«الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السيول تقتل امرأة وتجرف جثتها إلى منطقة بعيدة وسط اليمن.. والأهالي ينقذون أخرى    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب.. مهاتير محمد... عاقل في زمن الجنون:رؤية واقعية لفلسفة مهاتير والتجربة الماليزية
نشر في 26 سبتمبر يوم 30 - 06 - 2006

عرضت المكتبات العربية، كتابا جديدا للكاتب والصحافي الدكتور عبد الرحيم عبد الواحد ويحمل عنوان "مهاتير محمد.. عاقل في زمن الجنون" وهو الأول من نوعه باللغة العربية الذي يرصد مفردات التجربة الماليزية الشاملة، فيما تم اقرار خطة جرئية لترجمة الى الكتاب الى 4 لغات هي:الانجليزية والمالاوية والفارسية والروسية، حيث يجسد رؤية واقعية للتطورات والتجارب والظروف التي عاشتها ماليزيا وكيفية الخروج من الازمات ومواجهتها والتغلب عليها، اضافة الى استعراض للدور الماليزي في دعم وتعزيز الانشطة الاقتصادية والتجارية بين الجانبين والتواصل المستمر مع دول العالم الاسلامي والدول العربية حيث يركز على فلسفة مهاتير وتجربته ورؤيته السياسية والاقتصادية والاسلامية طوال 22 عاما من توليه منصب رئاسة الوزراء التي تركتها في اكتوبر 2003.
ومن جانبه قال مؤلف الكتاب انه تم الاتفاق مع دور نشر أجنبية لترجمة الكتاب الى اللغات الأربعة ونشره في تلك الدول خلال العام الحالي 2005 مشيرا الى القيام بدراسة متأنية لنشر الكتاب بتلك اللغات تتمثل في التأكد من رغبة قراء تلك الدول في معرفة المزيد من شخصية صاحب التجربة والسيرة رئيس الوزراء الماليزي السابق حيث تم الاستعانة بدور نشر مرموقة في تلك الدول.
يتمتع الدكتور مهاتير حسب أغلب الرؤى المحايدة بكاريزما قيادية وسحر شخصي ما جعله شخصية جماهيرية ذات ثقل فكري مرموق ليس في ماليزيا وحدها وإنما على مستوى جنوب شرق آسيا والعالم الإسلامي. ولعل من بين الخصال الحميدة التي كرسها مهاتير وستترك أثرها الكبير على مستوى بلاده فضلاً عن الصورة الايجابية التي قدمها من خلال مواقفه قيمة التسامح. فمهاتير رغم التزامه القوى بعقيدته الإسلامية إلا أنه ظل يحرص من موقعه كرئيس حكومة على إشاعة التسامح الديني في ماليزيا تجاه الأقلية غير المسلمة حتى أصبح ينظر إليها على أنها النموذج الإسلامي الوحيد الذي يستحق أن يحتذى. وفي وصف مهاتير راح البعض يؤكد أنه يتمتع بقوة شخصيته ونظرة سياسية ثاقبة، وأنه لم يعرف عنه استغلال نفوذه في مراكمة الثروة الشخصية أو فرش الطريق بالذهب للأقارب والمحاسيب، كما نجح في تحاشي التحول إلى رمز لعبادة الفرد وهي الظاهرة التي دمرت الكثير من القادة المسلمين، إضافة إلى اعتباره انموذجاً للقادة المسلمين الذين تجاوزوا مجرد مباشرة الشؤون اليومية إلى تطوير رؤية سياسية استراتيجية.
يقع الكتاب الذي صدر قبل أيام، في 480 صفحة من القطع المتوسط، واصداته "ميديا هب" للنشر ومقرها دبي، فيما يبدى الكاتب د. عبد الرحيم عبد الواحد، اعجابا شديدا بمهاتير منذ الحروف الأولى لكتابه حيث يقول في الأسطر الأولى من المقدمة مدللاً على ذلك بالعديد من الوقائع والمواقف السياسية والنظريات الاقتصادية والاجتماعية والرؤى الدينية المتميزة بما تتناسب مع ماليزيا الاسلامية الآسيوية،ويقول:"بهامته الشامخة كما هي ماليزيا، وبساطته وتواضعه، يسطر الدكتور مهاتير أروع الأمثلة الإنسانية التي جاءت وليدة قناعاته ونظرياته وفلسفته الحياتية، حيث قاد بلاده إلى النهضة والتطور ومن ثم إلى بر الأمان بعد مشوار طويل من التضحيات، فيما سطرت أفكاره ومواقفه سجلاً حافلاً من النظريات التي يستحق عليها التكريم بأنبل الشهادات تقديراً لوفائه لوطنه وشعبه وأمته الإسلامية، كما دوّن برؤيته الثاقبة وحكمته الراسخة، سياسة ماليزيا وحدد أهدافها التي حققت الرخاء والتنمية بعد أزمات ومؤامرات كادت تعصف بإنجازات الشعب الماليزي، كما تحولت في عهده الأحلام إلى حقائق على أرض الواقع بعد ان حمل الأمانة التاريخية، مستعيناً بالمصداقية التي تحكم مشاعره وتحدد سلوكه. إنه مفخرة كل من يعرف دقائق شخصيته وحياته اليومية. كما انه يُسمي الأشياء بأسمائها، ويضع الأمور في نصابها الصحيح ويعطي القضايا ما تستحقه، فهو قائد ذو ثقافة عالية يعطي دروساً في التاريخ والدين والإنسانية والأخلاق. لم يقل شيئاً يجافي المنطق أو بعيداً عن الواقع، رجل حضارة وفكر وسلام، استطاع جذب انتباه جميع الوطنيين والمحبين للسلام والعقلانيين الباحثين عن مصالح الأمة الإسلامية وسط ركام التخاذل والخنوع والأفواه المغلقة والأيادي المقيدة، ومدافع عنيد وقوي عن الحقوق العربية والإسلامية".
