الانطفاءات الكهربائية المتوالية والمتكررة التي يعيشها أبناء محافظة المحويت صارت معاناة ومأساة حقيقية أفضت إلى نكد العيش وإتلاف الأجهزة الإلكترونية، المواطن يحلم متى ستنتهي موضة الانطفاءات ومتى سيتغلب على حالات الطوارئ المفاجئة والاستعداد لاستخدام الشمع الذي صار هو الآخر محتكراً لدى التجار.. بعض المواطنين يفضلون إضاءة الشمع بدلاً عن صب الشتائم واللعنات على القائمين على الكهرباء حتى لايقعون في شرور الظلام والآثام .. الكوارث والخسائر الفادحة التي تسببها الانطفاءات كثرت والآهات تعالت والمسؤولون على الكهرباء نائمون في العسل. أطفال تتعالى صياحاتهم وتغمرهم السعادة إذا لصت الكهرباء فلماذا يتعمد القائمون على الكهرباء خطف البسمة والسعادة بالانطفاءات المتكررة. أحمد الغيلي يرى أن الانطفاءات الكهربائية المستمرة صارت عند المسئولين على الكهرباء موضة يتفننون في إتقانها على حساب المواطن الذي لاحول له ولا قوة وتستمر مشاكل الكهرباء دون نظر إلى هذه المشكلة التي باتت هماً يؤرق كل مواطن بالرغم من أن وزارة الكهرباء تؤكد دائماً جهودها في تحسين هذه الخدمة إلا أن الواقع يؤكد أن هناك جهوداً حثيثة في تردي هذه الخدمة ولاندري ماالسبب. صفقات ربحية محمد علي أحمد قال: يبدو أن القائمين على الكهرباء لديهم التزامات واتفاقات مع التجار والموردين للمواطير الصغيرة وكذا الشركات المصنعة للشمع وقد لايستبعد أنهم يعقدون هذه الصفقات التجارية الربحية على حساب المواطن الذي يبادر فور انطفاء الكهرباء إلى شراء الشمع أو قد يضطر إلى شراء ماطور صغير حتى يستطيع التغلب على هذه الانطفاءات التي ربما تكون متعمدة. خسائر فادحة عصام محمد علي «صاحب ورشة» اعتبر انطفاء الكهرباء مشكلة عويصة تحتاج إلى حلول جذرية وقال: نحن دائماً نعاني منها حيث يكون علينا التزامات للزبائن وانقطاع الكهرباء يتسبب في تأخيرنا عن إنجاز العمل بالاضافة إلى الخسائر الفادحة التي نتكبدها بسبب تحملنا الأعباء ومصاريف للعمال دون انجاز في العمل فمن يعوضنا عن هذه الخسائر ومن ينقذنا من هذه الانطفاءات المتكررة التي قد تصل إلى ست مرات في اليوم. غمزات ولمزات!! علي أحمد عبده النزيلي «مدرس» يؤكد أنه اشترى جهاز تلفزيون بثلاثين ألفاً وقال مكثت أربعة أشهر أجمع المبلغ وبسبب الغمزات واللمزات التي تسبق انقطاع التيار الكهربائي فقدت الجهاز واحترق فجأة لم يمكث معي غير أربعة أيام أطالب القائمين على الكهرباء أن يتقوا الله ويخافوا من عقابه فما ذنب المسكين حين يفقد جهاز تلفزيون فجأة ومن يعوضني عن ذلك الجهاز الآن قررت أشتري ماطوراً صغيراً كي أرتاح من الانطفاءات المتكررة. نقمة وليست نعمة محمد عبده محمد قاسم «موظف» قال: بصراحة الكهرباء صارت اليوم نقمة على أجهزتنا الالكترونية في حين كنا نظن أن الكهرباء نعمة كبيرة من نعم الله عز وجل إذ احترقت ثلاجتي التي لم تمكث كثيراً بالرغم أني أشتريتها بالتقسيط من مرتبي ولم ينته التقسيط بعد رحم الله تلك الثلاجة التي كنت أحلم أن تؤدي دورها في حفظ الخضروات والفواكه ولكن الانطفاءات الكهربائية لم تشفع