عدد الأيتام في بلادنا هائل، في مختلف محافظات الجمهورية، وقد بلغ الفقر والحرمان واليتم منهم مبلغه، ودفعهم إلى التشرد والتسكع في الشوارع.. والبعض منهم يتم إيداعه أحد دور الأيتام التي نادرا ما تجد دارا منها فعلا تمثل المكان الأمثل لإيداع أطفال لا حول لهم ولا قوة، ولا ذنب لهم سوى أنهم حرموا من الأبوة والأمومة.. وفي هذا الصدد قامت (عدن الغد) بزيارة استطلاعية لمؤسسة الفردوس الخيرية في مركزها الرئيسي بمحافظة عدن.. والتقت رئيس المؤسسة الشيخ أحمد عبدالله الطيري. وهي مؤسسة أهلية تربوية تقدم خدمات متكاملة للأيتام وتسعى من خلال الكفالة بالتعاون مع أهل الفضل والإحسان إلى توفير كافة الخدمات الإيوائية من مأكل ومشرب ومسكن وتعليم وصحة في القسم الداخلي وكفالة مادية وصحية وتعليمية في القسم الخارجي. في بداية زيارتنا لمؤسسة الفردوس الخيرية، التقينا الشيخ أحمد عبدالله الطيري رئيس المؤسسة، الذي رحب بنا وسلط الضوء على بداية تأسيس المؤسسة قائلا: تأسست الفردوس الخيرية في محافظة عدن كمنظمة خيرية غير حكومية تسعى لخدمة الفقراء والمحتاجين وفق خطط مدروسة لتكون همزة وصل بين أهل الخير والمحسنين وبين أصحاب الحاجة والعوز، وقد تم افتتاح مكتبها في مدينة عدن في 6 نوفمبر عام 2005م، ويوجد لديها فرع يختص بكفالة الأيتام ورعايتهم يعرف باسم (دار قطر) وفي الدار من الأيتام (43) يتيمة.
أهداف المؤسسة وعن أهداف المؤسسة تحدث قائلا: الهدف الأساسي هو إحياء روح التكافل في المجتمع وتقديم الرعاية الاجتماعية والتعليمية والصحية للفقراء والمحتاجين وكذا رعاية وكفالة الأيتام ومكافحة الفقر والحد من انتشاره والمساهمة في إغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية. وعن المجالات التي تهدف إليها المؤسسة أشار الشيخ أحمد إلى أن المؤسسة تهدف إلى عدة مجالات منها المجال الاجتماعي ومن هذا المجال مشروع إفطار الصائم حيث بلغ عدد المستفيدين (183) مسجدا، بمعدل مائة شخص في اليوم الواحد لكل مسجد بإجمالي الصائمين (650) ألف صائم في عموم المحافظات، عدن- تعز- أبين- إب- لحج- الضالع- حضرموت- والحديدة.. والفئات المستفيدة المساجد ورجال المرور ونازحو أبين، والسجون، ودور الأيتام والمسافرون. واستطرد قائلا: لدى المؤسسة أعمال خيرية أخرى فهي تقوم بمساعدة الأسر الفقيرة والأرامل، وتقوم بتوزيع المساعدات العينية وتقديم المشاريع الموسمية حيث سعت المؤسسة لتنفيذ مشروع الأسر الفقيرة والذي شمل الحقيبة الغذائية (الأرز- السكر- الدقيق- الزيت- التمر) واستفاد من هذا المشروع (3300) أسرة.. وكذلك سعت المؤسسة إلى تنفيذ مشروع توزيع التمور للأيتام والأسر الفقيرة والمساكين والمحتاجين، بحيث يستفيد من هذا المشروع الخيري (7600) أسرة.. وأيضا من مشاريعنا في المؤسسة توزيع لحوم الأضاحي وكسوة عيدي الفطر والأضحى، حيث يستفيد من اللحوم الكثير من الأسر الفقيرة واستفاد من هذا المشروع (5670) أسرة. ونحن حاليا نسعى جادين إلى تنفيذ هذا مشروع الكسوة لأكبر شريحة ممكنة من أطفال الأسر الفقيرة لنفرحهم في هذا اليوم ونخفف عن أهلهم معاناتهم ويستفيد من هذا المشروع (5500) فردا.