انه ومن خلال الغوص بين سطور الكتاب وعناوينه وأبوابه وفصوله يتضح للقارئ الأهمية القصوى لموضوعاته من حيث انها تمثل دراسة فكرية وواقعة لفلسفة مهاتير محمد على كافة الصعد المحلية الماليزية والاقليمية والعربية والاسلامية والدولية، وفي الوقت شموليتها بحيث تغطي كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية... الخ. وينقسم الكتاب الى 10 أبواب و42 فصلا، تناولت كافة مفردات التجربة الماليزية الغنية بتجارب مثالية نادرة الحدوث في عالم اليوم، بما يمكن معه القول بأنها تجربة فريدة تستحق الدراسة والبحث والاقتداء بها من خلال الاستفادة منها بما يتناسب مع امكانياتنا الاقتصادية وقدراتنا الفنية الشخصية المتواضعة قياسا بما تمتلكه ماليزيا بعد نجاح تجربتها الرائدة. ويبدو ان للكاتب خبرة واسعة ومعمقة في شؤون الحياة الماليزية السياسية والاقتصادية والسياحية، حيث نراه يدلي بدلوه في كافة الموضوعات التى تطرق لها في هذا الشأن، وخاصة مقابلاته المتكررة مع مهاتير نفسه ومستشاريه.
وقد بدأ المؤلف كتابه من حيث انهى مهاتير حياته السياسية بلكمته المثيرة للجدل حول اليهود والسامية خلال خطاب استقالته على هامش انعقاد الدورة العاشرة لمؤتمر القمة الاسلامي في العاصمة الماليزية كوالالمبور في 18 اكتوبر 2003، حيث خصص الباب الأول "الاستقالة واليهود... مشهد الحقيقة" اشار فيه الى المزاعم والافتراءات التي تعرض لها مهاتير وغيره من الساسة وكبار الشخصيات للاضهاد اليهودي بسبب كشفهم لحقائق الواقع. واستشهد الكاتب الذي كان حاضرا وقائع جلسات مؤتمر القمة الاسلامي قائلاً:"طغت عبارات الراحة والود الممزوجة بالثقة، على كلمات مهاتير الأخيرة قبل ساعات من ترك السلطة، بل اعترافه بالحزن لتلك اللحظات مستذكراً السنوات الطوال التي قضاها في الحكم، وأبدى شكره وامتنانه للشعب الماليزي الذي شاطره أفراحه وأحزانه ووقف معه في اللحظات الدقيقة التي مرت بها بلاده طوال فترة حكمه. وفي الوقت نفسه حفرت استقالة مهاتير في ذاكرة الشعوب الماليزية والعربية والاسلامية والعالمية، مبادئ ومواقف مشرفة ستظل لعقود مقبلة نبراسا واسلوبا متميزا في الحكم والإدارة والسياسة والاقتصاد والطب. فبعد 22 عاماً من السلطة، جاء الاستخلاف السياسي في ماليزيا بطريقة فريدة مثالية قلما تجدها في عالمنا الثالث، حيث تنازل مهاتير عن منصبة وهو في أوج قوته ومكانته السياسية والاقتصادية حيث ينال احترام كافة الأحرار والمقهورين في العالم على اختلاف ألوانهم وجنسياتهم وعقيدتهم. كما تركت الإستقالة بصمات وعبارات الإعجاب والفخر والإعتزاز بشخصيته ونقطة مشرقة في التاريخ العربي والإسلام وشمعة مضيئة في مسيرة ماليزيا كمنوذج للدولة المسلمة. إلا أن اختفاء مهاتير عن الساحة السياسية قابله سلبية واضحة من قبل الدول الغربية والإدارة الأمريكية واستراليا التي ابدت انزعاجاً كبيراً من كلمة مهاتير خلال القمة الإسلامية العاشرة في كوالالمبور.
وفجر مهاتير في كلمته قنبلة سياسية لم يجرؤ أي زعيم عربي أو إسلامي على مجرد التفكير بها، ألا وهي وضع أصابعه على مكامن الخلل والإعلان عن أن اليهود يسيطرون على العالم فيما كان ملايين المشاهدين يتابعون فعاليات القمة الإسلامية، مما أدى إلى ردود فعل ترواحت بين التأييد وهم الغالية والرفض وهم الأقلية القليلة حيث كان الدافع ورائها أحد أمرين: الأول إما الخوف على مصلحة ما يتحكم فيها الصهاينة واليهود فيما يتمثل الثاني في السعي لمصلحة قادمة يكون اليهود هم مصدرها. وهنا نلحظ موقف مهاتير الذي أصر على التمسك بها، متعهداً بعدم الإعتذار لأسباب يراها منطقية، وذلك بالرغم من التهديدات الأمريكية والأوروبية والصهيونية، وقال سيد حامد البار وزير الخارجية الماليزى خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده في بوترا جايا بتاريخ 21 أكتوبر 2003 :" ماليزيا لم ولن تعتذر على ذلك البيان، اليس لنا الحق فى ان نبدى برأينا تجاه الاخرين ونتركهم ينتقدوننا وينتقدون الدول العربية والاسلامية حسب اهوائهم؟ لا لم ولن نعتذر على الاطلاق، قد أخطأت وكالة "أسوشياتيد بريس" تفسير تصريح مهاتير".
وهاجم مهاتير خلال كلمته الدول الأوروبية واتهمها بالسعي للسيطرة على 1.3 مليار مسلم منقداً الدوائر الأمريكية والأوروبية والصهيونية التي شنت حملة عدائية على كلمته الافتتاحية واتهمته بمعادةٍ ما أطلقوا السامية، وقوله أن اليهود يسيطرون على العالم باستغلالهم سلطة الدول الغربية الكبرى، وتساءل مهاتير موجهاً كلامه إلى رؤساء وممثلي 57 دولة عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي قائلاً:"أليس من حقنا أن ننتقد اليهود إذا قاموا بعمل خاطئ؟ وقال إن إسرائيل تواصل أعمالها الإرهابية في الأراضي الفلسطينية وتدمير منازل الأبرياء بعد قتلهم". ولم يكتف مهاتير بذلك، بل جدد بتاريخ 1 نوفمبر 2003 موقفه بصورة لا تقبل التأويل أو التفسير قائلاً بأن بلاده لن تنحني ولن تتاُثر بأي تهديدات خارجية وقادرة على الدفاع عن استقلالها بصورة مستمرة على رغم من عدم حصولها على المساعدة المالية من الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة، وذلك رداً على قرار مجلس الشيوخ بوقف المساعدات التدريبية العسكرية لماليزيا والتي تبلغ قيمتها 1.2 مليون دولار أمريكي.
