نقول: إذا كانتِ الأوطانُ غايةَ كلِّ حرٍّ ** فحريةُ الأفكارِ غايتها الكبرا ** فأوطانكم لن تستقلَّ سياسةً** إذا أنتمُ لم (تستقلوا بها فكرا….) كل ما سطرناه ..وحذرنا منه- بحيادية وتجرد في الماضي- عندما كان سيلُ العواطف جرارًا، بغباء مجهول المسارات، ها هو أوشك أن يتحقق اليوم.. وسيتحقق غدًا…. ونقول لكل مغيَّب الوعي… انتهى الدرس يا غبي!!! ، بل أوشك أن يعلن المخرج نهاية (تراجيديا) حافلة بالقراءة والتقييم لمن يستوعب الدرس…!!! هذا إن لم تكن التوافقات -الآتية بعيدًا عن أخطار شرعية الضياع- تؤسس لجولاتٍ قادمة لا سمح الله……!!!
ما تسمَّى شرعية أهانت النصر الذي تحقق بدماء الرجال، أضاعت الحفاظ عليه كالرجال ،لم تكن بمستوى التضحيات التي سطرتها دماءُ الشعبِ والذي أعطاها ثقته وفوَّضها للضرورة، سوى ما نراه من تقاسمٍ للسلطة الموهومة ثمنًا لتلكم الدماء الطاهرة… وبطيب إقامتها خارج البلد بقناعة أو إكراه…!!! وخذلان جيوب وأجنحة فيها لم تزل مرتبطة بالماضي وسلطته العميقة،، لم تتقدم خطوة عدا قرارات جمهورية من منفاها بكل وقاحة وانتهازية…....هي ثمن تلكم الحرب الضروس وسمَّها الناقع الذي تجرعه الشعب وحده… !!
شعبٌ يصيحُ مع المدى وضحيَّةٌ ** تتلمَّسُ الحريَّةَ الحمراءَ…
أهدرَ اليمنيون فرص الحل تكرارا… وغابَ الشعب في كل موائد التفاوضات والبحث العميق لعيشه بكرامة… والتي كانت آخر تلك الفرص (مؤتمر حوار موفمبيك….من وجهة نظر سياسيين.. !!!) ،طفتْ على السطح روائح العمالة الكريهة من أطراف الصراع.. على حساب وطن جريح، ومثخن بحماقات النخب المراهقة التي لم تكن بمستوى تطلعاته بل ترى فيه هامشا يعيش لتحقيق غاياتها غير المشروعة. ..وأي عيشٍ له - الشعب- وأزدهارٍ،، يثير حساسية لديها إذ يكون مصدر بقائها -في عرفها- سحقه والدوس على كرامته….!! وبكل وقاحةٍ نجد ممن عطلوا فرص الحل هناك.. هم اليوم يقدمون أنفسهم هنا بوصفهم مصلحين.. ..ولا جديد عدا تغيير مواقع قطع الشطرنج كما يحركها المخرج من هناك…!!!
إن ما يعني الجارات الحلوبة -بكل شفافية… .- هو حدودها ،وأمنها القومي، ومصالحها فقط… فلم تكن حربا ذات محتوى (أخلاقي أو ديني أو وطني) ولا يحزنون، كما يرى محايدون…وكما رُرِّجَ لها!! ولو صدقت تسريبات وقف أطلاق النار كذلك يكون التوقع حقيقة… قتل من قتل. وجُرح من جرح.. وخسر من خسر.. وربح… ،، واستثمر وتاجر فيها الجبناء…. والانتهازيون… من نفايات العصر.. ومقالب التأريخ.. !!
والجارات المقدسة لا تلامُ ؛ لإن السياسة في مفهومها وعرفها هكذا، وبعد أن عجزت كذلك أطراف الشرعية التي لم تزل تابعة للسلطة العميقة من تحرير….( فرضة نهم…. وأخواتها…….. )،،،