بات مصطلح "أصحاب الشاصات" الأكثر تداولاً في الشارع اليمني، حين يتم تعريف أتباع ميليشيات الحوثي، وذلك نظراً لكثافة انتشار أحدث موديلات السيارات "الشاص" التي يقتنيها المسلحون الحوثيون ويتجولون بها داخل العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، بسرعة جنونية وبأساليب عنجهية تظهر نظرتهم الدونية للآخرين، الأمر الذي يستفز مشاعر المواطنين الذين بلغت أوضاعهم المعيشية حداً لا يطاق بفعل ممارسات الميليشيات الانقلابية. وقال الصحافي، معين النجري، إن "كل من يطالب براتب يتهمه الحوثيون بأنه مرجف ومرتزق وعميل للتحالف"، مشيراً إلى أن "أصحاب الشاصات فقط من لا يدركهم الجوع ولا يجرؤ على الاقتراب منهم". أما المهندس علي يحيى فقال إن "أصحاب الشاصات ولصوص الجهات الإيرادية يقولون لنا نحن في حالة حرب وعلينا أن نصبر، مش ضروري الراتب. في حين أن هناك مجاعة وحالات انتحار. كثيرون بدأوا بالتسول، وكهنة العصر يتبخترون بالشاصات موديل 2016. بيعوا الشاصات فقط يا لصوص وأضمن لكم صرف رواتب ستة أشهر". وليست السيارات "الشاص" وحدها التي تعكس مظاهر البذخ الحوثي، إذ إن قادة الميليشيات وخلال أقل من عام ونصف شيدوا المئات من العمارات والفلل الفارهة داخل صنعاء. ووفقاً لمصدر موثوق فإن مسؤول العلاقات الخارجية بجماعة الحوثي، حسين العزي، انتهى مؤخراً من بناء عمارة ضخمة في حي حدة الراقي بجنوب العاصمة بلغت تكلفتها أكثر من 285 مليون ريال، وهو ما يعادل مليون دولار أميركي. وبحسب المصدر فقد كان العزي يستأجر شقة متواضعة قبل الانقلاب على السلطة الشرعية مطلع العام 2015. وقبل ذلك، كان القيادي الحوثي، محمد العماد، شقيق رئيس لجنة الرقابة على الفساد داخل الجماعة، علي العماد، قد أثار ضجة كبيرة بعد أن نهب عشرات الملايين من عمولات بشركة النفط وبنى عمارة شاهقة بوسط العاصمة أطلق عليها الناس "عمارة المسيرة القرآنية"، في إشارة إلى شعار يتشدق به أتباع وقادة الجماعة. كما تحدث موظف بوزارة التربية والتعليم، علي مصلح، قائلاً: "بعد أن غادر الدبلوماسيون البلد وهاجر أصحاب رأس المال وكثير من المسؤولين السابقين وساءت أحوال الكثيرين، كنت أعتقد أن المطاعم الشهيرة بأكلاتها المتميزة وبأسعارها الغالية سوف تغلق أبوابها وتعلن إفلاسها، لكن ما وجدته من خلال مشاهداتي هو أنها باتت تزدحم يومياً بزبائن جدد هم المسلحون من أصحاب الشاصات". وحتى في أسواق بيع القات، تبرز مظاهر البذخ الحوثي المستفز لسائر اليمنيين، إذ يقول عبدالسلام السحاري، وهو أحد الباعة في سوق النصر لبيع القات بشمال العاصمة، إنه "قبل سنوات كان المسلحون هم من يشترون أردأ أنواع القات وذلك لرخص أثمانها، فيما كان زبائني من المسؤولين والموظفين الميسورين والمثقفين هم من يشترون نبتة القات ذات الجودة العالية والثمن الغالي. أما اليوم فقد صار الوضع على العكس تماماً".