التفسير المنطقي لخطاب مهاتير يحمل في طياته اتجاهاً واضحاً يتمثل كما أكد هو شخصيا بأنه يعني وبوضوح الإشارة الى الأوضاع المأساوية والمتهاوية للعالمين العربي والاسلامي في مواجهة الاتحاد والائتلاف القوي بين الادارة الامريكية والدولة العبرية. ومن الواضح ان ما اراد التعبير عنه هو اطلاق صافرة تحذيرية بهدف اخذ الاحيطة والاستعداد والاخذ بالاسباب للنهوض بحالة العرب والمسلمين والاستيفاق من الغفلة التي تسيطر على حياتهم في كافة المجالات. فخطابة نداء استغاثة ودعود للنهوض الى مستقبل يحفظ الحقوق لاصحابها. وبتلك المواقف، وضع مهاتير النقاط فوق الحروف وغرس أصبعه على الجروح الإسلامية والعربية التي تنزف منذ زمن بعيد بسبب الافتقار للشجاعة والأمانة والاخلاص والتفاني والتخطيط السليم وفقدات الطموحات المشروعة. وتمثلت شجاعة القائد الأسيوي المسلم وسلوكه الأخلاقي في انتقاده اللاذع والإصرار عليها دون خوف أو تردد‏ والسبب أن ما صدر عنه يمثل‏ ما يعتقده وما يراه صائباً‏،‏ ويتحمل تبعاته مهما كلفه الثمن.
فما يذهب اليه مهاتير من ان اليهود يحكمون العالم، حقيقة واقعة يعلمها الجميع ويلمسها القاصي والداني حيث تنتهج الولايات المتحدة ممارسات علنية وباطنية خدمة التطرف الصهيوني بما يعزز مكانتها وقدرتها وسيطرتها على قرارات وسيادات العالم الاسلامي بدوله وشعوبه قاطبة، والأمثلة على ذلك كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: الحرب الأمريكية التي اعلنتها واشنطن ضد ما يسمى الإرهاب، الاحتلال الأمريكي للعراق، المزاعم الأمريكية لإمتلاك ايران الاسلحة النووية، فرض عقوبات اقتصادية على سوريا، واحتلال افغانستان وغيرها. ولم يكن رئيس الوزراء المستقيل أول زعيم أو مسؤول يعلن عن الحقيقية الواضحة والتي يمكن ان نقول بأن الكثيرين يخشون البوح بها لأسباب مصلحية في الدرجة الأولى، فشاركه ديجول صاحب النهضة الفرنسية الحديثة التي قال فيها عن اليهود خلال مهرجان فكري وثقافي اوروبي حينما قال: "ان اليهود شعب واثق من نفسه ومسيطر‏"، حيث تعرض لانتقادات لاذعة قام بها اللوبي الصهيوني اليهودي‏ الا أن ذلك لم يرتقي إلى الهجوم الذي تعرض له مهاتير.
وفي هذا المقام يمكن القول الزعيم الماليزي لم يبالغ في توجهاته ومواقفه، فقد ألقى ضوءا كاشفا فريدا، على الواقع المأساوي الذي يعيشه العالم، معتمداً على جداراً صلباً عنوانه الإصرار والعزيمة والبناء، ممثلاً في انجازاته الاقتصادية التي حققها لبلاده نقلة نوعية بحيث وضعها عند الرقم 18 على الخريطة الصناعة العالمية، إضافة إلى شخصيته وقناعته ونظرياته الفكرية ذات الطابع القومي والإسلامي، كما أن التأييد والإحترام الذي حظي به مهاتير لم يكن وليد القمة أو الخطاب الذي ألقاه مهاجماً فيه اليهود، بل جاء بسبب تراكمات المواقف والسياسيات التي تبناها مهاتير طوال مشواره السياسي فيما يخص ماليزيا داخليا وما يخص العالمين العربي والإسلامي والتي تميزت تلك المواقف بالحرص الشديد على المصلحة العليا للشعوب الإسلامية والعربية ورفض التسلط والاستغلال والارهاب بأنواعه الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي الذي تماسه اوروبا على الشعوب الفقيرة والتي منها دول آسيا والشرق الأوسط على وجه التحديد.
ويؤكد الكاتب على موقف مهاتير بالقول بان رئيس الوزراء المستقيل لم يرتكب أي جريمة لمجرد التعبير عن حقيقة واقعة، حيث لم يكن حديثه في هذا الموضوع قائما علي تحليل ديني او نظره دينية متعصبه‏،‏ بقدر ما كان رؤية لواقع سياسي واجتماعي يلمسه القاصي والداني في العالم بأسره، بل أورد حقائق يعلمها جميع فئات الشعوب العربية والاسلامية بما في ذلك قادة وزعماء تلك الشعوب ومن ذلك أن اليهود يسيطرون على اقتصاد الولايات المتحدة والعديد من الدول الاوروبية، إضافة إلى نشر الفساد والافساد المالي والاخلاقي في المجتمعات العربية والاسلامية والتجارب في ذلك كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر ما تمارسه في الاراضي الفلسطينة المحتلة. ولم يقل مهاتير سوى جزء من الحقيقة القائلة بأن اليهود يديرون العالم بالوكالة، حيث يؤكد بأن: ليهود يسيطرون على العالم من خلال العملاء و يستخدمون الآخرين للحرب والتضحية بالأرواح نيابة عنهم".
واختتم الكاتب الباب الأول بالقول ان وصف مهاتير لليهود خلال القمة الإسلامية، ليس سوى تعبير صريح وجريء في زمن السكوت والبعد عن الواقعية التي لم يكن لمهاتير سوى الشرف في طرحها أمام الشعوب كأمانة يتوجب عليه ابلاغها لمن يهمه الأمر وبهذا فقد أبرأ ذمته امام الله عز وجل والشعوب الاسلامية التي ما شعرت بالارتياح لتصريحاته حيث انه عبر عما يجول في عقولهم وافكارهم. وحملت تلك الكلمات معان كبيرة فحواها أن على القادة المسلمين القيام بتشخيص الواقع‏،‏ الذي يواجههم بجراه وشجاعه‏‏ دون وجل أو خوف أو تردد لن يجدي نفعاً مهما كانت إغراءات السطلة والجاه والسلطان.
