وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    أنشيلوتي ينفي تسريبا عن نهائي دوري الأبطال    الاتفاق بالحوطة يخطف التأهل لدور القادم بجداره على حساب نادي الوحدة بتريم.    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    التفاؤل رغم كآبة الواقع    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استطلاع : معهد جميل غانم .. أهم منجزات الدولة الجنوبية ثقافياً بعد الاستقلال كيف بات حاله اليوم؟
نشر في عدن الغد يوم 06 - 11 - 2016


تقرير وتصوير/ مريم محمد
لابد من إرادة سياسية صادقة تدعم الثقافة والفنون كمرتكز أساسي لمحاربة التطرف والتخلف القبلي واستعادة المدنية لعدن ..
عدن مدينة الفن والأدب والشعر , قبلة الوعاظ والحفاظ والدعاة , مهوى أفئدة السياح والباحثين عن وطن يمازجهم الثقافة والغناء والحرية الفكرية والدينية. مدينة حوت فسيفساء مجتمعية فريدة تماهت على سواحلها الفوارق والألوان , وفي شوارعها وبين أحيائها تلاقحت الألسن واللهجات واللغات وفوق معابدها ذُبحت قرابين وبين جدران مساجد ارتفعت أصوات التكبير والتحميد والتهليل وتقاطر على أصوات أجراس كنائسها النساء والرجال من مختلف البلدان والقارات لتشكل بحق الإنسانية بأبهى صورها.
في هذا التقرير استضفنا د. عبدالسلام سالم عامر عضو الهيئة الأكاديمية الجنوبية, مدير عام معهد الفنون الجميلة منذ مايو 2016م وأستاذ التمثيل والإخراج في المعهد , ليحدثنا أكثر حول الفنون في مدينة عدن ومعهد جميل غانم الذي يعتبر المعهد الوحيد الذي يهتم بهذا الجانب في المدينة, وفيما يلي نص اللقاء ..


•حدثنا عن الفن في عدن , وكيف تميزت هذه المدينة بهذا الجانب بين مدن المنطقة؟!

الحديث عن الفن في عدن ذو شجون حيث كانت عدن المدينة التي جمعت مختلف الأجناس والطوائف والديانات وهذا ما جعلها مدينة تتقبل الجديد والتجديد في حياة أبنائها المسالمون والمعروف عن أهلها منذ القدم وكان لوجود الاستعمار البريطاني لعدن آنذاك جزء من اندماج تلك المجتمعات في مواطنة واحده انتمى إليها كل من عاش فيها وأصبح عدنيا مثله مثل أبنائها الأصليون العرب من قبائل العقارب والحواشب وغيرهم الذين كانوا من مواطني سلطة سلطان لحج ونظرا للعلاقة الجيدة التي تنامت بين سلطان لحج والمندوب السامي البريطاني وإقامة علاقات مميزه بين المركز في بومباي وسلطان لحج لعب دورا مميزا في قدوم الفن المعماري الذي شكل الهوية الخاصة بمدينة كريتر من طراز الشباك الشكسبيري والبنيان الهندي والانجليزي وباللمسات العربية الجمالية ومن هنا نستطيع القول بداية تعرف عدن عن فن العمارة الحديثة وإذا ما قرأنا تاريخ الأمم كان لفن العمارة ألانطلاقه الأولى في تاريخ الفن بشكل عام ولذلك الانفتاح الذي عاشته مدينة عدن وقبول الأخر بفكر متحرر من هيمنة القبيلة والأعراف التقليدية للعقل العربي في ذاك الزمان بعد انهيار الحضارة الاسلامية القديمة ودخول المستعمر البريطاني للمنطقة وبناء دولته المدنية في مناطق الساحل في مدن الشرق الأوسط وتحديدا عدن والاسكندريه على سبيل المثال ساعد في تلاقي الحضارات والتعرف على فنون مختلفة ومنها الفن الهندي والذي كان له اليد الطولى ليتعرف الشعب العدني على المسرح!!
•بماذا تميز الفن الجنوبي والعدني على وجه الخصوص عن غيره من فنون المنطقة؟!

