العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    عدن.. هيئة النقل البري تغيّر مسار رحلات باصات النقل الجماعي    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    تضحياتٌ الشهداء أثمرت عزًّا ونصرًا    الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    مانشستر سيتي يسحق ليفربول بثلاثية نظيفة في قمة الدوري الإنجليزي    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    عين الوطن الساهرة (1)    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في رمضان كابوس الكهرباء يطارد المواطنين ... ظلام .. وألم
نشر في أخبار اليوم يوم 13 - 07 - 2014

زادت معاناة المواطنين اليمنين بشكل مخيف جراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي, لاسيما شهر رمضان المبارك الذي زاد فيه نسبة الانقطاعات للكهرباء بشكل كبير مقارنة ما قبلها, في صنعاء مثلاً وصل عجزها من التيار الكهربائي إلى 290 ميجا وات حسب تصريحات وزير الكهرباء الجديد "الاكوع" مقابل 165 ميجا وات هي الطاقة المتوفرة في أمانة العاصمة, ناهيك عن بقية محافظات الجمهورية, حيث يعاني مواطنوها من تكرار الانطفاءات وتصل فترة الانطفاءات للكهرباء أكثر من عشر ساعات في ظل عجز واضح للحكومة في تفادي هذه المشكلة التي أنتجت وراءها تذمراً شعبياً وآثاراً اقتصادية وإنسانية تنعكس سلباً على البلد برمته.
في سياق هذه المشكلة ترد وزارة الكهرباء عما يحدث للكهرباء؛ أن ثمة جماعات قبلية تقوم بضرب أبراج الكهرباء بشكل مستمر وخروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة وغيرها من المبررات التي تبثها وزارة الكهرباء, لكنها في الوقت نفسه لم تضع حلاً لهذه المشكلة التي أزعجت اليمنيين وسببت لهم المعاناة وأنهكت المرضى, خاصة في المناطق الحارة ومنهم من يفقد حياته حتما نتيجة مشكلة استمرار انقطاع الكهرباء.. فإلى التفاصيل في التقرير التالي:
من مشكلة إلى أخرى "المستشفى الجمهوري"
د/ نبيل قاسم الحاج/ نائب رئيس هيئة مستشفى الجمهوري للشؤون السريرية بصنعاء أشار أن المستشفى تعاني من انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير رغم محاولة إدارة هيئة المستشفى إيجاد حلول تمنع معاناة المرضى لكن يقول لا تزال المشكلة قائمة ومستمرة بالتنقل من مشكلة إلى أخرى حيث أوضح الحاج :واجهنا مواقف حرجة عند انقطاع التيار الكهربائي في أقسام الحضانة والعناية المركزة فيضطر الطبيب الجلوس ساعات أمام المريض ليعوض عمل الجهاز وتحويله إلى تنفس يدوي بسبب انقطاع الكهرباء..
ويضيف الحاج: نحن في مستشفى الجمهوري سعينا إلى حل بديل يعالج انقطاع التيار الكهربائي وهو شراء مولد كهربائي ب140مليون ريال لكن تصادمنا بانعدام الديزل وهذه كارثة معلقاً هذه مستشفى الجمهوري فكيف ببقية المستشفيات التي لا تملك محطات خاصة بتوليد التيار الكهربائي!.
اعتمادٌ كُلي وخذلانٌ مستمر
ويواصل د/ نبيل قاسم الحاج- نائب رئيس هيئة مستشفى الجمهوري للشؤون السريرية بصنعاء- قائلاً: إن المرافق الصحية ومنها مستشفى الجمهوري بصنعاء تعتمد بشكل كلي على التيار الكهربائي بحكم تواجد الأقسام الخطيرة وهي تحتاج إلى تيار كهربائي بشكل دائم وأي انقطاع حتى ولو لدقائق قليلة قد تؤدي إلى وفيات في قسم العناية المركزة والحضانة والعمليات والغسيل الكلوي.. موضحا لدينا مولدات كهربائية لكن أزمة الديزل تمثل عائق كبير في تشغيلها وتضطر بعض المشتقات إلى إيقاف الكهرباء..
وقال : كان هناك ضحايا قبل سنوات بسبب انقطاع الكهرباء في قسم الحضانة واضطررنا إلى شراء مولد كهربائي بأكثر من 140مليون ريال لتفادي مشكلة انقطاع الكهرباء, لكن تبقى أزمة الديزل معيقاً أخر أمامنا.
