بُعيد 48 ساعة من عودة الرئيس اليمني/ عبدربه هادي، إلى عدن جنوبي البلاد، أعلن تحالف الحوثيون وحزب الرئيس السابق ،يوم الأثنين، تشكيلًا وزاريًا من 42 وزيرًا في تصعيدًا سياسي جديد، يأتي بالتوازي مع تصعيد عسكري من الجهة المقابلة، عبر القوات الحكومية التي دفعت بتعزيزات عسكرية غربي مدينة تعز، على مقربة من ممر الملاحة الدولية في باب المندب، مع إحتدام القتال الدامي شرقي، وشمالي غرب المدينة، وسط تواترًا للانباء، عن بدء التحضير لإطلاق حملة عسكرية واسعة لإستعادة الجزء الخاضع في المدينة، لسيطرة حلفاء الحرب في اليمن. أعلن الحوثيون وحلفائهم من حزب الرئيس السابق، مساء الأثنين، تشكيلًا وزاريًا، من 42 وزيرًا، أخذ شكلًا أشبه بالتوازي بين أضلاع تحالف ال21 من سبتمبر/أيلول2014.
وذهبت رئاسة الحكومة لعمدة عدن الأسبق/عبد العزيز بن حبتور، آخر محافظي المدينة الجنوبية قبل إندلاع القتال المُستعر بين حلفاء الحكومة من جهة، والحوثيون وقوات الرئيس السابق، من جهة أخرى.
هذا الأخير كان أنشق عن فريق الرئيس/ منصور هادي، بُعيد أشهر قليلة من إنطلاق عمليات التحالف الذي تقوده الرياض منذ مارس/آذار2015.
في حين عُيّن الرجل القوي في قوات الحرس الجمهوري الموالية لنجل الرئيس السابق، وقائد ألوية الصواريخ سابقًا، العميد/محمد ناصر العاطفي وزيرًا للدفاع، ورُقّي إلى رتبة لواء، في حين ذهبت حصة الداخلية، للواء/ محمد عبدالله القوسي، وأستمر رجال الرئيس السابق في الإمساك بزمام الوزارات السيادية التي ذهبت فيها الخارجية للمؤتمري البارز/هشام شرف قبل إن تذهب وزارة الإعلام لأحمد محمد حامد القريب من الحوثيين، لكن وزارة التربية والتعليم ذهبت هي الأخرى ليحي بدر الدين الحوثي الشقيق الأكبر لزعيم الجماعة الحوثية.
وشهدت التشكيلة الحكومية لحلفاء صنعاء، تواجدًا خجولًا للحلفاء الجنوبيين، وبينما عُينت القيادية في حزب الرئيس السابق/ فائقة السيد، وزيرًا للشؤون الإجتماعية والعمل، ذهبت حصص وزارات السياحة ،و الإشغال العامة والطرق، والدولة لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار، لأبرز قادة الحراك الجنوبي الموالي لحلفاء صنعاء، ناصر باقزقوز، وغالب مطلق، وأحمد القنع على التوالي.
وتأتي الخطوة التصعيدية لحلفاء صنعاء، بُعيد 48 ساعة من وصول الرئيس اليمني/عبدربه منصور هادي، إلى مطار عدن الدولي، شرقي المدينة الساحلية، قبل إن يتّجه بعدها إلى مقر حكومته الكائن في البلدة القديمة كريتر جنوبًا.
فتحي بن لزرق: عودة هادي نتيجة ضغوط دِولية ولا علاقة للأمر باستعادة تعز قال رئيس تحرير موقع وصحيفة عدن الغد/فتحي بن لزرق، إن عودة الرئيس هادي تأتي في إطار الضغوط الدِولية المتصلة بالعملية السياسية، التي يواجهها الرجل مؤخرًا بعد تقديم مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن/اسماعيل ولد الشيخ، خطّته الأممية، لكن الأخيرة لاقت سخطًا حكوميًا، وأثارت قلق فريق الرئيس/ منصور هادي.
ومضى رئيس تحرير الصحيفة الأوّسع إنتشارًا في المدينة الجنوبية، قائلًا :عودة الرئيس هادي لا علاقة لها بما يُشاع مؤخرًا عن الإستعداد لإطلاق عملية عسكرية لإستعادة الأجزاء المحتلة في تعز، لكن يمكن قراءتها في إطار الهروب من الضغوط الدولية.
وعلّق الصحفي بن لزرق على الخطوة أُحادية الجانب، التي أقدم عليها، الحوثيون وصالح، قائلًا :أنها قد تعقّد من فرص السلام على الأقل حاليًا، لكنها قد تؤسّس لقاعدة تفاوضية مستقبلًا، ترتكز على حوار ندي بين حكومة الأمر الواقع في صنعاء، والحكومة الشرعية فيما إذا مالت قليلًا نحو عدن بصفتها الثقل السياسي جنوبًا.
وفيما تشهد تعز منذ أكثر من أسبوع، قتالًا مُستعرًا في محوريها الشرقي والشمال الغربي بين المقاومة الشعبية الموالية للحكومة المعترف بها دِوليًا، من جهة، والحوثيون وقوات الرئيس السابق، من جهة أخرى، دفعت القوات الحكومية بتعزيزات عسكرية صوب بلدة "ذباب" الساحلية غربي المدينة.
إلى ذلك قالت مصادر إعلامية متطابقة إن عودة هادي المؤقتة، أتت بالتزامن مع التحضير لإطلاق حملة عسكرية واسعة لاستعادة مدينة تعز، الخاضعة اجزاء منها منذ العام لسيطرة الحوثيون وقوات الرئيس السابق.
الناشط السياسي، من تعز /شايف فاضل، قال: إن الحكومة الشرعية والتحالف العربي يتحركون الآن فعليًا في تعز كضرورة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
مؤكدًا في ذات السياق :هذا الموقف يعزّزه إن تعز هي المرشحة الافضل لإحراز تقدم سريع يعزز من الموقف التفاوضي للحكومة الشرعية بالتوازي مع الخطة الأممية التي طرحها الموّفد الدِولي إلى اليمن.
وأضاف فاضل :في المجمل ستترك الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف الذي تقوده للرياض، معظم الثقل في هذه المعركة على تعز وسكانها ، متوقعًا ان يتم التركيز على الساحل والغرب، وإهمال الجهة الشرقية حيث الكثافة السكانية والمنفذ الرئيس للمدينة وحيث توجد قوات الحرس وقاعدة طارق الجوية مركز منصات المدفعية والصواريخ التي تقصف المدينة ،إضافة إلى وجود المنطقة الصناعية لبيت هائل سعيد أنعم.
وفيما يشتد القتال الدامي جنوبي غرب البلاد وشمالها على مقربة من الحدود المباشرة مع المملكة السعودية ،أبدى مبعوث الأممالمتحدة/اسماعيل ولد الشيخ، استعداده للقاء الرئيس/هادي في عدن، لكن مراقبون يتوقعون إن تحدث الخطوة التصعيدية شمالًا ،تأثيرًا على زيارة ولد الشيخ جنوبًا.