المشاريع الخيرية وعن أهم المشاريع الخيرية التي نفذتها المؤسسة قال الشيخ الطيري: نفذت المؤسسة العديد من مجالات التنمية فقد قامت المؤسسة بحفر العديد من الآبار وطلي جدرانها بمواد تحفظها وتحافظ على نقاء مائها وقد استفاد من هذا المشروع الكثير من أهالي القرى والمناطق النائية وتسهم المؤسسة في تشجيع المسلمين على إقامة صلاة الجماعة في المساجد، حيث قامت المؤسسة بتنفيذ وبناء العديد من المساجد في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، وقد بلغ عدد المساجد التي بنتها المؤسسة (5) مساجد. وأضاف: ومن ضمن ما قامت به المؤسسة من المشاريع الخيرية مشروع توزيع ثلاجات الماء البارد بحيث وزعت هذه الثلاجات على الكثير من شرائح المجتمع المدني من (مساجد ومستشفيات ومدارس ومرافق حكومية وجمعيات خيرية) وبلغ عدد الثلاجات الموزعة خلال عام 2011م (15) ثلاجة ماء. كذلك توزيع كراسي المعاقين حركيا ووفرت المؤسسة عربات لذوي الاحتياجات الخاصة واستفاد منه (68) معاقا ومعاقة.. كما حرصت المؤسسة على توزيع الحقيبة المدرسية مع مستلزماتها من الدفاتر والأقلام والمواد القرطاسية المتنوعة والفئات المستفيدة من المشروع كان من جميع الطلاب والمحتاجين من الأيتام وأبناء الأسر المتعففة ذكورا وإناثا. وعن سؤالنا حول استفادة النازحين وإغاثتهم من مشاريع المؤسسة قال: قامت مؤسسة الفردوس الخيرية بعدن بتنفيذ مشروع إغاثة نازحي محافظة أبين، حيث استفاد (440) من الأسر النازحة من أبين من المعونات الغذائية التي وزعتها المؤسسة في محافظة عدن، علما أن هذه المساعدات تأتي في إطار مشروع إغاثة النازحين وبدعم من منظمة الدعوة الإسلامية والمحسنين والمحسنات من دولة قطر، بحيث تشمل المساعدات السلة الغذائية المكونة من (الأرز والسكر والدقيق) وأيضا المواد التي تم توزيعها كالفرشان وملحقاتها من اللحافات والوسادات وغيرها من الاحتياجات الضرورية
كفالة ورعاية الأيتام وعن كيفية كفالة الأيتام ورعايتهم تطرق إلى جملة من الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة، من أهمها رعاية اليتيم والاهتمام به فقال: تأسست دار قطر للأيتام كفرع للمؤسسة، وتسعى لخدمة الأيتام وفق خطط مدروسة وتنقسم كفالة اليتيم في المؤسسة إلى نوعين من الكفالة: كفالة جزئية: حيث تقوم دار قطر بكفالة الأيتام وهم بين عائلاتهم، بمعنى توفير مخصص نقدي دوري وخدمات موسمية (أضاحي عيد- تمور- كسوة عيد) حيث بلغ عددهم (113) يتيما ويتيمة ككفالة جزئية. وكفالة كلية: بحيث تقوم الدار بكفالة اليتيمات كفالة كلية تشمل (المسكن – الغذاء – الملبس – الرعاية الصحية والتعليمية) وبلغ عدد اليتيمات المستفيدات (43) وذلك في سكن دار قطر الكائن في مجمع الفردوس للأيتام في مدينة المنصورة، حيث تم افتتاح المشروع في 26/7/2008م بتمويل كريم من منظمة الدعوة الإسلامية قطر. وعن إنجازات المؤسسة قال: تم بحمد الله تعالى إنجاز سكن للبنات ومحلات تجارية (6) وكذا عمارة وقفية مكونة من شقتين ومسجد الفردوس. وحول أهم المشاريع المستقبلية قال: هنالك مشاريع مستقبلية تطمح المؤسسة إلى تحقيقها ومنها: بناء مدرسة للبنات يتم الآن تأسيسها والبت فيها وكذلك سكن للأولاد وعمارة وقفية.
الأيادي البيضاء و عن الجهة الممولة لمؤسسة الفردوس الخيرية أجاب رئيس المؤسسة: الداعمون معنا في إنجاح مشاريعنا الخيرية، وكل الأيادي البيضاء من محسنين ومحسنات دولة قطر وكذا منظمة الدعوة الإسلامية قطر وكذلك مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية (رأف) قطر ومؤسسة سبل التنموية الخيرية عدن
ختام من خلال زيارتنا إلى هذه المؤسسة الخيرية اتضح لنا جليا مدى الاهتمام الذي تقدمه مؤسسة الفردوس الخيرية لرعاية الأيتام ومساعدة الفقراء والمحتاجين ومدى الحرص على دعم الفئات من ذوي الدخل المحدود.. كما ندعو هنا أهل الخير والإحسان إلى مد يد العون والمساعدة للدعم المادي والمعنوي لمؤسسة الفردوس الخيرية.