لايزال من البكر جداً الحكم على نجاح بنك عدن المركزي او فشله بالرغم ان تأخير صرف المرتبات والأجور فترة أطول له مخاطر كثيرة وعواقب جسيمة، وقد بدأت بعض الأصوات ترتفع ولكن نتمنى ان لا تخيب آمال الناس وان تثبت لهم الأيام التالية ان تهليلهم وتكبيرهم لقرار نقل البنك كان صائباً. فمن المستحيل ان يكون قرار نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن قراراً إرتجالياً غير مدروس العواقب، ولا يمكن لعاقل ان يتخيل ان قرار مثل هذا ممكن ان يتخذ دون مراجعة متطلبات البنك الأساسية التي لا يمكن ان يقوم بدونها ومعرفة مدى توفرها، ومن غير المعقول ان يتخذ القرار دون دراية تامة بالالتزامات التي على البنك الوفاء بها كبنك مركزي. ان المصير الذي سيؤول اليه البنك المركزي بعد نقله هو ورقة الفريقين الأخيرة، ونجاحه وفشلة يمثل شوكة الميزان المرئية والمراقبة من قبل العالم، ولا يستبعد ميول العالم ودعمه الى حيث تميل. فاذا أخفق بنك عدن المركزي في صرف المرتبات وعجز عن توفير السيولة النقدية الكافية لتغطيتها فلا يستبعد ان قرار نقل البنك المركزي لم يأت إلا لاعفاء سلطات صنعاء من مسؤولية دفع الأجور والمرتبات وإبعاد اللوم والفشل عنهم بعد ان تبين لهم ان البنك يحتضر وينازع أنفاسه الأخيرة. فهل من الممكن ان حكومة بن دغر لم يهندسون قرار نقل البنك المركزي إلّا لإنقاذ صنعاء من تعفّن جثته بالرغم من مجاورته لمقبرة خزيمة فجعلوا عدن مثواه الأخير؟ كل شي ممكن ووارد في زمن الغرائب والعجائب الذي نعيشه!!! لاشك ان هناك أمراً ما وربما أمور كثيرة خارجة عن المألوف وتحتضن في جوفها كثير من الالغاز والأسرار التي لم ترق عقولنا لفك شفراتها وفهمها ولكن الأهم فيما نواجهه اليوم هو ان بيتاً من الشعر لايزال مبتور ولم نجد له عجز ليكتمل معناه، ولذلك لابد من البحث الجاد عن الشطر المفقود من بيت القصيد وتنفيذ ما فيه قبل فوات الاوان فلا يمكن للزير سالم ان يأتي ببيتا ناقص.