لم أكن أنوي الكتابة عن موضوع طالما عهدناه في اليمن وهو تعرض المتعلمين والمثقفين وحملة الشهادات وكل من له رأي للإهانة لأن هذا ديدن أصبح في هذه البلاد خاصة مع وجود عساكر يلبسون بدلاً لكنهم من الداخل كأمثال الأصنام لا يحملون أي فكر يجمدون عقولهم بمجرد لبسهم للبزة العسكرية ، مع احترامنا للشرفاء منهم. معالي وزير المالية الأستاذ صخر الوجيه كنت في فترة من الفترات أمل لكل مظلوم ومنافح عن القيم والأخلاق وواقف ضد كل من يهين الناس واليوم أصبح بيدك أن تفرج عن الناس الظلم وبدلاً من ذلك تجدهم يهانون أمام وزارتك ، كل ذنبهم أنهم مطالبين بحق وأنهم جاءوا بكل رقي لطلب موعد لمقابلتك . لقد عانى طلاب الدراسات العليا المتقدمين للارستمرارية أشد المعاناة من المماطلة والتلاعب بين وزارت حكومة الوفاق ، فوزارة التعليم العالي تعتمد بعضاً منهم بمساعدة بدون رسوم في سابقة سيسجلها التاريخ في سجلات وزير التعليم العالي الحالي ، وتؤجل البعض الآخر لأسباب واهية ، وتعتذر للباقي ، ليس موضوعنا التعليم العالي ، اليوم سنتحدث عن معاناة الطلاب في وزارة المالية ، حيث تمكن الطلاب من الحصول على أمر صريح باعتماد الرسوم بتوجيه من رئيس الوزراء لوزير المالية ، ويقوم الطلاب بمتابعة معاملتهم بكل هدوء يذهبون ويغدون يوميا لوزارة المالية لمتابعة الأمر وأين وصل ، ذهبوا للوزير إلى أمام منزله يوم السبت محاولين استعجال الرد ليتمكنوا من اللحاق بالعام الدراسي ، وقيل لهم ليحضر منكم غداً اثنان أو ثلاثة طلاب لمقابلة الوزير وشرح الوضع له ، فجاء الطلاب في الموعد الساعة العاشرة حسب الموعد المقطوع سابقا مع الوزير وكنت أحدهم ،إلا أننا تفاجأنا بانشغال الوزير واستقباله لضيوف أمريكان . حاولنا الدخول فتم منعنا ودخلنا بصعوبة و توجهنا إلى بوابة المبنى الرئيسي للوزارة لكي نتمكن من مقابلة الوزير حسب الموعد ، ووعدنا أحد مرافقيه بأن يدخلنا لأنه كان مطلعاً على وعد الوزير في اليوم السابق وقال انتظروا قليلاً لكي آخذ لكم إذن دخول ، انتظرنا أمام الباب في ساحة الوزارة جاء العساكر قالوا لا انتظروا بعيد ، ابتعدنا قليلا ، فقاموا بإخلاء الساحة بسبب اقتراب مجيء ضيف أجنبي الى الوزارة ، فجاء العساكر وقاموا بالتعامل السيء معنا ، قلنا للضابط عيب عليك احنا قاعدين باحترام احنا طلاب دكتوراه ، قال ايش من دكتوراه الدكتوراه تحت جزمتي ، اثارونا كثيرا حاولنا الابتعاد عن الاحتكاك معهم وفي الاخير قاموا بدفعنا بالقوة وإخراجنا من الوزارة وتعاملوا معنا بوقاحة وقاموا بدفعنا الى خارج الوزارة ، وتجمع العساكر وتداعوا كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها من أجل إخراجنا فخرجنا درءا للفتنة. القصة اليوم ليست مختلفة ضابط يحمل رتباً ونجوماً لم اتمكن من عدها يخاطب طلاب الدكتوراه القادمين إلى وزارة المالية بناء على وعد من الوزير بالقول ، الدكتوراه تحت جزمتي ، قد لا يكون واعياً ما معنى كلمة دكتوراه كما حصل لزميله الذي كلف في إحدى المرات بحراسة بوابة أحد عمداء الكليات وقيل له لا تدخل إلا الأشخاص المهمين لا تدخل الطلاب علينا في المكتب فجاءه أحد المدرسين في الكلية من حملة الماجستير قاصداً الدخول فقال له ممنوع ، قال له أنا عندي ماجستير فأجاب العسكري بكل ثقة ماجستير والا سرطان والا سكر والا ضغط ممنوع يعني ممنوع ، الجندي الذكي جداً ظن أن الماجستير مرض كغيره من الأمراض المزمنة ، فنحن لا نلوم الضابط ولا نلوم بعض العساكر لأن ثقافتهم قد تكون محدودة لكن نلوم من عينهم في أماكن الاحتكاك مع الناس ومن عينهم في أماكن التماس مع كافة أطياف المجتمع . يا معالي الوزير إذا كان ضباط وزارتك وحراستها يتعاملون مع العلم " تحت أقدامهم " دون علمك فها نحن نشتكيهم إليك لكي تنصفنا ، هم يسيئون للوزير ويسيئون للوزارة ويتعاملون بغلظة مع كل زائر للوزارة وكأنهم لا يتعاملون مع بشر ، معالي الوزير جئناك لتنصفنا فقد أهنّا في وزراتك ، بدلاً من الحديث معك على موضوعنا الأهم باعتماد الرسوم أصبح الحديث عن إهانة العلم في وزارتك ، نحن سننتظر ماذا انتم فاعلون ، هل ستمر عليكم إهانة العلم ووضعه تحت أقدام ضابط الأمن مرور الكرام ، أم ستتعاملون مع الموضوع بحكمة كما عهدناكم ، ها نحن منتظرون.