وعن الجهة المختصة في توفير الديزل للمستشفى يقول الحاج: شركة النفط تعطينا بالقطارة..
وعن الأثار الناجمة عن انطفاءات الكهرباء كشف الحاج أن المستشفى وبسب انقطاع الكهرباء يعاني من خروج الكثير من الأجهزة المكلفة عن العمل وتعطلها بسبب اضطرابات التيار وعدم انضباط التيار الكهربائي مثل أجهزة التخدير والأشعة المقطعية وتسبب لنا خسائر كثيرة عند تعطيلها.
لكن أهم الخسائر التي تخشاها المستشفى هي الخسائر البشرية وهي الأهم ونحاول تفادي حدوث ضحايا رغم المعوقات ورغم استمرار المشكلة موضحا استمرار انقطاع التيار الكهربائي وانعدام الديزل تلجأ المستشفيات إلى إيقاف خدماتها الطبية للمواطن وهذا يعكس سلبا على حياة المريض .محذرا بأن استمرار انقطاع الكهرباء وانعدام الديزل يشكل كارثة على الحياة البشرية وعائقا كبيرا لا يمكن تعويضه بعد ذهاب الأرواح لأن معظم المستشفيات ستلجأ إلى إيقاف الخدمة الصحية المعتمدة كليا على الكهرباء .
حياة الأطفال خطرٌ قادم
الدكتور/ محمد المروني استشاري عام جراحة أطفال : وجدنا في أقسام العناية المركزة في مستشفى الجمهوري في قسم العناية المركزة تحدث : قسم العناية المركزة بحاجة ضرورية للكهرباء وانقطاعه عن المريض يسبب مشاكل صحية لا يحمد عقباها حتى لو استمر انقطاع الكهرباء لدقائق فقط، حيث أن أمراض العناية المركزة يعتمد ن بشلك رئيس على الأجهزة الاصطناعية التي لا تعمل إلا وفقاً للكهرباء..
ويضيف المروني: مثلاً قسم الحاضنة الأطفال الرضع يحتاج إلى الكهرباء بشكل مستمر وإذا تم انقطاع التيار الكهربائي على الأطفال الخدج ولو لثواني فإن الطفل الرضيع يصاب بتخلف عقلي وارتجاج في الدماغ وضمور الخلايا داخل الدماغ فيما بعد.، مطالبا الجهات المعنية بضرورة وضع الحلول اللازمة والمسئولة تجاه مشكلة الكهرباء وأزمة الديزل وذلك لتفادي ضحايا وأمراض .
الموتى و الكهرباء
أخبار اليوم زارت بعض ثلاجات المستشفيات في العاصمة صنعاء فوجدا مشكلة الكهرباء تشكل معوقا رئيسا مثلا ثلاجة الموتى في المستشفى الجمهوري لم تسلم من انقطاع التيار الكهربائي القائمون على ثلاجة الموتى في الكثير من مستشفيات الجمهورية يشكون من انقطاع التيار الكهربائي الذي يؤدي إلى تعفن الجثث وتعطيل ثلاجات الموتى بسبب الانقطاعات المتكررة في المقابل يشكوا من استمرار الجثث المجهولة لشهور في الثلاجات مما يجعلهم يعانون من ازدحام الثلاجات مناشدين الجهات المختصة استلام الجثث وعمل حل لإخراجها خاصة وهي تزدحم بالجثث المجهولة لشهور مما يؤدي إلى ازدحامها .
مرافق صحية أخرى
في زيارتنا لبعض المراكز الصحية الحكومية والأهلية وجدنا الخدمة الصحية فيها متوقفة بسبب انقطاع الكهرباء لتفرة طويلة خاصة في شهر رمضان ، فقد أوضح أطباء ل"أخبار اليوم" عندما سألناهم: لماذا الأمراض منتظرون؟, قالوا الكهرباء طافية ولا نستطيع استكمال فحوصاتهم إلا بعد تشغيل الكهرباء, مضيفين نقوم بتشغيل الماطور لتشغيل التيار الكهربائي لكن عند نفاد الديزل لا نجد الديزل إلا بشق الأنفس وبأسعار خيالية، فنلجأ إلى إيقاف الخدمة حتى تأتي الكهرباء الحكومي.