تميزت عدن عن غيرها بالمنطقة من خلال إقامة أول دولة مدنية معاصرة بنا الاستعمار البريطاني لأسباب عديدة ومن أهمها ميناء عدن الذي كان ثالث ميناء دولي آنذاك مما أكسبها سمعة تاريخية وقدوم المستثمر والتاجر والمهاجر للعمل فيها مما ساعدها في الانطلاق في عمل مؤسساتها الأخرى ومنها الفنون وكانت عدن أول مدينة عرفت المسرح في منطقة الجزيرة والخليج العربي عام 1905 م عندما قدم إليها الفنان الهندي (جملت شاه) وفرقته المكونة من ممثلين وراقصين وطيور وحيوانات كانت تشارك في ذاك العمل الغنائي الاستعراضي المبهر ومنها انطلق العدنيون في التعرف على المسرح وقرروا الخوض في هذه التجربة الجديدة على مجتمعهم وكانت عدن أول مدينة تقدم مسرحية في المنطقة وقدمت مسرحية وليم شكسبير يوليوس قيصر وحققت نجاح باهر وكانت الانطلاقة للفنون الأخرى بعد دخول الكهرباء وحضور الإذاعة بالخمسينات والتلفزيون مطلع الستينات إلا إن الفترة الذهبية للمسرح العدني كان في الثلاثينيات والخمسينات بحسب كتاب الأديب سعيد عولقي سبعون عاما من المسرح اليمني الذي أصدره في مطلع الثمانينات وبالتالي كان لعدن الريادة في المنطقة فهي:
1) أول مدينة عرفت المسرح وقدمته.
2)أول مدينة عرفت التلفزيون بالجزيرة وثالث تلفزيون عربي بعد مصر وسوريا.
3) أول من قدمت عروض مسرحية على الهواء بالتلفزيون ( مسرح التلفزيون(.
4)اول تلفزيون في الوطن العربي يقدم ترجمه فوريه لأفلام انجليزية على الهواء مباشر.
5) أول مدينة قدمت مسرحية بالمسرح المدرسي بالغة الانجليزية لطلاب مدرسة ثانوية عامه.
6)أول مدينة في الجزيرة والخليج تقدم فرقة الأكروبات الفنية
إما بخصوص فن الأغنية والغناء فكانت عدن من أنشط المدن في تطور الأغنية وإقامة الاحتفالات والمنافسات الفنية وكان لدور عدن أهمية كبرى في انتشار فن الغناء وانتشار الصوت الغنائي الذي أبرزها في بداية القرن العشرين أمثال القعطبي والمسلمي والماس وحمودي عطيري وكانت أيضاً أول مدينة في إدخال استديو الاسطوانة في المنطقة حيث ساعد ذلك في نشر أغاني كثيرة للمنطقة وانتشار لفن محمد جمعة خان وأغاني يحيى عمر وبعد دخول عمالقة الغناء العدني المحدثون في مطلع الخمسينات الغناء كان أبرزهم :
محمد مرشد ناجي
محمد سعد عبدالله
احمد بن احمد قاسم
اسكندر ثابت
محمد عبده زيدي
قدموا الفن الغنائي العدني الحديث آنذاك ومن هنا نؤكد إن الفن الغنائي العدني الحديث كان لهؤلاء الرواد دور ابرز في انتشار الأغنية العدنية الحديثة وشاركهم الفنان ابوبكر سالم الذي لعب دور كبير في نقل الأغنية العدنية إلى جانب الحضرمية لدول الجزيرة والخليج وبالتالي لانخجل ان نقول ان لعدن فضل كبير على المنطقة في انتشار الأغنية باليمن والدول الشقيقة0

