كثيرة تلك الكائنات الطفيلية التي بدأت تطفو على مستنقع الحرب وتقتات على ما تجود به الصراعات والنزاعات مستغلة ضعف المواطن وحاجته للبقاء.. صراعات سياسية وطائفية اقليمية ودولية كانت بلادنا مسرح لأحداثها افرزت لدينا طفرة جديدة تنخر في جسد المواطن البسيط وتستغل معاناته وكأنه لا يكفيه ما يعانيه من جوع وفقر ومرض... إنها طفرة أصابت الجنوب وظلت تنخر فيه لتشبع جوعها من جوع الفقراء وتداوي جراحها بإيلامهم .. تجدهم لاتكاد تخلو منهم مفاصل السلطة ومؤسسات الدولة يعيثون فسادا" فيها ويظلمون الناس بغير الحق يسارعون في السيئات أيهم يسرق أكثر غير مبالين بحرمة ولا بعظم التضحيات ودماء الشهداء التي أريقت في سبيل الحرية والعيش الكريم لهذا الشعب . وتزداد الطفرة عمقا يوما بعد يوم.. إن لم نجد لها المصل المناسب فستنهك الجسد إن لم تكن قد فعلت . والأغرب بل والأذهل من ذلك أن تراهم بكل وسائل الإعلام يتشدقون بإنجازاتهم الوهمية غير آبهين أن صفحاتهم السوداء باتت مكشوفة لعامة الشعب... فعن أي إنجازات يفاخرون.. والمواطن البسيط في الجنوب لازال منذ عام ونيف يعاني الأمرين أينما ولى وجهه فثم وجه الفساد.. يفتقر أدنى مقومات الحياة الكريمة و أهم ضرورياته اليومية (الكهرباء - المياة - التعليم - الصحة ...وغيرها).. مثل هؤلاء الانتهازيون يسيئون إلى الثورة الجنوبية وللشرفاء في هذا الوطن وأشد ما يؤلم أن الذين كانوا بالأمس يتغنون بالثورة واهدافها ويهتفون بشعارات رنانة تدغدغ المشاعر وتصهر القلوب ويسهبون بالنقد والتنظير تجاه سلوكيات الآخرين وأخلاقهم .نراهم اليوم يمارسون ذات السلوكيات التي مارسها أسلافهم ويستخدمون ذات أسلحتهم الفاسدة . إن من أبسط مقومات المواطنة الحقيقة أن يعي هؤلاء الوصوليون أن شعب الجنوب أنتصر في ثورته وامتلك حقه في تقرير مصيره وهيهات لعجلة التاريخ ان تعود للوراء. وأن ثورة كانت أهم أهدافها الانتصار للحق و التحرر من سياسة الضم والإلحاق ودفع الظلم ومحاربة الفاسدين لايجوز معها بإي حال من الأحوال بقاء مثل هؤلاء المتشدقون في مفاصل القرار داخل مؤسسات الدولة.. بهذا فقط نكون قد حاصرنا طفرة الوصوليين من الانتشار ان لم نطمسها للأبد .