فيما العالم يسير نحو التقدم والرقي والازدهار بوتيرة عالية وخطى سريعة، وفيما تحتفل جمهورية الصين الشعبية بمرور قرن من الزمان على استمرار التيار الكهربائي دون انقطاع، وفيما تتسابق دول العالم على التميز في كافة المجالات والخدمات، نقف حزناًشديداً حيال بلادنا وما تعانيه من تدهور وانحطاط في أغلب المجالات وسوء تقديم الخدمات الهامة واللازمة والضرورية حتى نعيش حياة كريمة "إن لم نقل حياة مرفهة" تتوفر فيها أبسط الخدمات والحقوق. من أبرز تلك الخدمات والتي كان من المفترض أن تكون مسخرة لخدمة المواطن ورفاهيته "خدمات الكهرباء" والتي لا زالت بلادنا من أكثر الدول والبلدان التي تعاني من الانقطاع المتكرر واليومي للكهرباء وبدلاً من أن تلحظ تطوراً ملموساً خلال الأعوام المقبلة الماضية في مجال تقديم خدمات الكهرباء ونزولاً عند وعود وزير الكهرباء إلا أن ما نلاحظه هو العكس ويزداد عجز وزارة الكهرباء عن تغطية احتياجات البلد من الطاقة الكهربائية، فهل بعد هذا فشلاً يحسب على وزارة الكهرباء؟ أم أنه سوء تدبير للميزانية الكبيرة التي تعتمد لهذه الوزارة؟ أم أن انعدام الكفاءات القيادية والإدارية في وزارة الكهرباء جعلها تعيش حالة فساد كبير في كل مكاتبها وإداراتها وأروقتها، إن ما تسببه موجة الانطفاءات المتكررة للكهرباء من إتلاف للأجهزة الكهربائية والالكترونية يعود على المواطن المسكين الكادح بخسائر فادحة تضاف إلى فواتير الكهرباء التي لا تنفك تطالعه بأرقامها المهولة في كل دورة إضافة إلى المبالغ التي لا يستهان بها والتي تستقطع جزءاً غير يسير من ميزانية المواطن لشراء الشمع اللازم للإضاءة في غياب التيار الكهربائي. يا ترى إلى متى سوف نعاني من هذه الحالة؟ أصبحنا في حالة تدهور يوماً بعد يوم عندما وعد وزير الكهرباء السابق الدكتور/ علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء الحالي بإيجاد حل لهذه الانطفاءات والآن أبناء المحويت يطالبون الوفاء بهذه الوعود أو أنه أصبح كلاماً أمام التلفاز؟ أن الأضرار الفادحة التي يسببها الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لا يتعلق بالمواطن المسكين فحسب، بل إن ذلك يمتد إلى التأثير المباشر على اقتصاد البلد وصناعته مما ينعكس سلباً على جانب الاستثمار سواء المحلي أو الأجنبي. والمحويت كغيرها من محافظات الجمهورية لا تستثنى من ذلك فبالرغم من صغر هذه المحافظة وضآلتها مقارنة بالمحافظات الأخرى إلا أنها تعاني كأخواتها من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي مما سبب حالة من الضيق والتذمر لدى أبنائها الذين يعانون دوماً من تلف الأجهزة الكهربائية والالكترونية نتيجة هذا الانقطاع الذي يمتد من خمس إلى تسع ساعات يومياً وبما لا يقل عن ثمان أو عشر مرات في اليوم الواحد، فمن المسؤول عن هذا؟ ومن ممكن أن نوجه له نداء الإغاثة للنظر في حالنا؟ ولما يظل موظفو الكهرباء في مناصبهم إن لم يكونوا قادرين على تحمل المسؤولية بجدارة وممارسة مهامهم ووظائفهم بكفاءة عالية؟ من الطريف أنه ساعة كتابة هذا التقرير انطفأت الكهرباء وكأنها تؤكد أنها شاهد عيان على صدق ما نعانيه ونشكو منه وأننا لا نفتري على وزارة الكهرباء وموظفيها وكوادرها ووزيرها النائم في العسل. من الجدير ذكره أن ما يتلف الأجهزة الكهربائية والالكترونية ويحرقها ليس انقطاع التيار الكهرباء عنها لخمس أو عشر دقائق أو حتى نصف ساعة ولكن انقطاع وعودة التيار في نفس اللحظة هو ما يسبب اتلافها وإحراقها وبالرغم ما يقوم به محافظ المحافظة العميد/ أحمد علي محسن من جهود حثيثة مع كل مسؤولي وموظفي الوزارة الذين يزورن المحافظة للحد من الانطفاءات المتكررة للكهرباء إلا أن كل ذلك يذهب سدى ويا فصيح لمن تصيح. وهل سيأتي علينا يوم نحتفل فيه باختفاء انقطاع التيار الكهربائي المستمر؟ أم لا حياة لمن تنادي؟