هناك من يسأل .. " ما سر العلاقة القوية التي أصبحت عنوان الاحداث الجارية على المسرح الدولي ؟!".. سؤال قد يكون في الوهلة الاولى يعكس جهل مصدره !.. و هو في ذات الوقت سؤال يبحث عن سر الاسرار في تناغم العلاقة الايرانيةالامريكية ؟!.. و المتتبع للأحداث سيجد ان هناك شيء (بالاتفاق) يظهر تباعد العلاقة بين هاذان القطبان في السياسة الدولية !.. لكن الحقيقة تكشف عكس ذلك عندما ترى المواقف المتعلقة بالمصالح بعيدة المدى بين امريكا و ايران ؟!. التاريخ يعلمنا أن الامريكان هم (الاخ الاكبر) للدول الرأسمالية و تحديداً دول الغرب ؟!.. و كان في الماضي الاتحاد السوفيتي هو القوه المجافية و(المخاصمة) للدول الرأسمالية و (أخاها الاكبر) الامريكان !!.. فتمكنت امريكا من تفكيك الاتحاد السوفيتي بخلق مشاكل كبيره في داخل الكيان السوفيتي و كذا في العلاقات الخارجية و دول الاصدقاء .. و لهذه السياسة الخبيثة تمكنت من تمزيق قوى السوفييت وتشتيت خيوطه التي كانت تجمع العالم الحر والعالم الثالث ودول المشرق (تقريباً) مع السوفييت ؟!.. حتى تمكنت الامبريالية تحطيم القواعد المتينة التي كان يعتمد عليها السوفييت في دوره الدولي والاقليمي وحتى الداخلي ؟!.. وانتهت اسطورة الاتحاد السوفيتي لتبقى القوه الاعظم في العالم وهي امريكا التي أصبحت بقية دول العالم تتبع خطاها ؟!.
اليوم ونحن نرى كيف تطبطب امريكا على ظهر (الخامنئي) و ترفع قبضة التهديد في وجهه شكلياً!!.. حتى قصة السلاح النووي التي الهت العالم بقصصه المفبركة شغلت العالم وانتهت كما قيل (تمخض الجبل فولد فاراً) .. فلم نعد نسمع شيئا من ذلك التهديد والوعيد الذي كان كل سكان الارض يضعون ايديهم على قلوبهم خوفاً من تدمير السلاح (الوهمي النووي) الايراني من قبل (اليانكي المجنون الامريكي) ؟!.. لكن من ذلك لم يحدث شيئا .. بالعكس نسمع ونرى كيف تظهر امريكا مبتسمة في وجه القادة الايرانيين وبالمقابل نرى كيف يكشّر المسئول الايراني في وجه الامريكي يوهم الناس البسطاء بأن هناك توتر (وهمي) بين الحبايب !!. إذاً ما سر هذه العلاقة الحميمة السائدة بين الامريكانوالايرانيين ؟!.. يقول قائل .." أن الامريكان بعد انحسار وانكسار المد الاشتراكي في بقاع العالم .. ذلك النظام الذي كان بحق وحقيق مصدر ازعاج لأمريكا واخواتها الدول الكبرى في غرب الكرة الارضية !.. فظهرت امام امريكا مشكلة بعدد الجهات التي ارادت الوصول الى الواجهة و طمعت وغامرت لكي تحتل مكانة السوفييت في وجه الامريكان .. فوجدت امريكا ان مصلحتها الاولى و الاخيرة هي تنصب قطب واحد جديد يمثل مكان الروس المدحورين بدل تشتت المواجهات التي أرهقت الامريكان فرأت أن المصلحة تقتضي ان يكون لها عدو واحد . بيدها خيوط قوية لها وضعيفة لغيرها لتلعب بها لعبتها المعتادة و بطريقه شد الحبل (مد و شد) .. وهي اللعبة القديمة الجديدة حسب الطريقة الجارية ؟!.. و باللعبة الجديدة القديمة و لعبة صراع الاقطاب المنحصرة في قطبين فقط وتتمكن امريكا من ادارة الازمات المفتعلة والمخطط لها من (البنتاجون والكونجرس) اللذان يديران السياسة الامريكية و اربابها من الدول الصديقة و الحليفة ؟!. السؤال الذي لن نجد له إجابة نحن البسطاء في الشرق !.. هو .. يا ترى منذ الحروب العالمية الاولى والثانية تحددت هوية الصراع العالمي بين الشرق والغرب .. لم نسمع ان قطبا غربيا مسنودا من قبل (امريكا) لم نسمع بأن هناك قطب (مصارع) و مواجه للأمريكان من دول الغرب؟ .. لم يحدث ذلك.. بل ما تؤكده الاحداث ان البديل للصراع القادم و المخطط له هو امريكي – ايراني !!.. بكل المؤشرات توحي بان دول الشرق نفسها و منذ القدم لم تتحد على منهج كما هو الحال بالنسبة للغرب .. ينقسم الشرق الى دول مغامرة و مشاغبة و دول فهمت اللعبة و وجدت ان الاصلح لها هو بناء وضعاً داخلياً بعيد عن الصراعات الدائرة بين الدول ذات المصالح الكبرى !!.. والامريكان يشبهون الى حد بعيد (عرب الجاهلية) عندما كانوا يصنعون ألاها لهم ثم يأكلونه .. امريكا تعرف جيداً غرور ايران و طموحهم الجاهلي .. .. فراحوا (أي الامريكان يشجعونهم ليصنعوا منهم القطب الاوحد في مواجهه الامريكان .. لكنهم يجهلون الحقيقة التي تقول أن (اليانكي) ما كان في أي يوم من الايام صديقا وصادقا مع أصدقائه ؟!.. لذا فأنهم سيمدون الحبال للإيرانيين لكي يجعلوا منها مشانق لهم .. والعياذ بالله .. و لنا لقاء ؟!.