لم ولن أكن يوما من الأيام ممن يمدح الأشخاص تقربا لهم ولم أكن من حملة المباخر وأصحاب المديح ومقدسي الأصنام البشرية على الإطلاق ..لم اكتب عن مسئول ما أو وزير أو أي شخصية كانت باستثناء الشهداء ، لكن ما دفعني اليوم الى الكتابة هو ما رايته وعاصرته شخصيا أجبرني على الكتابة عن شخص وصديق تقاسمنا معه قطعة الخبر وكوب الشاي أيام الدراسة في الجامعة ولا زال كما هو عنوانا للعمل الدءوب والنشاط اللا متناهي . شاءت الأقدار أن ازور اخي وزميلي وزير النقل الأستاذ / مراد الحالمي في منزله الأسبوع الفائت بعد فترة طويلة من اللقاء به ، كان ما أذهلني حقا هو انه مازال ذلك الشاب النشيط الذي يجد في عمله متعة لا توصف وما فاجأني فعلا هو ذلك الكم الهائل والضغط الكبير من الزوار والموظفين الذين يقابلهم ويجتمع بهم لحل المشاكل وفي منزله الخاص من الصباح الباكر الى منتصف الليل. في ذلك اليوم وهو يوم الخميس الفائت الذي يداوم فيه معظم المسئولين والوزراء نصف دوام بل ان بعضهم لا يجدهم المواطن طوال أيام الأسبوع ، كان أخر الداخلين إليه في حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا. اجتماعات ولقاءات بدأها الوزير الشاب منذ التاسعة صباحا وحتى العاشرة والنصف ليلا دون كلل أو ملل ، عندها تذكرت تلك الأيام الخوالي التي كان فيها وزيرنا الشاب من مرشحي القطاع الطلابي في كلية التربية صبر لم يتغير فيه شي إلى الآن غير كثرت المسؤوليات وحجم المخاطر وكبر المشكلات التي تواجهه في وزارته.. سألته عن مقدار صبره وتحمله من كثرة الاجتماعات واللقاءات.رد معللا بان وزارته أكثر الوزارات ارتباطا بالناس من الموانئ إلى المطارات والمنافذ وهو بحد قوله قد قبل هذه المسئؤلية في هذا الظرف وهو يعلم تماما أنها تكليف وليس تشريف ، قائلا بأنه على استعداد لخدمة الناس في بيته أو أي مكان واذا اضطر الامر تحت ضل شجرة اذا تهيأت الظروف لذلك.. هي شهادة لله لو ان معظم مسئولينا ووزراؤنا ومحافظينا حذوا حذو وزيرنا الشاب وبنفس هذا النفس الطويل والنشاط الذي رأيناه فيه لكانت الدنيا بخير ولا احتلت كل مشاكل وهموم الناس . من يرى بعض مسئولينا بتلك المواكب الكبيرة والضخمة وتلك التفحيطات الفارغة التي تقوم بها أطقمهم والتي تكاد أن تدوس المارة والأطفال سيعلم بأننا نؤسس لأصنام جدد وبعقول أمية متخلفة لا تملك حتى شهادات الميلاد حد قول فيصل القاسم. نعلم تماما المخاطر الأمنية والوضع الأمني الغير مستقر الذي يهددهم لكن مالا نعلمه حقا هي تلك السرعات الجنونية والعظمة التي لا تبرر.. نتمنى لأخينا وصديقنا الوزير الشاب التوفيق والنجاح وندعو بقية مسئولينا إلى التعلم منه ومن أخلاقه.