لي في تحقيق حلمي الذي ظل يراودني لعامين وقطعت الحلم بعد أن تحقق إذ احترق الماطور المشغل الرئيسي للثلاجة والآن أقف عاجزاً عن شراء ثلاجة أخرى ولم أسلم حتى من الأقساط الشهرية التي مازلت أقسطها حتى اللحظة فأين المسؤولون القائمون على الكهرباء أرجو أن يتكرموا بوقف النقم التي يتسببون فيها بالانطفاءات المتعمدة. علاقة الشمعة بالتحصيل العلمي أحمد التركي «موظف» قال: صرنا اليوم نعرف الشمع أكثر من معرفتنا للكهرباء حتى أننا صرنا نشتري الشمع بكثرة ونقتصد في استخدامه فالشمع في بلادنا حق لازم لابد ولامفر منه وكلما زادت الانطفاءات ازدادت شموعنا رشاقة وأناقة وصغراً فالشمعة صارت حاجة ملحة وأصبح التجار يحتكرون هذه السلعة الهامة وكل عام تزداد تلك الشمعة رشاقة والسبب الانطفاءات الكهربائية وبالرغم أن الكهرباء تتسبب في أشياء كثيرة منها ضعف التحصيل العلمي وينتج عن ضعف التحصيل ضعف الدرجات الدراسية بالاضافة إلى ضعف النظر حتى إن الكهرباء صارت جزءاً من معاناتنا اليومية التي لم تتصدر عناوين الأخبار ولم نكن حتى محظوظين في إقامة دعاوى ضد مؤسسة الكهرباء التي تسببت في خسائر فادحة سواء على المواطنين أو على الدولة. مسؤولية الانطفاءات وفي ظل المعاناة الكبيرة التي يتجرعها أبناء محافظة المحويت جراء الانطفاءات الكهربائية المتكررة وجه محافظ محافظة المحويت العميد.أحمد علي محسن خطاباً إلى القائمين على الكهرباء بالمحافظة والمتضمن انجاز تقرير خاص بالأسباب التي تؤدي إلى الانطفاءات المتكررة في خط الربط «باجل المحويت» والتي تزايدت خلال هذه الفترة. حيث رد القائمون على الكهرباء من خلال تقرير فني مفصل حصلت «الجمهورية» على نسخة منه عن أسباب الانطفاءات المتكررة لخط الربط باجل المحويت وحملوا الأمطار والرياح المسؤولية الكاملة في تلك الانطفاءات.. وأشار التقرير الصادر عن فرع المؤسسة العامة للكهرباء بالمحويت إلى أن المسافة وأطوال خط الربط باجل المحويت هي أحد الأسباب المؤدية إلى الانطفاءات المتكررة إذ يعتبر خط الربط الكهربائي باجل المحويت «33 ك.ف» من الخطوط الاستراتيجية والحيوية الكبيرة إذ يبلغ طول الخط إبتداءً من نقطة التغذية محطة تحويل باجل 33 ك.ف وحتى نقطة النهاية محطة تحويل المحويت حوالي 76 كيلو متراً طولياً ناهيك عن تفرع الخط من مديرية بني سعد إلى فرعين الفرع الأول يتجه إلى مركز محافظة المحويت والفرع الثاني يتجه ليغذي مديرية مناخة التابعة لمحافظة صنعاء. وأكد التقرير أن مشروع خط الربط «باجل المحويت» لم تتسلمه منطقة كهرباء المحويت بصورة رسمية ولم يدرج ضمن أصول المنطقة حيث مازالت جميع وثائقه لدى الجهة المنفذة وهي «الإدارة العامة للوحدة التنفيذية لمشاريع الكهرباء بالاضافة إلى أن معظم النقاط للخطوط بحاجة إلى شد الشبكة تحاشياً لعدم تلاطم الخطوط فيما بينها والتي تسبب فصل الخط بصورة مستمرة وبعض النقاط بحاجة لإضافة أعمدة لتخفيف المسافة مابين نقطة وأخرى. أكثر من «4» آلاف حالة انطفاء كهربائي وقال التقرير إن معظم الكباري الموصلة للأبراج من نقطة وادي سارع بداية من سردود حتى محطة تحويل المحويت مركب لها كنكترات أبو مسمار واحد والبعض الآخر من الكباري مركب تحت ملزمة شد لرأس العازل وهذا بدوره يسبب ذبذبة للتيار وفصل الكباري والتماسها بالزوايا الكروز ارم يتسبب أيضاً في فصل الخلية الأمر الذي يكبد المنطقة نفقات فرق ميدانية للنزول الميداني مع مسار الخط للبحث عن نقطة الخلل بغرض اصلاحه بالاضافة إلى أن حالات الفصل للقاطع الزيتي 33 ك.