ولم يكن موضوع الباب الثاني سوى دليل آخر على شجاعة مهاتير وثباته على المواقف حيث تعرض الكاتب لمزاعم اليهود بما يسمى بمعاداة السامية، حيث يكشف الكاتب بان ما يحدث في شتى أنحاء العالم من ادعاءات بمعاداة السامية بانها من صنع اليهود واعوانهم الصهاينة حيث يقول:"لم يأت مهاتير بجديد عندما اتهم اليهود بأنهم يحكمون العالم بالوكاله وانهم متعجرفون، حيث سبقه في ذلك الرئيس الفرنسي شارل ديجول عن اليهود:"شعب واثق من نفسه ومسيطر‏"، بل يشكل موقفه دعوة صريحة ومفتوحة لزعماء العالم الإسلامي المجتمعين إلى وقف التداعيات والصراعات البينية وموجهة ما يحدث على أرض الواقع بشجاعة وبسالة دون إلى ما تحمله المواقف من غضب القوى الكبرى في إشارة إلى الولايات المتحدة، وقال:"إن أكثر زعماء الغرب يريدون احتلال البلاد الإسلامية مرة أخرى وهم لا يجدون حرجا في نقدهم للمسلمين والعرب في حين أن ذلك الانتقاد قد يصبح في نظرهم خطأ إذا وجه إلى أوربا واليهود، ويبدو أنهم يعتقدون أنفسهم شعوب الدرجة الأولى ومتميزون ولكن نحن لا نفكر مثل ذلك".
ويسرد المؤلف عشرات الأمثلة على انحياز العالم لليهود ومنها:اتهام الجالية الصهيونية واليهودية في ألمانيا بسحب بعض الكتب العربية المشاركة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بتاريخ 10 أكتوبر 2004، وذلك بحجة معاداتها للسامية.وتعرض الرئيس الفرنسي جاك شيراك لحملة انتقادات شرسة من الصحافة الإسرائيلية بتهمة العداء للسامية لأنه الموافقة على تضمين البيان الختامي لقمة الاتحاد الأوروبي عبارة وصف العداء، وتعرض زوجة رئيس الوزراء البريطاني شيري بلير لانتقادات قوية في يونيو 2002 عندما أرجعت سبب إقدام اشباب فلسطيني على القيام بالعمليات الفدائية إلى شعوره باليأس وفقدان الأمل بسبب السياسات الإسرائيلية، وهي التصريحات التي رأت فيها إسرائيل مبررا لعمليات المقاومة، ونجحت في الضغط عليها وإرغامها على التراجع عن تصريحاتها والاعتذار"، وتعرض الرئيس الأمريكي بوش لسلسلة انتقادات مشابهة من داخل وخارج الكونجرس دفعته إلى التراجع عن موقفه بل وإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة سياسة الاغتيالات والتصفية وذلك عقب محاولة اغتيال إسرائيل الشهيد عبد العزيز الرنتيسي أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في يونيو 2003 .
ويعتقد الكاتب واصفا ماحدث هو مجرد زوبعة وضجة اعلامية وسياسية افتعلتها الدوائر الصهيونية واليهودية في العالم ضد كملة مهاتير متهمه أياه بمعاداة السامية، وقال انها لم تكلل بالنجاح بل كان نصيبها الفشل لأسباب عديدة أبرزها الوعي الرسمي والشعبي العربي والإسلامي والعالمي بحقائق اليهود وممارساتهم وبرامجهم الهادفة إلى فرض هيمنتهم على العالم بأسرة كحلم تقليدي قديم يتصدر أجندتهم السياسية والعقائدية. وتدفعنا تلك المواقف اليهودية والمؤيدة لها إلى التساؤل، لماذا صمتت الدول الغربية وغيرها ولا تزال ومنذ زمن بعيد تجاه الإهانات والهجمات والإساءات التي يتعرض لها الإسلام بل والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك من قبل زعماء كبار أمثال سيلفيو برلوسكوني رئيس الوزراء الإيطالي وويليام بويكن وكيل وزارة الدفاع الأمريكية وجون أشكروفت وزير دفاع الإدارة الأمريكية أيضاً. لذلك، ومن البديهي أن يطفو على السطح استفسار جوهري يتمثل في مصداقية التوجهات الأمريكي والأوروبية حول ما أطلقوا عليه الحرب على الإرهاب مستخدمين كافة الطرق والوسائل الشرعية وغير الشرعية وفي الوقت نفسه تمهيد الطريق بصورة مباشرة وغير مباشرة لشن حملة عداء ضد الإسلام والمسلمين وهذا ما شهدناه خلال العامين الماضيين في معظم الدول الغربية والولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه ارضاء اليهود واللوبي الصهيوني القابع في المقار الرسمية لتلك الدول.
ويخصص الكاتب الباب الثالث للشأن السياسي الماليزي وذلك بطرح قضية حساسة وشائكة للغاية وخاصة ان طرفها الآخر المفرج عنه من المعتقل حديثا أنور ابراهيم النائب السابق لمهاتير، حيث يطرح قضايا وتوجهات ومواقف الأحزاب الاسلامية والقومية المعارضة ورؤيتها الخاصة لبناء ما يطلقون عليه ماليزيا الاسلامية، ويقول الكاتب:"الصراع على السلطة في ماليزيا ليس وليد اليوم او السنوات القليلة الماضية، بل تعود جذوره إلى الفترة التي تولى فيها قادة الملايو المسلمون زمام المبادرة للخلاص من الاستعمار البريطاني ولكن تلك الخلافات لم تتجسد وتأخذ بعدا واضحا على ارض الواقع الا خلال حكم اول رئيس وزراء لماليزيا تنكو عبد الرحمن حيث حملت في طياتها الاتهامات المتبادلة والتصورات المختلفة لمستقبل الشعب والمجتمع الماليزي في كافة القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية. ولم تظهر تلك الخلافات على السطح بالمفهوم الحديث للصراعات والتباينات الفكرية والثقافية إلا بعد اعتقال انور ابراهيم نائب مهاتير ووزير ماليته وصدور الحكم القضائي بحقه والقاضي بحبسه 15 عاما بتهم الفساد والممارسات المنافية للآداب والأخلاق. ومن الملاحظ أن هناك حملة مكثفة من قبل المعارضة التي كالت الاتهامات لسياسة مهاتير في محاولة لكشف ما تسميه زيف وخداع سياسته إضافة الى التشكيك في انجازاته وقراراته التي تمس الشان الداخلي وخاصة ما يتعلق بالمصداقية في قضية أنور ابراهيم حيث تعتبر ان نجاحها في ذلك يمكن ان يكون أساسا لبدء مرحلة جديدة في علاقة المعارضة مع الحكومة. وتشكل العديد من التناقضات التي شهدتها الساحة الماليزية خلال العقود الماضية، جزءا من ملامح شخصية مهاتير الجدلية، لكنه على ارض الواقع جعل من ماليزيا أنموذجا عالميا وفريدا، وحولها من دولة معدمة كانت خارجة لتوها من صراع أهلي ضروس عام 1981 إلى دولة متقدمة صناعيا وتكنولوجيا، تتمتع بمؤسسات حكم راسخة، وتتوفر فيها جميع أسس دولة حديثة، وواحدة من أغنى دول العالم.