•حدثنا عن معهد جميل غانم للفنون, متى وكيف كانت بدايته ونشأته وكيف ساهم في الإرتقاء بالفنون في هذه المدينة؟!
من اهم منجزات الدولة الجنوبية بعد الاستقلال عام 1967م في الثقافة عموما والفنون خصوصا هو انشاء او تأسيس معهد الفنون الجميلة والذي كانت نواته في البداية باسم معهد الموسيقى مطلع السبعينات على يد الموسيقار العدني احمد بن احمد قاسم بعد عودته من القاهره وذلك بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى العربية وكان الهدف هو تعليم الفرق الموسيقية القائمة انذاك والتي كانت تجيد العزف الموسيقي بتلقائية وبحس سماعي وعدم دراية علمية لذلك تكفل بن قاسم ان يقوم بهذه المهمة لمحو الامية الابجدية الموسيقية للفرق وتعليمهم اصول العلوم الموسيقية وكتابة وقراءة اللغة الموسيقية او الجملة الموسيقية وحقق معهم نجاح باهر مما دفع بالحكومة بالاهتمام واصدار قرار بقانون تأسيس معهد الفنون الجميلة عام 1973م لتعليم الموسيقى ولمدة ثلاث سنوات كدراسة تخصصية فقط وكانت الانطلاقة بقسم الدراسات الموسيقية والتي تخرج منها كثير من نجومنا الحاليون ومنهم على سبيل المثال المطرب انور مبارك ونجيب سعيد ثابت, ومن العازفين عازف الكمان القدير نديم عوض وكمال شوذري ومعظم طاقم الفرقة الوطنية الموسيقية والانشاد الوطني وكان قرار تعيين اول مدير له الفنان جميل غانم الذي عاد من بغداد بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى في بغداد وكانت هذه المرحلة الاولى ثم تلته بعد عام تأسيس قسم الفنون التشكيلية على يد الفنان المصري درويش والذي تخرج على يده كبار الفنانين التشكيليين في عدن ومنهم عبدالله الامين وفؤاد مقبل ونبيل قائد وعبدالله عبيد وغيرهم حتى عام 1976م عندما صدر قرار جديد بتعيين الاستاذ احمد بن عوذل مديرا جديدا وتشكيل الفرقة الوطنية للانشاد والموسيقى وبالإضافة الى تأسيس قسم المسرح على يد الاستاذ احمد الشميري وذلك بعد عودتهما من الدراسة بالقاهرة وكانت هذه المرحلة منعطف جديد للمعهد الذي اصبح معهدا اكاديميا وانتاجيا من خلال تأسيس الفرق الوطنية فيه وتتبعه حيث تأسست فرقة الفنون الشعبية على يد الخبير الارمني السوفيتي البرت وفرقة الاكروبات الوطنية على يد خبراء من روسيا والصين وتصاعد نجم المعهد وحقق تحول في الحياة الفنية في عموم اليمن الجنوبي وقدم هذا الانتاج الفني والدراسة المسائية للجمهور نجوما فنية اكاديمية في الغناء والمسرح والفن
التشكيلي ومنهم على سبيل المثال:

المخرج والممثل احمد عبدالله حسين وقاسم عمر ومنصور اغبري وذكرى احمد علي ومحاسن سعيد واحمد عبدالله سعد ومن المطربين الفنانه الكبيرة امل كعدل وماجده نبيه وايمان ابراهيم ووفاء احمد واستمر ذلك خلال الثورة الثقافية التي رسم سياستها الرئيس سالم ربيع علي ورئيس الوزراء علي ناصر محمد حتى اتخذ قرار جديد من قبل رئيس الدولة عام 1979 م باعلان معهد الفنون معهد رسميا للدراسة النظامية بالنظام الدراسي الكامل ( ثانوية فنية) يتم الالتحاق به الطلاب بعد انهاء المرحلة الاعدادية ويتعلمون فيه بمناهج الثانوية العامة مع دراسة التخصصات الفنية وكان عام 1979 م افتتاح قسم الموسيقى وفي عام 1980 افتتاح قسم المسرح وعام 1981 م قسم الفنون التشكيلية وبهكذا اصبح معهد الفنون معهدا اكاديميا اسوة بمعاهد مماثلة في دول العالم المتقدمة وخاصة انه اعتمد على المناهج الروسية والعراقية والمصرية وحقق نجاحات في تخريج مخرجات متعدده ممن اصبحوا اليوم نجوما في المسرح وتشكيليين مشهورين وعازفين موسيقيين في معظم الفرق الموسيقية واكثرهم كفاءة وصلوا بالتعليم الى درجات الماجستير والبكلاريوس والدكتوراه ويعمل معظم الاكاديميين حاليا اساتذة به بعد ان اصبح طاقمه عام 1989م محلي مائة بالمائة يدير المعهد بعد الخبراء الروس والعراقيون والعرب.


