بعد الحرب الثانية على الجنوب وتحطم غرور الاحتلال اليمني ومن دفعه لشن الحرب على الجنوب بإعتبار ان الجنوب بوابة الدخول لتدمير الخليج العربي وتحقيق حلم بعض القوى لتغيره للخليج الفارسي قرر الجنوبيين فرض واقع جديد على أرضهم وتحقيق حلم سعوا لفرضه منذ أكثر من عشرون سنة مضت فكان التفوق العسكري على الأرض وسيطرة الجنوب بقياداته على أرضهم الدفعة التي جعلت من الجنوبيين يتأملون خيرا خصوصاً بعد تولي الزبيدي قيادة الدفة فكان هو الرجل الذي عول عليه الجميع كثيراً لنقل الجنوب من مرحلة الاحتلال والدمار الى مربع الرخاء والأمن . لقد كانت عقائد الجميع راسخه بان الجنوب في يداً امينه وان العصر الذهبي قد بدأ انطلاقه لكن ما لبثت مع الأيام ان تتحطم هذه العقيدة حين نجح العدو بجر الجنوبيين لمربع التخوينات والتشكيك ببعضهم البعض ليبتلع الجنوبيين السم العلقم في علبة من الحلوى لقد ابدينا فيما مضى استغرابنا من توالي وحدوث بعض الأحداث والتي كانت تنبيها بخطر محدق وتنبه لوجود لعبة قذره قادمة سقط ابناء الجنوب في الفخ ومالت القوى ورجحت لكف عدوهم وهذه المرة حين عمل العدو على زرع الفتنة بين الجنوبيين وفرق ليسد لقد قاد امراء الحرب على الجنوب وبسلاح بارد وبطريقة ذكيه حتى يمسحوا اخر امل واثر للقضية الجنوبية وتمرير مشاريع صغيرة ولدت ميته بالمكر والخديعة والتي لا زالت تمارس حتى الآن لا شك ان ما يجري وجرى بالجنوب لغزاً يحمل اسرار مذهلة وها هي أخر تلك الالغاز تظهر على السطح وهنا يبادر الى الذهن سؤال الى متى سيكون ابناء الجنوب وسياسيه ومثقفيه اغبياء يتحملوا كل معاني الفشل بابتسامه دون الاعتراف بفشلهم وقع قائد مقاومة تحرير الجنوب عيدروس الزبيدي في شبك الشرعية العنكبوتية لإعادة الجنوب إلى باب اليمن وها هو اللغز الآخر بدأ يظهر على السطح حيث بدأ مخرج المسرحية بالتخلص من قيادات التحرير واحدا تلو الاخر بعد أن تهيئة الأوضاع الأمنية وأصبح بإمكان قيادات الفنادق العودة إلى أرض الوطن التي تركوها في وقت النار حامي حماها ان حسن النية والسير بنفس راضيه وراء الخديعة والسراب والايهامات والاوهام هي السبب الرئيسي لتضييع ابناء الجنوب وقادته واحد تلوى الآخر فمن قدم التنازلات لا يجب عليه ان يفاجأ بطلب تقديم تنازلات اخرى واكبر من ذي قبل القضية الجنوبية تصارع كبح جماح الشرعية بتمرير مشاريع واهيه وتصارع من جهة اخرى عاطفة الجنوبيين الساذجة وحماقة البعض البغيضة . ليلوح في الأفق حجم الفشل الكبير الذي يجعل من كل التضحيات التي قدمت هباء منثوراً لقد نسى مثقفي السياسة الجنوبية ان السلوك السياسي للدولة يجب ان يكون على أساس مصالح الوطن ومؤسساته وما يعود بالنفع للبلد لا ان يكون على مصالح أفراد وهذا الذي لم يفهمه بعد البعض للان اننا ندق ناقوس الخطر لكل ذولب رشيد توحدوا فانتم أصحاب الأرض والحق والثورة وانتم القوى التي يعول عليها افرضوا انفسكم وتمسكوا بحقكم ولا تتنازلوا فإذا انعدم التكافؤ فلا تنظروا شيئا ان الجميع لديهم مصالحهم سوى التحالف او القوى الدولية والإقليمية واذا اقتضت المصلحة بترك الجنوب والتخلي لن تتوانى تلك القوى لأجل مصالحها لا يمكن لأي دولة ان تترك مصالحها ومصالح شعبها مهما كان الغرض الذي تسعى لأجله فعلى العقلاء التدخل السريع وافهام كيجي ون السياسة ان لا صوت يعلو فوق مصلحة الوطن وافهام البعض انه لا يمكن مصادرة حقوق وطن وحرفها عن مسارها مهما بلغت خساسة وحقارة الطرف الآخر .