ويسهب الكتاب في شرح تفصيلات وحيثيات الصراعات السياسية بين التيارات الحزبية في ماليزيا، والبحث في معرفة مفردات التركيبة العرقية للمجتمع الماليزي الذي يتكون من فسيفساء وموزاييك عرقية فريدة التكوين والتي بالرغم منها كان من صور التماسك الاجتماعي والديني، المشاركة الشاملة والتعايش السلمي للجميع في الأعياد الدينية لكافة الأعراق التي لها الحق في ممارسة طقوسها بحرية كاملة بنص الدستور.
وبحث الكاتب في كيفية ادارة مهاتير للازمة مع المعارضة طوال سنوات عديدة عانى هجمات قاسية من المعارضة التي كانت تصفه دائما بالدكتاتور والفرعون والطاغية وغيرها من الالقاب القاسية، الا انه استطاع وبذكاء احتواءها بحكمة وروية، كما تناول الكتاب في نفس الاطار وفي فصل آخر الطموحات التي كان يسعى اليها انور ابراهيم حيث ان القراءة الطبيعية للصراع بين مهاتير وأنور يجب أن ينطلق من خلفيات تاريخية وحزبية ومواقف سياسية إضافة الى الواقع الاجتماعي والتركيبة العرقية للمجتمع الماليزي، وذلك باعتبارها اهم الاسباب لوجود ما يسعى اليه كافة الأطرف من وجود اسلام سياسي، ويشير المراقبون السياسيون في هذا الإطار إلى أن حركة "أبيم" بقيادة أنور لم تطرح بديلا سياسيا واضحا للواقع الرديء في نفس الوقت قدمت تطعيما وطنيا واجتماعيا للتيارات السياسية الموجودة لدعم النهضة وتمكين الفقراء والمحرومين والتصدي لمقاومة الفساد الاقتصادي والسياسي. وخاصة وان تداعيات قضية أنور ابراهيم لم تنهي بعد بل تثير جدلا كبيرا في الأوساط المحلية والإقليمية والدولية، مما يستدعي البحث قدر الإمكان في الظروف والتداعيات والمواقف التي عاشتها العلاقة السياسية متعددة الأطراف في ماليزيا. وبالرغم من الحكم الصادر ببراءة أنور في بعض القضايا المنسوبة إليه في 2 ستمبر 2004، إلا أن المجلس الاعلى للحزب الوطنى الماليزي الحاكم في 14سبتمبر 2004 اعادة أنور الى داخل صفوف الحزب فى الوقت الحالى، بعد أن أسقطت المحكمة الفيدرالية في 2 سبتمبر 2004 تهمة اللواط بحق انور وافرجت عنه، وقد كثرت الاشاعات حول موضوع الافراج عنه وقيل ان هناك اتفاق سرى بينه وبين رئيس الوزراء عبد الله بدوي الا ان الاثنان نفيا ذلك نفيا قاطقا واكدا بانه لا توجد هناك اية مساومة بينهما على الاطلاق في هذا الشأن. وفي مكان آخر يسترشد الكاتب بشهادات من مقربين شخصيين لبيان مصداقية مهاتير وأنور في ادعاءاتهما ضد بعضهما البعض.
ويتحول الكاتب في بداية الباب الرابع للحديث عن سياسة مهاتير التاريخية لبلاده منذ عام 1981 وحتى استقالته عام 2003 مبينا الانجازات والمواقف التي ساهمت في بناء ماليزيا، ويبين كيف استطاعت ماليزيا تحقيق مثل تلك النجاحات فيما فشل الآخرون الذين لم يعانوا مثلما عانته ماليزيا طائفياً وسياسيا واقتصادياً، ثم يتناول الأبعاد الداخلية للقيادة "المهاتيرية" خلال 22 عاماً من الحكم تبدأ من عام 1981 وتنتهي العام 2003 الحاسم في تاريخ ماليزيا خلال القرن الحادي والعشرين. وعبر 9 فصول، يعرض الأول للأسباب التي من أجلها استحق مهاتير ثقة شعبه عبر تبيان سياسته الواضحة تجاه قضايا بلاده القومية، وفي الفصل الثاني نبحث في التوجهات التي انتهجها مهاتير وتمثلت في الاقتداء بالسياسة اليابانية لبناء دولته ثم يتناول الفصل الثالث مظاهر وأسباب الوحدة التي تتمتع بها ماليزيا، أما الفصل الرابع فيبين أسلوب الخصخصة ودوره في تنمية الاقتصاد الماليزي، ويعرض الفصل الخامس للرؤى والتصورات المستقبلية التي يراها مهاتير في بناء ماليزيا الجديدة بحلول عام 2020، وتكمله لذلك يأتي الفصل السادس ليحكي قصة ماليزيا مع التكنولوجيا والمعلومات ودورهما في بناء مستقبل الأجيال المقبلة، ثم يتناول الفصل السابع مزايا التحولات التي عاشتها ماليزيا خلال السنوات الماضية، فيما يحدد الفصل الثامن الأساليب والوسائل التي انتهجتها القيادة الماليزية لمواجهة الأزمات المالية التي تعرضت لها وخاصة عام 1997، وأخيراً يأتي الفصل التاسع ليشرح فلسفة الدكتور مهاتير الاجتماعية والقيم الإسلامية التي حاول جاهداً لتكون الأسس التي يقوم عليها البناء الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الماليزي.