•ماهي إمكانيات المعهد , وما الذي يحتاجه لتطوير الفنون؟!
امكانيات المعهد اصبحت محدوده بعد ان شهدت السنوات الماضية تخلي الحكومات اليمنية عن دعمها للثقافة والفنون عموما وخاصة بعد عام 1994م منذ اجتياح الجنوب من قبل نظام قادم من خلف التاريخ وعقليات قبلية وتيارات دينية متأسلمة لاتؤمن بالدولة والمدنية, واهم اعداء الفن والمدنية تحت غطاء بعض المثقفين في تلك الحكومات التي كانت تساعد في تمادي تلك العقول لتدمير ارث ثقافي وفني عريق عرفته عدن من خلال خفض ميزانيات الثقافة وسحب مخصصات معظم الهيئات والادارات الفنية ومنها معهدنا العريق وبمباركة مجالس نواب الشعب المنتصر بالحرب انذاك!

ومن هذا المنطلق تعثر المعهد في أساسيات كيانه ومنها:
1) مغادرة كافة الكفاءات الاجنبية المتعاقده بسبب ايقاف الميزانيات.

2) توقف وتعطيل السكن الداخلي والامتناع عن قبول طلاب من خارج محافطة عدن.

3) الغاء المواد الموسيقية والفنية والنشاط المسرحي المتمثل بالمسرح المدرسي من مناهج التربية والتعليم والتي كانت قائمة في دولة الجنوب بحيث كان المعهد يقدم مخرجاته في التعليم المتوسط كان سببا رئيسيا في عزوف الملتحقين به خاصة من العنصر النسائي.

4) عدم وجود نية لحكومات صنعاء بعمل وزارة التخطيط وتواصلها مع بقية الوزارات المعنية وربط موازانات الدولة في كيفية توظيف المخرجات الفنية في المراكز الثقافية والتربية والتعليم والفرق الفنية كما كان ذلك في دولة الجنوب باسلوب ممنهج مما جعل الكثير من المواهب تخاف من المستقبل بعد ان تم تعطيل اهم ما كان لهم من امل وهو تدمير ممنهج للمسرح الوطني والفرق الوطنية الموسيقية والشعبية .

كل هذه الكوارث كانت ولازالت تشكل عائق امام عودة روح المعهد وانعكس ذلك على التدهور في معنويات المدرسين المحليين وتسلل اليأسوالملل الى نفوسهم لضعف الاقبال على الدراسة في المعهد!
واهم مافقده المعهد من امكانيات مادية من ادوات موسيقية وارشيف عظيم ومكتبته الخاصة وارشيف ملابس واكسسوارات وتدمير بنيته التحتية كاملة كان ذلك بعد ما تعرض له في حرب 94 من سرقات وتحطيم حتى لخشبة المسرح التعليمي ولم يعاد له طيلة ربع قرن الا شيئ بسيط مما تم نهبه للاسف.

•هل يحصل المعهد على الدعم الكافي من الجهات المسؤولة , وماهي رسالتك لها؟!