تهديدات الشركات بالقطع
بعض الشركات الاستثمارية لتوليد الكهرباء تستمر في تهديدها للمواطن في قطع الكهرباء نتيجة تأخر وزارة المالية عن دفع مستحقاتها فمثلا شركة حضرموت الاستثمارية لتوليد الكهرباء (باجرش) بلغت مستحقاتها أكثر من 20 مليون دولار لدى الدولة حيث هددت أكثر من مرة قطع الكهرباء عن أبناء حضرموت قبل أيام وإيقاف الطاقة التي تزود بها شبكة ساحل حضرموت والبالغة 40 ميجا وات تهديها هذا جاء بعد أن قامت الدولة حسب المعلومات أن سلمت مستحقات عدد من شركات شراء الطاقة فيما تقف الدولة عاجزة عن دفع مستحقات بعضها .وحيال هذه التهديدات يظل أبناء محافظة حضرموت يكتوون بنار حرها فيما الكهرباء تستمر في إنطفاءاتها دون النظر إلى حياة البشر هناك .
وزارة الكهرباء
أرجع مسؤول العلاقات والإعلام في وزارة الكهرباء طه الزبيري مشكلة استمرار انقطاع التيار الكهربائي إلى أن العمر الافتراضي لأغلب محطات توليد الكهرباء انتهى، إضافة إلى ما يقوم به المخربون من اعتداءات متكررة على خطوط نقل الكهرباء، وإخراج محطة مأرب الغازية عن الخدمة التي تعد المحطة الرئيسية في الجمهورية. موضحا أن أزمة المشتقات النفطية أضافت عبئا جديدا على وزارة الكهرباء مما زاد من فترة انقطاع الكهرباء.
الحماية.. لغز!!
رغم استمرار الضرب على أبراج الكهرباء من قبل المسلحين أو قبائل أو غيرهم إلا أن الدولة تقف موقف العجز من مواجهة مخربي الكهرباء منذ سنوات.
مراقبون ومحللون سياسيون رأوا أن استمرار الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي لغز محير خاصة و أن الدولة لم تقوم حتى اليوم بإجراءات حاسمة تمنع وصول المخربين عن تدمير أبراج الكهرباء ، متسائلين أين دور وزارة الدفاع والداخلية فيما يخص مشكلة الكهرباء ولماذا لم تقم حتى اليوم بحماية أبراج الكهرباء رغم علمهم بوجود المخربين ورغم علمهم بالأثار الاقتصادية والإنسانية الناجمة من الانقطاعات المتكررة للكهرباء واستغربوا من صمت الدولة تجاه ما يجري من تخريب لأبراج الكهرباء مطالبين الدولة بسط نفوذها وسيطرتها على مجريات الأمور في البلد.
وفي سياق الموضوع وزارة الكهرباء أعلنت مسبقا عن تعرض الدائرة الأولى من خطوط نقل الطاقة الكهربائية مأرب صنعاء كما أوضحت أن مسلحين استخدموا الخبطات الحديدية في تنفيذ اعتداءهم على برجين من أبراج الطاقة، ومع كل هذا لم تقم الدولة والجهات المعنية بإجراءات أمنية تمنع استمرار الكارثة الاقتصادية التي تتعرض لها وزارة الكهرباء والأثار الإنسانية الناتجة من انقطاعات الكهرباء .
من جانبه وزارة الداخلية قامت مؤخرا بنشر قائمة بأسماء 43فردا بعض من هؤلاء مسؤولون عن الاعتداء على أبراج الكهرباء لكن رغم ذلك ما زالت آلت التخريب مستمرة وتطال الكهرباء كل يوم .
إجراءات جديدة لوزرة الكهرباء
في تصريح حديث لوزير الكهرباء المهندس/ عبدالله محسن الأكوع أن وزارة الكهرباء تعتزم في خططها المستقبلية عدم الاعتماد على مادة الديزل في توليد الكهرباء جاء هذا التصريح خللا شهر رمضان بعد تضاعف انقطاعات الكهرباء على العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، أيضاً الوزير الجديد كشف أن انقطاع الكهرباء يستمر بجانب المخربين إلى عجز توفير الوقود اللازمة لتغذية محطات توليد التيار الكهربائي بالإضافة إلى مديونية الجهات الحكومية لوزارة الكهرباء كون تراكم المديونية أصبحت من العوائق الكبيرة التي تواجه وزارة الكهرباء .
وأشار إلى أن 200 ميجا من المحطات البخارية والديزل خارجة عن الخدمة نتيجة نقص الوقود من المازوت لتغذية هذه المحطات ويمثل عجز للطاقة المولدة .
