ما أشد أوجه الشبه بين القيادات العسكرية الشمالية الواقعة في طريق تحرير صنعاء وبين قيادات الحراك الجنوبية الواقعة في الطريق المؤدي إلى توحيد القيادة الجنوبية تحت مكون جنوبي توافقي يكون حاملا سياسيا لقضية الجنوب أرضا وهوية وإنسان. تختلف التوجهات ويختلف الزمان والمكان وتتنوع الدروب والمسالك ولكن يبقى الارتزاق هي الصفة الأسمى لهما ونقطه الاشتراك بينهما والجولة التي تجمعهما ليدوروا في مدارها بلا توقف وبلا خروج عن مسارها . الفريق الأول يرغب في إطالة أمد الحرب ولا لديه النية البتة في تحرير صنعاء أو حسم المعركة..... كذا الوضع عاجبنا، سينقطع رزقنا. أما الفريق الآخر يرغب في إطالة أمد المليونيات ولا لديه النية البتة في حسم أمر المكون الموحد ولايفكر أبدا في التنازل أو التضحية ولو مرة واحدة لأجل الوطن. هذا الفريق ليس إلا أصنام لأتفكر إلا سوى في أحجام ومقاسات صورهم التي سترفع ولا هم لهم يشغلهم غير إي العبارات التي ستتذيل بها صورهم وتتزين. سنين طويلة مرت من كفاح شعب الجنوب ونضاله. كل هذه الفترة ، كل هذه المدة ، كل هذه التطورات ، وكل هذه التحولات والتغيرات الايجابية لصالح الجنوب وقيادتنا لا تزال تخط في تشرذم عميق و شتات مخيف وكل مكون بما لديهم من الأصنام فرحون... الشمس في كبد السماء ولفيحها وحرارتها تبلغ أوج الذروة ، في هذه الأثناء يقف خطيب الجمعة في ساحة العروض بخور مكسر في مليونية الرابع عشر من أكتوبر 2016 ساخرا من الأصنام ومن الحالة التي أوصلونا لها في السابق والتي بلغت حد المشاجرة على أتفه الأسباب والاختلاف على أتفه الأشياء كالنزاع على الميكروفون فكل فصيل يدعي بأولويته في اعتلاء المنصة من غيره... تحدث الخطيب حديثا عقلانيا تطرق فيها إلى نقاط مهمة في حياتنا ، كموقفنا من التحالف وأننا نثمن دوره وأننا سنحارب ونحمي أشقاءنا إذا اقتضت الحاجة لكن هذا لا يعني أن يموتونا... يجوعونا....يهملونا. لا رواتب ولا حتى 50 ميجاوات من الكهرباء التي قيمتها لا تتعدى قيمة صاروخ من الصواريخ اليومية التي تقصف بها صنعاء. دعا القيادات الجنوبية إلى التوحد وناشد كل المقاتلين الجنوبيين في الشمال بالعودة الفورية إلى الجنوب فوطنهم بأمس الحاجة إليهم و إلى تضحياتهم . حديثه زم رأسي وأثلج صدري فلم يعد وجهي يشعر بلفيح الشمس الحارق ولا قدمي تحس بحرارتها المرتدة من الإسفلت. أقيمت الصلاة ، تراصت الصفوف ، أقبلت الحشود على ربها بقلوب خاشعة ، كبر الأمام وفي الركعة الثانية دعا الأمام دعاء مطولا... صوتي المرتفع ب( آمين) بدأ ينخفض بعد كل دعاء فالدعاء أخذ منحنى آخر وبدأ الإمام بالمبالغة في الدعاء لأحد الأصنام. يا الله حتى أنت أيها الخطيب ويا صاحب الكلام المعسول تعشق الأصنام وبهذا الشغف. أين كلماتك الموزونة ، وشحطاتك المتقونة.. تعبنا من هذه الوثنية في النضال وسئمنا منها ، فعيبنا الوحيد أن قادة الأسود هم حمير. الأصنام لا تمثلني ولا اعتز إلا برفع صور الشهداء كالصمدي والإدريسي وأبو الاحرر شيخ المجاهدين وغيرهم، ولن البي إلا نداء الوطن أما أنت أيها الأصنام عليكم لعنة الشهداء والمجاهدين.