ف المركب بداية تقاطع الشبكة في وادي سردود حتى تاريخ 19/6/2008م نتج عنه حوالي «4» آلاف و«147» حالة فصل منذ بداية تشغيل المشروع في 27/5/2006م. ويشير التقرير إلى أن هناك سبباً فنياً مهماً قد ينتج عن طول المسافة الطولية لخط كهرباء مناخة بمحافظة صنعاء والذي تحتسب إطفاءاته أيضاً على حساب خط الربط باجل المحويت وذلك بسبب تلف الاوتوكروزر والمتابعة مستمرة في الإدارة العامة للمؤسسة لشراء قاطع جديد بدلاً عن القاطع التالف إذ إن أي خلل يحدث في الخطوط المغذية لمديرية مناخة يؤدي إلى إطفاء الخط بأكمله كما أن معظم مسارات الخطوط تمر من فوق مزارع المانجو ناهيك عن الأشجار المتداخلة والمطلوب إجراء أعمال إزاحة للشبكة لمواقع آمنة بعيداً عن مواقع الخطر. مخالفات وأوصى التقرير الصادر عن فرع المؤسسة العامة للكهرباء بالمحافظة برصد مخصصات مالية لصيانة الخط وإدراج هذه المخصصات ضمن اعتماد المنطقة حيث إن المنطقة لاتمتلك أدنى المقومات البسيطة لصيانة هذا الخط وكذا عمل برنامج صيانة طارئ وفوري للخط الممتد بطول 76 كيلو متراً طولياً يشمل تغيير العوازل التالفة وإعادة تخويص الكباري التي لم يتم تخويصها أصلاً من قبل الجهة المنفذة للمشروع وإضافة بعض النقاط للمواقع الهابطة ذات المسافات البعيدة. وأكدت التوصيات ضرورة الصيانة الدورية للمشروع كون معظم مساراته تمر بين أراض زراعية وإنتاجية وفي أودية كثيفة الأشجار وكذا تركيب قاطع حماية أوتوماتيكي 33ك.ف للفيدر المتجه لمديرية مناخة بمحافظة صنعاء من أجل تأمين التيار الكهربائي للمحافظة وأسوة بالقاطع المركب للفيدر المتجه لمحافظة المحويت الأمر الذي يؤثر سلباً في حال وجود خلل فني في مناخة سيؤدي إلى فصل التيار على محافظة المحويت وبقية المناطق المستفيدة من الخط. وأشارت التوصيات أن هناك مخالفات من خلال تركيب محولات سنجل «33/400» للقرى المجاورة للخط ابتداءً من باب الناقة حتى مركز خميس بني سعد الأمر الذي سيحول الخط من مشروع حيوي واستراتيجي إلى شبكة توزيع ينتج عنه تكبد المؤسسة لخسائر كبيرة لاسيما من خلال الفصل غير المبرمج أو النفقات العينية والمادية لمعالجة هذه الاختلالات في حال حدوثها. مطالب أبناء محافظة المحويت يطالبون المؤسسة العامة للكهرباء بمعالجة الانطفاءات المتكررة والتي قد تصل إلى سبع مرات في اليوم الواحد إضافة إلى تكبد المواطنين خسائر فادحة في الأجهزة الالكترونية والتي تتلف بسبب الانطفاءات المفاجئة الأمر الذي يكدر صفو العيش إذ لايجد المواطن مايعبر به عن غضبه لما يعانيه من هذه المزاجية أثناء الانطفاءات إلا صب كيل من الشتائم واللعنات والصرخات التي قد تخفف من المعاناة المستمرة.