وفي مكان آخر يتناول الكتاب زاوية جديدة من أفكار مهاتير تمثلت في التوجهات والنظريات الاسلامية وارتباطها بالتقدم والتطورات التي وصلت اليها ماليزيا خلال السنوات الماضية، حيث تستحوذ القضايا الإسلامية بكافة أبعادها وصورها المحلية والدولية على نصيب وافر من فلسفة الدكتور مهاتير محمد الذي لم يقصر في دعمها وتعزيزها والدفاع عنها في كافة المحافل الدولية والإقليمية انطلاقاً من مفاهيم ومبادئ يرى فيها الأساس الحقيقي للالتزام بالقيم والقواعد الإسلامية الحقيقية. كما بحث هذا الباب مفاهيم ورؤى الدكتور مهاتير تجاه العديد من المسائل، فالفصل الأول يستعرض مواقف مهاتير الخاصة بالإرهاب وعلاقته بالإسلام فيما يسهب الفصل الثاني في تفسير تداعيات هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، ثم يأتي الفصل الثالث لبيان الكيفية التي دعم فيها مهاتير الدول الإسلامية في المحافل الدولية، ثم الفصل الرابع الذي يتعرض للمشاركة الماليزية الفعالة في المؤتمرات الإسلامية، وأخيراً يستعرض الفصل الخامس الدعوات الخاصة التي يطلقها مهاتير لتحقيق الوحدة الإسلامية. ويرى مهاتير بأنه على المسلمين كافة فهم الإسلام بصورة كاملة قبل إجراء حوار حول الحضارات مع غير المسلمين بل ويجب محاسبة أنفسهم والانفتاح على الآخرين مما يترتب عليه حسبما يرى مهاتير العديد من الفوائد والنتائج الايجابية أهمها فهم الآخرين للاسلام بشكل حقيقي وواضح خاصة في ظل وجود تفسيرات لا حصر لها.
وحرصا منه على عدم تشويه صورة الإسلام يعتقد مهاتير بأنه على الأمة الإسلامية كذلك عدم الشعور بالغطرسة وإهمال دينهم في جهودهم للحصول على العلوم والمعرفة خاصة وأن الإيمان بالله والإسلام كما يرى يجب أن يترسخ من خلال تلك العلوم المعرفية المخلتفة. واستدل الكاتب بقول مهاتير عقب افتتاح المؤتمر العالمي لعلماء اللإسلام التي عقدت في كوالالمبور بتاريخ 10 يوليو 2003 :"على المسلمين محاسبة أنفسهم لأن هناك أفراداً من المسلمين لم يفهموا الإسلام فهماً عميقاً وعلى سبيل المثال اعتقادهم أن التعامل مع غير المسلمين غير مباح شرعياًً، كما على المسلمين ضرورة التفتح لأن الإسلام لم يمنعهم من التعامل والتفاعل مع غير المسلمين، وخاصة انه وعبر الحوار المتفتح مع غير المسلمين سيغنم المسلمون عدداً من النتائج الإيجابية وأن الحوار الذي يقتصر على إظهار عظمة الإسلام لن يساعد المسلمين بشكل كبير مشيراً إلى أهمية فهم عميق للإسلام لأن هناك تفسيرات لا حصر لها حول الإسلام تشمل التسامح مع الأديان الأخرى التي لا تتفق مع الدين الإسلامي". و "لا يجوز علينا أن نقول بأننا على علم بكل شيء ونستطيع أن نتغلب على كافة المشاكل، وأن هناك أفراداً يتعلمون من الأوروبيين والغربيين ويتجرأون أن يقولوا أنهم في غنى عن الدين لأنهم يدعون استيعاب كل شيء وعلى سبيل المثال الرحلة إلى أرض القمر بركوب المركبة الفضائية وليس بهم حاجة إلى الدين وليس هناك داعي إلى وجود الله، كما أن ذلك تفكير ضال وضيق لأن العلوم تجيب السؤال حول كيف يحدث الشيء لا لماذا يحدث الشيء".
ويشرح الباب السادس المفاهيم ونظريات الاقتصادية التي ارساها مهاتير في التعامل مع كافة القضايا والتحديات الاقتصادية التي تعرضت لها بلاده، حيث ينطلق مهاتير في دعواته الدائمة إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية لتحقيق التنمية من قناعة راسخة بحتمية هذا الأمر للارتقاء بحال الأمة، والنهوض بها من الواقع المأزوم الذي تعانيه إلى المستقبل المنشود والارتقاء بها من خلال مشاريع واقعية تتوفر لها أسباب النجاح.ويشير مهاتير بأسى بالغ إلى ماعليه حال الأمة الإسلامية في ظل غياب التعاون بين الدول الإسلامية قائلاً: "لقد مضى الآن أكثر من 1400 عام منذ انبلاج فجر الإسلام وبلوغه مرحلة التمكين، وازدهار الحضارة الإسلامية، وفي تلك الفترة خضعت كل الاديان التي ألهمت البشرية من قبل وقادت خطاها إلى تطورات أفقدتها معناها الحقيقي، وأضعفت تأثيرها ونفوذها وسط أبنائها، والإسلام بالطبع ليس استثناء، وينبغي على المسلمين جميعا أن يعترفوا بأن الإسلام والعالم الإسلامي يمران حالياً بحالة من الفوضى الضاربة بأطنابها في كل مكان، وأن الانقسامات الحادة تسهم في إضعاف نفوذها وتأثيرها لدرجة أصبح المسلمون معها غير قادرين على مجابهة التحديات الحاضرة، ولا على مجاراة التحولات المهمة التي تحدث تغييرات جذرية على المسرح العالمي، وهو أمر يهدد الأمة الإسلامية بالانزلاق باتجاه مزيد من الضعف والتخلف. وفي إشارة أخرى إلى مكامن القوة وعناصر الثروة التي تنتظر تفعيلاً حقيقياً بترسيخ قيمة التعاون بين الأمة الإسلامية يقول مهاتير في كلمته أمام القمة الثانية لمجموعة الدول الثماني النامية بمنظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت في دكا عاصمة بنجلادش في الأول من مارس عام 1999:"ما من شك في أن البلدان الإسلامية تمتلك ثروات ضخمة، وإمكانيات لا حدود لها، لكنها لم تستغل أبداً لتحقيق الرفاهية والتقدم وسط الأمة الإسلامية، بوجه عام، ونكاد نجزم إنه لا يوجد دولة إسلامية واحدة تتوفر على أسباب القوة والنفوذ التي تجعل منها واحدة من اللاعبين الأساسيين على المسرح السياسي في عالمنا اليوم، وهناك مجتمعات إسلامية عديدة لم تتمكن بعد من إرساء دعائم الاستقرار في بلدانها وما زالت تقف عاجزة عن تطوير نفسها بما يمكنها من اللحاق بالدول المتطورة التي لم تحظ أي دولة إسلامية بعضويتها حتى الآن".
