في البداية كانت مدة انقطاع التيار الكهربائي محدودة وكنا نحسب دقائق الانقطاع الى ان تنتهي دقيقة بدقيقة ، في تلك الفترة كتب صالح الحنشي ان احلى دقائق الانتظار او حساب الدقائق هي الدقائق الخمس الاخيرة لعودة التيار وخاصة ان التيار الكهربائي كان يعود عند انتهاء فترة الانقطاع المحددة وبدون زيادة ولا نقصان وقال الحنشي بأنه لو علم مسؤولو الكهرباء لذة تلك الدقائق الخمس لقاتلونا عليها ، وذلك القول محاكاة لمقولة الامام ابا حنيفة عندما تحدث عن الملوك وانهم لو علموا ما العلماء فيه من لذة في تحصيل العلم لقاتلوهم عليها وكان ذلك الكلام من الحنشي هو القشة التي قصمت ظهر البعير (ظهرنا) !؟ بسبب انه تم الكشف لمسؤولي وصعاليك الكهرباء السر في تحملنا لعذاب انقطاعات الكهرباء وذلك السر هو حساب اخر خمس دقائق حتى بعد ثمان ساعات الانقطاع ثم الفرحة التي تعترينا عند وصول التيار وتنسينا فترة الانقطاع القاسية لذلك لجأ المسؤولون في ادارة الكهرباء الى حرماننا من مصدر تحملنا لساعات الانقطاع عندها اصبحوا يغيرون مواعيد اعادة التيار فاذا قطع التيار لثمان ساعات نبدا حسابنا للانقطاع التالي لعودته على ذلك فتتبدل فترة الانقطاع الثاني الى عشر ساعات ثم اذا حسبنا الانقطاع على عشر ساعات تحولت فترة الانقطاع الى اثنتي عشر ساعة ثم الى اربعة عشر ساعة ثم الى ستة عشر ساعة وهكذا وتلك عمليات للتعذيب النفسي للتلاعب بنا حتى نفقد مصدر قوتنا في تحمل الانقطاعات هذا جانب من جانب اخر يشاع بانه في كهرباء ابين ثلاث لوبيات (جماعات ضغط) مثل اللوبي اليهودي في الكونجرس الامريكي وكل جماعة تتبع مسؤول كبير في الكهرباء وكل جماعة تعمل ضد الاخرى لكي تظهر امام الناس بأنها هي الافضل من الجماعتين الآخرتين ، ولكن المشكلة ان التنافس بين تلك الجماعات الثلاث لا يتم لتقديم الخدمة الافضل للمواطن بل ان كل جماعة تتربص بالجماعتين الآخرتين وتظهر اخطائهما للناس وتستمر عمليات التربص بطريقة لا نهائية تماماً مثل (DNA) لإنتاج لا نهائي من الاخطاء كلاً ضد الاخر ؟ وقد انتج ذلك التنافس الشاذ في اظهار اخطاء الاخرين الى تقديم اسوأ الخدمات للتقرب من المواطنين وتلك معادلة غير سوية للتنافس من خلال تضخيم اخطاء الجماعات الاخرى وليس التنافس لتقديم الخدمة الافضل فأصبحت الاعمال والمعلومات التي تحدث وتنشر بين المواطنين هي الخروقات والاخطاء.