مشاهد مرعبة إنسانياً في رؤية هياكل عظمية من أبناء تهامة التي نخر في أجسادها النحيلة الجوع المفروض نتيجة الحصار الذي فرضته ميليشيات الحوثي والانقلابيين بصفة عامة علي منطقة تهامة. والمفارقة الكبرى هنا ان تهامة و هي أكثر مناطق اليمن خصوبة يموت مواطنيها مع ذلك من الجوع وسؤ التغذية وحرمانها من ابسط برامج التنمية برغم قلتها إن لم تكن ندرتها.
فمعظم أراضيها ان لم تكن غالبيتها وزعت علي زبانية الرئيس السابق علي عبد الله صالح من العسكر ومن شيوخ القبائل.
واستولوا علي مقدرات منطقة تهامة لصالحهم وهذه الخبرة التي اكتسبوها في تهامة طبقوها لاحقا بعد حرب 1994 في الجنوب وهو الأمر للأسف الذي لم ينتبه إليه قادة الجنوب قبل شروعهم في عقد الوحدة مع اليمن ومعرفة تاريخ النخب الحاكمة فيها قبل الشروع في الوحدة معهم
لماذا ينتقم الحوثيون من أهل تهامة بصفة حصرية عن بقية مناطق اليمن ؟؟ للإجابة علي هذا التساؤل نشير إلى ما كتبه الكاتب البريطاني المتخصص في الجنوب واليمن ( فريد هاليداى ) حول دور قبائل الزرانيق الشافعية بعدم قبولها بالإمام الزيدي بحكمهم والهيمنة علي مناطقهم وشنه حروبا متواصلة ضدهم من الإمام يحي حميد الدين إلى ابنه الإمام احمد بن يحي.
ووصل الأمر إلى مطالبة قبائل الزرانيق في الثلاثينات من القرن الماضي عصبة الأمم ( التي حلت بعدها الأممالمتحدة ) كمنظمة دولية بحق تقرير المصير لتستقل عن المملكة المتوكلية اليمنية لتصبح دولة ذات سيادة وهو ما رفضت قبوله عصبة الأمم في ذلك الحين.
و كما كتب البردوني في كتابه ( اليمن الجمهوري ) أن الحروب التي “ خاضتها منطقة تهامة وبالأخص قبائل الزرانيق ضد الحكم الإمامي طوال عقود ما قبل الثورة مهدت لقيام ثورة 26 سبتمبر 1962 كونها أضعفت قوة الإمام أحمد وخلخلت تماسك …دولتهم”من هنا تظهر بوضوح أسباب سياسة التنكيل والتجويع والإرهاب الذي تمارسه ميليشيات الحوثي ضد أبناء وشعب تهامة المسالمين
في الخلاصة
أدعو أبناء الجنوب ومواطني اليمن بصفة خاصة إلى التضامن مع نضال شعب تهامة فالقضايا الإنسانية لا تتجزأ في مواجهة الحوثيين وجماعات صالح فهما وجهان لعملة واحدة برغم دوافعهما المختلفة
ولقد أحسنت المملكة حين دعت حركة تهامة للمشاركة في مؤتمر الرياض الذي انعقد في منتصف مايو 2015 وتكلم ممثلي الحركة التهامية امام المؤتمر للتعريف بنضالهم ومطالبهم المشروعة
ان الحصار والتجويع لشعب تهامة يمثل واحد ة من أشكال الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الأنقلابيون في اليمن وعلي الشرعية ان لم تعمل ذلك بعد ان تعرض ملف مايحدث في تهامة امام المنظمات الإنسانية الدولية و إضافته في الملفات الأخرى لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المفترض عند إكتمالها يتم تقديمها إلى محكمة الجنايات الدولية عبر الآليات المتاحة أمامها.