وكعادته الدائمة في المصارحة وشجاعة الطرح يقف مهاتير قبل ولوج القرن الواحد والعشرين قائلاً:"ان الأمة الإسلامية مازالت تعيش في ثبات عميق وينبغي أن نعترف لأنفسنا قبل غيرنا بأن المجتمعات الأخرى قد سبقتنا ببضعة قرون، ومن ثم فإن المسلمين مطالبون أكثر من أي وقت مضى ان يدركوا حقيقة الوضع الذي هم فيه في ضوء ما استحدثته المجتمعات البشرية المتطورة من أفكار تجديدية، وتقنيات حديثة ما زالت الأمة غير مهيأة لا ستيعابها وعاجزة تماما عن التعامل معها".
ويعود مهاتير للربط بين التحديات الاقتصادية للعولمة وواقع ومستقبل الأمة الإسلامية فيقول:"بالتمعن في تجليات العولمة بشكلها الحالي من اقتحام للحدود القطرية، وازالة الحواجز أمام حركة رؤوس الأموال وتمكينها من التدفق عبر الحدود دون كابح أو قيد فإنها من دون شك تصب في مصلحة الغرب والشعوب الغربية، ذلك لأننا لم نحسن استثمار الثروات الضخمة التي راكمناها عبر سنوات طويلة من المعاناه والجهد المضني، ولم نعمل على توظيفها في بلداننا من خلال استخراج واستخلاص مواردنا الطبيعية، إذ انسقنا وراء حرية حركة رأس المال، فصّدرنا أموالنا وثرواتنا، وآثرنا استثمارها في الدول المتطورة المستقرة فساهمنا بدورنا في زيادة ثرواتنا، لكننا للأسف لا ندري كيف يمكننا استغلال تلك الإمكانات للتاثير على تلك الدول لتأمين مصالحنا".
ويخلص مهاتير إلى طرح رؤية أكثر تفاؤلا للمستقبل اذا ما تم تكريس التعاون بين الدول الإسلامية فيقول "نحن فقدنا الكثير من مقدراتنا، لكننا لم نفقد كل شيء، حيث مازلنا نملك الأصول والموجودات، ومقومات القوة الحقيقية، ونحن بحاجة في الوقت الحالي إلى رصد تلك الإمكانيات، والمقومات، ومن ثم الجلوس مع بعض للعمل سويا على بلورة الخطط والبرامج التي تمكن من تفعيل استخدامها باقصى طاقتها للارتقاء بالمردود، ومما لا شك فيه أن العالم الإسلامي زاخر بالمهارات العالية والعقول النادرة التي هاجرت إلى الغرب، ونحن مطالبون بتوفير البيئة الملائمة التي تغري علماءنا بالعودة إلى بلدانهم بما يمكننا من الاستفادة من امكاناتهم في اعادة بناء أمتنا واللحاق بركب الدول المتقدمة".
وتتمثل الصور المشرقة التي يراها الكاتب لدى مهاتير، فهي إنشاء بورصة إسلامية لتداول الأوراق المالية وتشفيرها من خلال شبكة المعلومات الدولية "انترنت"، وبورصة دولية أخرى خارج ماليزيا مفتوحة للتعامل الحر وغير المقيد من جانب المستثمرين الدوليين والمسلمين، مما يوفر فرصاً استثمارية للمضاربين والشركات من مختلف أنحاء العالم عن طريق استخدام شبكة الإنترنت. أما منظمة المؤتمر الإسلامي فلها وجهة نظر مغايرة بشأنها حيث يعتقد بأنها فشلت في تحقيق أهدافها ورسالتها التي قامت من أجلها وذلك لأسباب كثيرة متعددة أهمها التفرقة والصراعات والخلاقات التي وصلت إلى حد إراقة الدماء بين الكثير من دول المنظمة مما أفقدها كما يرى مهاتير هيبتها وقدرتها على التصدي لمثل تلك المشاكل.
ويؤكد الكاتب على الدور الكبير الذي لعبه مهاتير في مجال مواجهة العولمة واثر ذلك على الحياة السياسية والاقتصادية لبلاده والفلسلفة التي يراها ناجحة وفعاله في هذا المجال، بل يكاد يكون مهاتير الزعيم الوحيد في العالم الذي أولى الحديث عن العولمة وتحدياتها وتأثيراتها على العالم الإسلامي والدول النامية اهتماماً فكرياً غير مسبوق منذ فترة مبكرة تسبق زخم الحديث عنها في التسعينيات وكأنه كان يستشرف ما ستؤول إليه تحديات العولمة على بلاده وآسيا عموماً والعالم الإسلامي، وهو في طرحه المستمر يقدم شرحاً معمقاً، ورؤية عملية لتجاوز مأزق العولمة التي يتصور البعض أنها قوة عالمية عارمة لا يمكن اجتناب آثارها. فمهاتير ظل ينبه العالم منذ سنوات إلى عدم المساواة، وأخطار العولمة وقبل أن تصبح واقعاً للعصرغير قابل للنقد، ومن ثم أصبح المتحدث البارز عن حقيقة العولمة وسبل تجاوز تحدياتها لأمم وشعوب ودول الجنوب.
ويكتسب حديث مهاتير محمد عن العولمة أهمية خاصة، ذلك أن كثيراً من الأفكار والاستنتاجات التي يقدمها هي وليدة المعرفة والخبرة الطويلة كقائد دولة تعرضت حديثاً لازمة مالية واقتصادية لم تكن متوقعة، والسبب الرئيسي وراء هذه الأزمة هو القوة المالية للعولمة ومن ثم فإننا نجد الأفكار التي يطرحها ثاقبة وعميقة، ولا يمكن أن تنبثق فقط عن دراسة ورؤية نظرية فحسب، فالمتابع والمطالع لأفكار مهاتير ومهاتيراته بهذا الشأن يكتشف بجلاء كيف يربط بين مظاهر السياسة المعقدة، والأحداث الجارية، واستجابة ماليزيا الواعية لتطورات وضغوط العولمة، حيث اتبعت سياسات جريئة عندما كانت في أتون الأزمة المالية والاقتصادية في الفترة من عام 1997 وحتى عام 1999، لصد المضاربة في البورصة ولإنعاش الاقتصاد بعد أن كان على حافة الانهيار فكانت ماليزيا الدولة الوحيدة التي واجهت الأزمة الاقتصادية في ذلك الوقت ورفضت سياسات صندوق النقد الدولي، وإبتكرت سياستها الخاصة التي اشتملت على سعر الصرف الثابت وعدم تعويم النقد، وغيرها من الإجراءات... ولعل عدم لجوء ماليزيا إلى "روشتة" صندوق النقد الدولي في مثل هذه الحالات جنب البلاد الإضطرار إلى اللجوء إلى سياسة الباب المفتوح للقوى المالية الأجنبية لشراء الأصول الوطنية كما في الدول الأخرى ولقد ساهمت السياسات المبتكرة لإنعاش الاقتصاد، والتي يعد مهاتير محمد مهندسهاً في إنعاش الاقتصاد داخلياً الأمر الذي جعل العالم أجمع يهتم بهذه السياسات، لمعرفة الخيار الماليزي الذي أنقذ البلاد، بدلاً من سياسة التعديل الهيكلي المألوفة والمعتادة التي يقدمها صندوق النقد الدولي، والتي تركز على إجبار من يلجأ إليها على السياسة المفتوحة للسوق العالمي، وهي الوصفة الجاهزة التي يفرضها الصندوق على جميع من هم في مثل هذه الحالة.
