثلها مثل غيرها من المباني الحكومية في زنجبار التي أصبحت مساكن شخصية كأمر واقع ..
مدير المدرسة يشكو إهمالها .. أ/ محسن ماطر - مدير مدرسة بلال بن رباح* – يشكو بمرارة من الوضع المزري والمخيف الذي يعيشه ومعلميه وطلابه داخل هذه المدرسة خوفا من سقوط مبانيها على رؤوس الجميع ..
وقال أنه بح صوته وهو يصرخ ويتابع كل السلطات المحلية المتعاقبة على محافظة أبين وكذلك المنظمات الدولية والمحلية وغيرها من الجهات ذات العلاقة لإنقاذ المدرسة وإعادة تأهيلها أو تغيير المبنى بالكامل ، إلا أن كل مناشداته لم تجد لها صدى حتى اليوم ..
وحمل ماطر – في تصريح خاص *للصحيفة* – مدير عام مكتب التربية والتعليم في المحافظة أ/ *محمد مخشم* كامل المسؤولية عما يجري للطلاب والمعلمين إذا أنهار المبنى لا سمح الله .. مخليا مسؤوليته أمام الجهات المسؤولة وأمام الله في ذلك ..
وناشد قيادة التحالف العربي وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بالاهتمام بالمدرسة وإعادة ترميمها قبل أن تصبح أثرا بعد عين ..
بالعين المجردة .. الصحيفة زارت المدرسة ومن خلال الزيارة رأينا كم هو خطر يهدد الطلاب والمعلمين على السواء جراء تصدع المبنى المدرسي بسبب استهدافه بقذائف الحروب السابقة التي مرت على المحافظة .. ولأن المبنى قديما قد انتهى عمره الافتراضي منذ سنوات فلم يتحمل صدمات القذائف التي انهالت عليه فصار أقرب للانهيار ..
رأينا مشاهد محزنه في المدرسة .. فهناك الأغنام تتجول بحرية في مساحتها ، وجزء من الشعب والصفوف الدراسية ليس لها أبوب أو نوافذ .. كما أن الكتب الدراسية التي حشرت في غرفة ضيقة بطريقة عشوائية لا تنم عن حس تربوي في تنظيمها والاهتمام بها ..