نحن نأمل أن تُعاد هوية عدن وهوية شعب الجنوب الثقافية والفنية وهذا لن يتم إلا بإستعادة كل ماتم تغييره وفقاً لما ذكرناه سابقاً كأي دولة محترمة تحترم شعبها وثقافتها, والاعتراف بأهمية دور الفنون في حياة الامم ولذلك مع تحملنا لقيادة ادارة المعهد بعد تحرير مدينتنا من ذلك الاحتلال بكافة اطرافه من عدن تقدمنا برؤية استراتيجية نعمل عليها حاليا كمنطلق للوصول الى الرؤية البعيدة المدى والتي ترتكز على رؤية شاملة لاستعادة الفرق الفنية وتغيير المناهج وكل ما ذكرناه سلفا وحاليا والحمد لله تحصلنا على دعم من السلطة المحلية كمرحلة اولى واول خطوة عظيمة كانت بداية عودتنا وذلك من خلال قرار انشاء صندوق التراث والتنمية الثقافية بعدن واستعادة تلك الاموال التي كانت تذهب لصنعاء بالمركز ونهبها باسم الثقافه وكانت هذه الخطوة الجبارة التي اقدم عليها بطل االمقاومة الاخ اللواء/ عيدروس الزبيدي محافظ العاصمة عدن والامر بصرف ميزانية تشغيلية للمعهد كان قد حُرم منها منذ اكثر من عشرين عاما كخطوة اولى وفورا اعلنا استقبال المعهد هذا العام للطلاب واعلنا وفق الاستراتيجية المؤقته فتح باب الدورات القصيرة المجانية للمواهب براعية الاخ المحافظ وفقا لخطتنا.

•ماهي الصعوبات التي تواجه إدارة المعهد في تقديم خدماتها لطلابها الدارسين للفنون المختلفة؟!

مانقدمة للطالب في المرحلة الراهنة هي المواد الفنية والادوات الدراسية مجانا بالاضافه الى توفير السكن الداخلي فقط, اما التغذيه لانستطيع حاليا ولنا تجارب سابقه في هذا المضمار سنحاول ان نبحث عن مصادر اخرى لدعم التغذية, وتبقى اهم هموم المعهد هي التربية والتعليم في اعادة المناهج الفنية للمدارس كحلقة متواصلة حيث تأتِ المواهب كمدخلات من المدارس وتعود اليها احيانا كمخرجات والعمل في هذه التخصصات, كذلك توفير وظائف لمكتب الثقافة وبشكل دوري لاستقبال مخرجات معهدنا للعمل بالفرق الفنية الرسمية خاصة وان ماتبقى فيها من فنانين شاخوا وهرموا مما تسبب في فجوة كبيرة وقد يأت لنا يوم نبحث فيه عن عازف موسيقي من خارج الوطن ليعزف لنا النشيد الوطني بعد ان كنا وكانت عدن هي من تصدر نجوم الموسيقى والمسرح والراديو لدول الخليج العربي!

نحن سنعمل على تعديل المناهج الحالية وتطويرها واضافة مواد دخلت على مناهج التعليم في الفنون خلال الربع قرن المنصرم ولذلك سنعمل مع الاشقاء في الهلال الاحمر الاماراتي والاشقاء الكويتيين على انشاء استديو تعليمي تسجيلي للدراما والموسيفى بالنظام الحديث وادخال فن التصوير الدرامي وكذلك التوسع في تخصصات الفن التشكيلي وفق احتياجات سوق العمل.

•ماهي آمالك وتطلعاتك وكيف تتمنى أن ترى عدن في الجانب الفني مستقبلاً؟!

نظرتي لمستقبل الفن بعدن يعود الى نقطتين اساسيتين:
اولا: ارادة سياسية صادقة تدعم الثقافة والفنون كمرتكز اساسي لها اذا ما ارادت محاربة التطرف والتخلف القبلي واستعادة المدنية لعدن والوطن كاملا.

ثانيا: رفع موازنة الثقافة والتعليم الجامعي والصحة خلف الامن والجيش مباشرة وتخفيض بقية موازنات الوزارات الاخرى التي لا تأثير لها وبناء المسارح واعادة فتح دور السينما بعدن ومنع كافة ظواهر السلاح لنتمكن من القيام بدورنا كقوى ناعمة في امن وبعيدا عن الترهيب بالسلاح او بالكلمة للاصوليون..

أما تطلعاتي ان عدن ستعود مدنية ومدينة القوى الناعمة بعودة المسارح والسينما والحفلات الغنائية والراديو والتلفزيون وبعقلية جديده بعيدا عن التطبيل المصطنع والكاذب للعالم كما في فيلم احمد زكي (انا لا اكذب ولكن اتجمل( سبب واقع متخلف للاسف وعودة روح عدن وهويتها التي تأتي مما ذكرته سلفاً ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.