ويبين الكاتب كيف كشف مهاتير خلال الأزمات المالية والاقتصادية التي عانت منها ماليزيا عن العديد من الإفكار التي كانت وليدة تجربة رخست في فلسفته الفكرية منهجاً سار علية فكانت له الغلبة في نهاية الأمر وخرج منتصراً في الحرب التي شنها على بلاده أنصار العولمة، حيث كان ولا يزال يعتقد بأن فتح الأسواق بشكل مباشر يخدم فقط الدول الغنية بل وبالعكس يعرض الدول الفقيرة للمخاطر والخسارة الكبيرة حيث أن تطور الأسواق العالمية يساهم بشكل أو بآخر في توسيع الهوة الموجودة أصلاً بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة.
ولم يغفل الكاتب في التعرض لقضية هامة للغاية وهي العلاقات الماليزية الاقتصادية والسياسية مع بعض الدول العربية والاسلامية مثل مصر والامارات والسعودية واليمن وسوريا والجزائر وسوريا والعراق وفلسطين والبوسة والهرسك وباكتسان وافغانسان، ويقول الكاتب في هذا الاطار:"في تحديده لمواقفه من القضايا العربية كان للدكتور مهاتير محمد مواقف جريئة يحكمها بشكل عام الإيمان بخصوصية العلاقات مع جميع البلدان العربية والمسلمة. وقد انطلقت مواقفه في هذا المجال من أن ماليزيا والدول العربية والإسلامية تعد في قارب واحد، حيث لم يتغيب مهاتير بمواقفه المساندة للدول العربية عن أي من القضايا المصيرية، بل كان دائم الحرص على المناداة بوحدة الصف العربي وترتيب البيت الداخلي لمواجهة التحديات الخارجية وصد الاطماع الأجنبية فيما لم يوفر جهداً في الدفاع عن قضايا العالم العربي في المحافل الدولية والإقليمية حيث كان يطالب دائما نيابة عن الحكومات والشعوب العربية بوقف مسلسل الاعتداءات والسياسات ذات الكيل بمكيالين ضد الحقوق العربية بكافة أشكالها وصورها.
ووصف الكتاب مواقف مهاتير من القضايا العربية والاسلامية بأنها تتمثل في الدفاع المتواصل عن حقوق تلك الشعوب بل كانت لها سمة خاصة أبرزها الانتقاد الدائم واللاذع لسياسة واشنطن في التعامل مع قضايا المنطقة العربية والاسلامية حيث انتقد عقب أيام قليلة من رئاسته لمؤتمر قمه حركه عدم الانحياز في 12 مارس 2003 بكوالالمبور ما تتبناه الادارة الأمريكية في هذا الإطار معلناً صراحة بأن نوايا واشنطن في العراق لم تكن في الحقيقة الأمر التخلص من الرئيس العراقي السابق صدام حسين بل تحقيق أهداف خاصة.
واشار الكاتب مبينا بالادلة والبراهين اتهام مهاتير للادارة الأمريكية بأنها هي الجهة الحقيقية التي أشعلت فتيل الإرهاب، وقال خلال حديث صحافي مع تلفزيون أستراليا "إس بي إس" في 20 مايو 2004:"بأعمال العنف والتعذيب والإهانة التي تمارسها أمريكا في حق المعتقلين العراقيين في السجون العراقية وفي الأماكن الأخرى تجسد بأن الأمريكيين أنفسهم هم الذين بدأوا في إشعال نار العنف والارهاب، كما أن أمريكا تشعر بأنها قوية جداً لدرجة أنها تستطيع أن تضطهد من تشاء وفي أي مكان تريد، ولكن هل من المعقول أن نتعذب نحن لمجرد أننا لا نمتلك القوة مثلما تمتلكها أمريكا، نحن فعلاً مستاؤون بما تفعله أمريكا والتي تسببت في تصعيد أعمال العنف والإرهاب في جميع أنحاء العالم". بل ولم يكتف مهاتير بمجرد المناداة بانتهاء الاحتلال الأمريكي وقف قتل الأبرياء، بل دعا في عبارات صريحة لا تقبل التأويل إلى استقالة الأمريكي جورج بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفليد من منصبهما فيما إذا كانا يعترفان حق الاعتراف بأخطائهما ومسؤوليتهما عما قامت بها القوات العسكرية الأمريكية من تعذيب وإهانة السجناء العراقيين، ونقلت عنه صحيفة بريتا هاريان الماليزية بتاريخ 10 مايو 2004 قوله أن الاستقالة تعتبر حلاً أفضل لهما للإعراب عن اعتذارهما للشعب العراقي والعالم كافة عما حدث في العراق إضافة إلى تعذيب السجناء"، واستدل على مثل هذه الحادثة بالقول:"لو حدث مثل هذا في اليابان لاستقال من قام بذلك من منصبه ولأقدم بعد ذلك على الانتحار بعملية طعن النفس علناً".
المؤلف في سطور:
مؤلف الكتاب فهو الدكتور عبد الرحيم عبد الواحد، فلسطيني من مواليد غزة عام 1953 حاصل على ليسانس الحقوق عام 1987ودكتوراه في الصحافة عام 1998، ويمارس العمل الصحافي منذ عام 1981 في دولة الامارات العربية المتحدة، وله العديد من المؤلفات أبرزها: البحث عن فلسطين، نقاط فوق الحروف، أمريكا مرت من هنا، دبي مدينة الأحلام، الإمارات تحفة المعمار. كما عضو في جمعية الصحافيين في الإمارات، عضو نقابة الصحافيين الفلسطينيين وأخيرا عضو الجمعية الكندية للصحافيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.