أثبتت المراحل والمنعطفات والإحداث والمتغيرات والفرص التي لم تستغل إلى اليوم من القوى المحسوبة على الثورة التحررية الجنوبية أنها مجرد ظواهر صوتية فقط وما كانت ترفعه من أهداف ماهي إلا مجرد شعارات رنانة لدغدغة المشاعر لمجاراة الشارع الجنوبي الثائر لكسبه والسيطرة عليه وكأنه قطيع فلم تمتلك تلك القوى الثورية الجنوبية التي تحكمت بالثورة الجنوبية وكأنها ملكية خاصة ومارست كل أساليب وإشكال الإقصاء للقوى الأخرى وللعمل المؤسسي القائم على قواعد وثوابت متينة وراسخة وأيضا مارست الإلغاء للأخر الجنوبي الذي يتبنى الهدف التحرري للثورة الجنوبية . فعند كل فرصة تسنح للجنوب نجد تلك القوى تتوارى وتختفي عن المشهد وكأن الأمر لا يعنيها فكم من فرص ذهبية أهدرت ولم تستغل لصالح الجنوب وثورته وتؤكد حضورها المؤثر على الإحداث خدمة للجنوب وقضيته وثورته وتظل تلك القوى في حالة ترقب وانتظار لما سيأتي من إفرازات الإحداث والمتغيرات وبعد تهدر تلك الفرص الذهبية تعود تلك القوى لتصدر المشهد عبر شعاراتها وخطاباتها الرنانة والمدغدغة والمفرغة من إي مضمون لا سياسي ولا عملي .
فان كانت تلك القوى الجنوبية مؤمنة بقضيتها وثورتها وتمتلك مشرعا سياسيا ومشروعا للبسط والسيطرة والبناء المؤسساتي للجنوب لما كان وضع المناطق المحررة في الجنوب بهذا الشكل المزري والمخيب للآمال والطموحات والتضحيات بل انه يثبت للعالم بأننا غير قادرين على إدارة مناطقنا فهذا الوضع نتاج طبيعي لتلك العقلية الهشة وسلوكياتها العشوائية والشيء المؤلم إن تلك القوى الجنوبية التي تغيب عن الساحة والمشهد حين يتطلب حضورها القوي تعود بعد فوات الفرصة ان الشارع الجنوبي يلتف حولها ويهتف لها لتمارس عليه ديماغوجيتها .