والدنيا خراب، والطائرات الحربية بأنواعها المختلفة لدول التحالف العربي تحلّق في سماء بلادي وتشن حرباً قُتل من قُتل وجرح من جُرح، والرصاص المضاد للطيران أكمل الحلقة وكان له نصيب الأسد من الضحايا، عشنا في ليل مظلم، ونهار مزدحم بتشييع الجنائز هنا وهناك.. والمحال التجارية أُغلقت وبعضها أفلست، وتحولت الأفراح إلى مآتم .. ظننت حينها أن العزاء كُتب على بلدنا حتى إشعار آخر .. وأعتقدت أيضاً حينها أننا وصلنا إلى يوم من أيام يوم القيامة يوم" نفسي نفسي"! ووسط هذه الأحداث المؤلمة ومن بين آلاف الأصدقاء الذين أعرفهم جيداً وتربطني ببعضهم علاقة متينة، كان هناك ثمة أصدقاء ليسو مجرد أصدقاء فحسب .. بل كانوا كالإخوة وأعمق، أصدقاء وأكثر للحرب وللحُب وللسراء والضراء في آن واحد.. وقفوا بجانبي وواسوني حينما غاب الجار القريب وحينما تخلى عني الزميل والصديق البعيد.. كنت في بعض أيام الحرب (عامين متتاليين) ومازالت أحداثها تجري، أصل إلى حد الإكتئاب فإذا بأحدهم يتصل بي أو يرسل لي رسالة بالوتس آب، يقولوا لي إذهب إلى مكان كذا وقله كذا وكذا، فأتنفس أنا وأهلي الصعداء .. وأخر يقولوا لي لا تقلق يا أخي نحن معك إذا تحتاج شيء أبلغني، لقد أشعروني أن الدنيا مازالت بخير وكانوا ومازالوا هم أهل للخير .
صحيح عددهم قليل جداً ولا يتجاوزون أصابع اليدين، لكنهم عندي أفضل هديه أرسلها الله لي من السماء وأعظم كنز في الحياة.. وهم أبناء ناصر الأحمدي ، أسرة كريمة وطيبة ووفية وأبناءها بررة وأولهم : الحبيب والزميل الصحافي " جلال " فمهما كتبت عن أخي وصديق عمري ورفيق وزميل دربي جلال فلن أستطيع أن أوفي بحقه، ووجوده بقربي منحني سابقاً وأيام الحرب والآن الدفء الكامل .. يكفيني أنه الوحيد الذي أضحكني وأسعدني ونحن تحت نيران الصواريخ وأزيز الرصاص.. حُبي لك مدى الحياة يا صديق عمري.
وثانيهم: أخي" بشير "رجل الأعمال وصاحب اليد البيضاء الكريمة البشير والمبشر بالخير دائماً، بشير .. مرح مبتسم وبشوش.. خلوق.. طيب .. كريم وعزيز ، يعطي بصمت دون أن ينتظر كلمة - شكراً - آه لو تدري كم أحبك يا بشير أنت غير عن البشر.
ثالثهم: أخي " نجيب " أيضاً نجيب، بعيد عن العين لكنه قريب من القلب، حبوب ورجل مواقف ليس معي فقط بل مع الكثير من أصدقائه.. الكلمات والحروف لوحدها لا تستطيع أن تكتب ما يصنعه نجيب من أعمال إنسانية لمن يعرفه ولمن لا يعرفه.. تحية خاصة لنجيب الإنسان والقلب .
يقولون رب أخٍ لم تلده أمك : وأبو الحسن، كان عند مستوى العبارة والموقف ومواقفه معي لا تقدر بثمن ولا بكنوز الدنيا .. فقد كان نعم الصديق والأخ الذي لم تلده أمي .. كلماته وإتصالاته لازالت أسمعها في أذني ومواساته محفوظه في قلبي ولن أنساها ما حييت .. محبتي وإمتناتي لك يا غالي.
ومن كرماء العسرة .. أخي وقرة عيني الرائع عادل النجار .. حمداً لله الذي رزقني أصدقاء كرماء وأوفياء وأنقياء بحجم ( عادل النجار أبو علي ) من أين أبدأ ومن أين أنتهي في الحديث عن أبو علي.. يكاد يكون أبو علي الوحيد من الأقرباء الذي وقف بجانب العبدلله.. لقد أحتليت مساحة كبيرة في قلبي، لك سيل من كلمات الثناء والشكر والود .
وقلمي يعجز ولساني تتعلثم في قول كلمة مديح بحق الصديق والشاعر النبيل / ماجد أبو نواف.. ماجد إنسان مهذب .. يحب الخير .. ومكتوب على جبينه الطيب والكرم.. أقول لماجد.. شكراً لك مليون مرة على نقاءك الماجد والشاهد .
القدير والشهم الأصيل/ عبدالله مبخوت - صديقاً أنيساً ومؤنساً لأصدقائه ولمن حوله ودالاً على الخير والدال على الخير كفاعلة.. مُحسناً لأهله وجيرانه، يملك من السمو والرفعة والأخلاق قلماً أجدها في صديق غيره.. شخصياً حظيت بأنسه وقربه وبمحبته.. أعزك يا أبو يوسف .
عبدالمجيد عبدالله وأنور عبدالله والشيخ / محمد أبو عبدالرحمن.. سعادتي لا توصف بمواقفكم المشرفة.. وبمشيئة الله سأبادلكم الوفاء بالوفاء.. إشتياقي لكم بحجم الكون.
أعرف أن بعضكم لا يريد أن يُظهر اسمه للعلن أو أكتب عنه ولكني أحببت أن أذكر محاسنكم وأنتم أحياء و أبت أناملي إلا أن تكتب هذه السطور المتواضعة وتقدم لكم باقات الثناء والتقدير والإمتنان والعرفان وأنا حيً أُرزق وهذه الكلمات بالطبع لا تكفي أمام مواقفكم العظيمة والنبيلة .. فكيف لا وأنتم منحتوني الرعاية والإهتمام في زمن غابت فيه الرحمة وزاد فيه البخل والأنانية لدي الكثير من الأصدقاء..
أنتم لستم مجرد أصدقاء لفترات مؤقتة بل أنتم أصدقاء وإخوة لكل الفصول ولكل الأعوام وأيام الرخاء والشدة والحرب والحُب . بل أنتم أيها الأحبة لستم صفحة في كتاب قد قرأت وطويت ولا كلمات قد قيلت وأنتهت.. ولا لحظات قضيناها ومضت، فمودتكم في القلب نُقشت، وبالإخوة وسمت، وبمحبة الله سُقيت إلى قيام الساعة .. وليعذروني من لم أذكر أسماؤهم والشكر موصول لكل أصدقائي .