مناشدات:
وبصفة مستمر يناشد اتحاد المستشفيات الخاصة، رئيس الجمهورية, بالتدخل لإنقاذ آلاف المرضى، وتوجيه شركة النفط بسرعة توفير وقود للمستشفيات بصورة استثنائية وعاجلة ، وقال الاتحاد- في رسالة وجهها للرئيس هادي- إن عدداً من المستشفيات أوقفت العمل في أقسام العمليات الجراحية والعنايات المركزة، بعد عجزها عن توفير وقود لمولدات الطاقة، في ظل أزمة المشتقات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهر.

يعد قسم الغسيل الكلوي من الأقسام الحساسة في الهيئة العامة لمستشفى الثورة بتعز حيث يعمل هذا القسم على مدى 24ساعة في ظروف بالغة التعقيد لعل أبرزها الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي قبل أن يتم مؤخراً شراء مولد كهربائي إلا أن أزمة لمشتقات أبقت الوضع على ما هو عليه نتيجة عدم التزام إحدى محطات البنزين بتعهداتها بتزويد المستشفى بالديزل وهو ما دفع المستشفى للبحث عن بدائل أخرى وفقاً لمصدر مسؤول في المستشفى .وحده مركز الغسيل الكلوي يستقبل ما يقارب من 85حالة حيث تستغرق عملية الغسل للمريض الواحد زهاء أربع ساعات وهو ما يدفع المرضى للانتظار ساعات طويلة أمام المركز وبجواره في مشهد حزين ومؤثر معظمهم يأتون من مديريات الريف البعيدة رغم ظروفهم المادية الصعبة وحالتهم الصحية التي تستدعي منهم التردد على المركز مرتين في الأسبوع وهنا نستعرض جانباً من المعاناة .
الكهرباء طافي
يقول أحمد علي غالب أحمد مريض بالفشل الكلوي أتردد على المركز مرتين في الأسبوع بهدف الغسيل ونتيجة للازدحام أضطر للانتظار فترة طويلة حتى يأتي دوري وفي كثير من الأوقات نأتي والكهرباء مقطوعة أو الجهاز فيه عطل أو لا توجد مياه حينها لا يكون أمامنا سوى البقاء والانتظار حتى يأتي دورنا
"20" ألف ريال متطلبات الغسيل الكلوي أسبوعياً
أما عبد الله سعيد خالد من سكان مديرية شرعب الرونة فيتحدث بمرارة عن معاناته مع الفشل الكلوي وتردده الدائم على المركز في ظل الإنطفاءات المتكررة للكهرباء وانعكاس ذلك عليهم وتوقف الغسيل بين الفينة والأخرى وخطورة ذلك على حياتهم ويضيف خالد, مضيفا: في كثير من الأحيان نبقى في انتظار دورنا على مدى يومين وعندما يضيق بنا الحال فإننا نتوجه إلى مكتب مدير الهيئة لإبلاغه استيائنا من الوضع يرد علينا هل تعتقدون أنه لا يوجد في الهيئة غيركم أصحاب الفشل الكلوي.
ويؤكد المريض "سعيد" أن ما ينفقه على عملية الغسيل من مواصلات وتغذية وسكن في الأسبوع الواحد يبلغ عشرين ألف ريال, مشيراً إلى أنه في حال انطفاء الكهرباء أثناء عملية الغسيل فإنه في معظم الأحيان يدخل المريض في غيبوبة ويتجلط دمه.
الحرمان من العودة إلى بيته
من جانبه يتحدث علي أحمد الغرابي من أهالي دبع يتحدث بحسرة عن معاناته وظروفه المادية التي حرمته من العودة إلى قريته والبقاء في المدينة كي يتمكن من الغسيل الأسبوعي وبمساعدة من رجال الخير حد قوله .ويضيف :الكهرباء تنطفي باستمرار وهذا يضاعف من معاناتنا والماء نادر ما يصل للمركز فيضطر المرضى لشرائه على نفقتهم الخاصة.
ويشير إلى أن البعض من رفاقه المرضى يفارقون الحياة في بعض الحالات نتيجة انطفاء الكهرباء .لا فتاً إلى أن معظم مصابي الفشل الكلوي الذين يترددون على المركز يعيشون أوضاعاً مادية صعبة .
