زرت ماليزيا في هذا الشهر من أكتوبر 2016م ولم أكن أتخيل هذه النهضة العمرانية وهذا التطور المذهل والهائل في شتى مناحي الحياة هنيئا للشعب الماليزي المسلم الشقيق ما وصل اليه اليوم من رقي وتطور فاق كل التوقعات وهنيئا لقائد وباني نهضة ماليزيا السيد مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق حفظه الله الذي كان الرجل المثالي والقدوة الحسنة في العمل والسلوك للشعب الماليزي ولجميع القادة والمسئولين في هذا البلد المسلم العظيم لقد قام السيد مهاتير ببناء الإنسان الماليزي قبل بناء الأبراج وهاهو اليوم الإنسان الماليزي المسلح بالعلم والمعرفة والسلوك الحضاري الراقي يبني وطنه في سنوات قلائل وهذا العمل يحسب لباني نهضة ماليزيا السيد/ مهاتير محمد الذي قام بالتركيز أولا على بناء هذا الإنسان حتى نضج وارتقى سلم العلم كله ! تشعر اليوم بالفخر حين تتعامل مع هذا الإنسان المسلم وتجده يتعامل معك بمستوى كبير من الوعي والرقي والسلوك الإنساني والأخلاقي الرفيع الذي وصل إليه هذا الإنسان المسلم وببناء الإنسان الماليزي تم بناء الوطن على أسس علمية ودراسات علمية عميقة وصحيحة وأصبح الإنسان الماليزي اليوم في أحسن حال في معيشته وتعليمه وصحته وأمنه واستقراره وتمتعه بكل مقومات الحياة العصرية الحديثة وأصبحت ماليزيا اليوم دولة صناعية واقتصادية كبرى لأيستهان بها وأصبحت الصناعة الماليزية منافس قوي في السوق العالمية بجودتها وإتقان صناعتها وكم يحز في النفس أن نرى كثير من الدول العربية والإسلامية تدير ظهرها للصناعة الماليزية عالية الجودة والإتقان ونرى الكثير من هذه الدول قد أقبلت على شراء الصناعات الأخرى في بلدان عديدة رغم حاجتنا اليوم لتشجيع الصناعات العربية والإسلامية في ظل المؤامرات الدولية الكبرى ضد الدول العربية والإسلامية وأصبحنا نشتري صناعات أعدائنا ونقوي اقتصادهم وصناعاتهم وهم يحاولون إعاقة صناعاتنا وقتل ودمار كلما يمت للإسلام والمسلمين بصلة ولم نتعلم ولم نستفيد من التجارب التي مرت علينا طوال عقود انطوت وما التلويح اليوم من قبل الأمريكان وحلفائهم ألاوروبيين وربيبتهم في المنطقة إسرائيل وحليفتهم الشاذة إيران بتجميد الأموال السعودية في البنوك الأمريكية وغيرها من الدول الأوروبية إلى واحدة من الآلاف الغلطات التي غلطها العرب .
ولو أن الأموال هذه اليوم تستثمر في بلدان عربية وإسلامية لما وصل الحال إلى مواصل إليه اليوم وكم نتمنى على رؤؤس الأموال العربية والإسلامية بعد اليوم أن تستفيد من هذا الدرس القاسي وأن تحاول جاهدة أن تستثمر في البلدان العربية والإسلامية الصناعية اليوم مثل دولة ماليزيا الإسلامية الشقيقة وتركيا وباكستان وغيرها من البلدان العربية والإسلامية لكي يعود نفع أموال العرب والمسلمين للعرب وللمسلمين هذا ما يتمناه اليوم كل عربي ومسلم غيور على أمته ودينه .
أما أن نضل ندعم ونقوي اقتصاديات الدول المعادية لكل ما هو عربي وإسلامي فهذا الخطاء بعينه فنحن بهذا العمل ندعم الدول التي تبتز العرب والمسلمين وتتآمر على قتلهم بأموالهم فهذه والله جريمة كبرى ومنكر يجب استنكاره والوقوف ضده من جميع العرب والمسلمين الاستثمار اليوم في ماليزيا ميسر ومسهل وليس هناك عوائق أو موانع فالبنية التحتية في ماليزيا قوية وصلبة والنظام والقانون والأمن في هذا البلد قوي ومشجع ورقي وأخلاق وتعامل هذا الشعب الماليزي المكافح والطيب والودود أكثر من رائع فما هو المانع من قبل رؤؤس الأموال العربية والإسلامية من الاستثمار في هذا البلد المضياف والجميل نتمنى أن يتحقق هذا الأمر ونتمنى أن تتقوى اللحمة العربية والإسلامية في وجه قوى الهيمنة والاستكبار التي تحاول عرقلة مسيرة الدول العربية والإسلامية وافتعال المشاكل وإدخالها في الأزمات ودوامة العنف والحروب والتناحر التي لاتنتهي حتى لا تقوم لأمة محمد قائمة فهل نستفيد ونعود إلى الصواب أيها الحكام العرب والمسلمين نتمنى ذلك والله