أماكن حساسة ومناشدة
بدورنا نقلنا معاناة المرضى إلى المشرف العام لمركز الكلى الصناعية بهيئة مستشفى الثورة فهمي الحناني والذي بدوره قال لا يوجد مكان إلا وفيه مشكلنا ونحن في المركز وخلال الفترة الماضية كان لدينا مشاكل في الكهرباء ومشاكل في توفير مادة الديزل والمياه إلا أننا تجاوزنا مشكلة الكهرباء حيث قام مدير الهيئة بتوفير مولد كهربائي بقوة 600كيلو و تبقت مشكلة توفير مادة الديزل لكن بحمد الله تمكنوا من السيطرة على الموضوع بتوفير 10آلاف لتر عن طريق شركة النفط .وأضاف تبقى لدينا مشكلة توفير المياه الواصلة للمستشفى حيث تأتي يوماً وتنقطع شهراً وهذا يسبب إرباكاً شديداً خاصة لنا في مركز الكلى الصناعية حيث يعد الماء مادة أساسية في عملية الغسيل فانقطاع الماء معناه انقطاع الغسيل وانقطاع الغسيل معناه وفاة بعض المرضى دون أي جدال.
وأستطرد الحناني بالقول: عادة نحن نواجه صعوبة في توفير الماء عن طريق مشروع المياه ونحن دائماً ما نتحرك في هذا الاتجاه لكن دون أي استجابة حيث تتراكم لدينا الحالات وتستاء وهذا يمكن تعريضها للخطر ونحن نناشد الجهات المسؤولة للاهتمام بهذا الموضوع وبالذات موضوع الكهرباء والديزل بشكل مستمر للمستشفيات كونها أماكن حساسة من أجل استمرار العمل ومن أجل عدم العدوى والحفاظ على حياة المرضى .
خلوهم يموتوا
يفيد المشرف العام لمركز الكلى الصناعية "فهمي الحناني" أن المركز قبل توفير مولد الكهرباء مؤخراً كان يستفيد من مولد صغير يمتلكه المستشفى وكان لا يغطي المستشفى مع حجمه الحالي وزيادة الأقسام في السابق عندما كانت تنطفي الكهرباء لا تعود إلا بعد ثلاث ساعات وكنا نتواصل مع عمليات الكهرباء وعمليات المحافظات من أجل إعادة التيار وفي بعض الأوقات كان يتم الاستجابة وفي البعض الأخر كنا نسمع منهم الرد العنيف على سبيل المثال كانوا يقولون لنا "أيش نفعل لكم خلوهم يموتوا" أخر مرة اصطحبت فيها المرضى ونفذنا وقفة احتجاجية أمام مؤسسة الكهرباء للفت أنظارهم إلى معاناة مرضى غسيل الكلى.
كارثة على المريض
يستقبل مركز الغسيل الكلوي بهيئة مستشفى الثورة بتعز ما يقارب 85حالة يومياً من مجموع أكثر من 280حالة يستقبلها المركز أسبوعياً بسعة 15 جهازاً عشرة منها مخصصة للحالات الخالية من الفيروسات وجهازان مخصصان لفيروس الكبد بي وجهازان مخصصان للمصابين بفيروس الكبد سي. وبحسب المشرف العام فهمي الحناني, فإن عملية الغسل للمريض الواحد تأخذ أربع ساعات في الغسلة الواحدة حيث يحتاج المريض إلى غسلتين في الأسبوع ويردف بالقول: أي تقصير مع المرضى أو توقف لمدة يوم واحد فإن الحالات تتراكم وربما يموت المرضى فنضطر إلى أننا نسعى ونجري ونتابع حتى لا يتوقف القسم ولا حتى دقيقة لأن أقسام الغسيل حساسة مثلها مثل العنايات المركزة . لافتاً إلى أن المركز بصدد التوسع وتوفير ما يقارب سبعة أجهزة غسيل .ونوه الحناني في نهاية حديثه إلى أن أجهزة الغسيل في حال انقطاع التيار الكهربائي لديها القدرة لخزن الكهرباء مدة عشرين دقيقة فإذا طال الانقطاع إلى أكثر من هذه المدة فإنهم يرجعون الدم إلى جسم المريض فوراً حتى لا يتجلط داخل الأجهزة وهذا يعرض المريض للخطر خاصة إذا ما أخذنا أن مرضى المركز يعانون من فقر دم شديد فتجلط دم داخل الجهاز نتيجة توقف الكهرباء يعد كارثة على المريض يكون من الصعب تعويض الدم بالسهولة التي تتوقعها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.