يجب ان نعي بان الوضع حالياً في الجنوب يواجه تحديات كبيرة ودحر قوات الاحتلال لا يعني انهاء حالة الحرب بل ان العدو اتخذ اساليب عديدة في حربه على الجنوب ساعده في ذلك ضعف الشرعية اليمنية التي فشلت في حسم الصراع لمصلحتها واتجهت قوى من داخلها لتحقيق مكاسب وأهداف غير أمينة , كما يمكن ان نشخص حالة الدولة في المناطق المحررة بانها ليست دولة مهيأة بانها تدار ولكنها مرحلة انشاء مقاييس دولة وكنا نتمنى ان تتظافر الجهود لترسيخ دعائم الدولة وقطع الطريق على القوى الانتهازية التي وجهت صراعها لإعاقة المناطق المحررة عن تحقيق مكاسب حقيقية تدعم الانتصار . على الشرعية اليمنية التي سمح لها شعب الجنوب في حالة الضرورة ان يكون داعماً اساسياً لها لتحقيق اهداف مشتركة ان تكون حريصة على ان تحافظ عليه كحليف استراتيجي هام ولا تسمح لقوى داخلها بمحاولات النيل منه لمصالح حزبية خاسرة وعلى الشرعية ان تلزم تلك القوى الانتهازية بتوجيه جهودها لمحاربة الانقلاب لما فيه مصلحة الشرعية نفسها .
ان عدن كعاصمة للشرعية حالياً كما هو معلن فان فيها الكثير من الاجهزة والوحدات والإدارات التي تخضع للسلطة المركزية مباشرة دون ان تكون للسلطة المحلية أي نفوذ عليها وهذا يسبب ارباك لعمل السلطات المحلية لذلك على قيادة السلطة المحلية ان تطالب الرئيس هادي بتحديد صلاحيات واضحة او منح صلاحيات كاملة حتى تكون لديها ملامح واضحة للعمل وخدمة الشعب اما ان تظل واجهة للإخفاق فهذا ما يجب ان لا تقبله قيادات السلطة المحلية خصوصاً وهي قيادات ثورية تدرك جيداً عظم المسؤولية وتملك الشجاعة لتصدر واجهة المخاطر والتحديات وتستطيع تحقيق مكاسب للوطن اذا منحت لها سلطة حقيقية كسيادة وإدارة وليس كمنصب لا يمتلك نفاذ القرار على المساحة الجغرافية لمحافظته بكافة الاجهزة والإدارات الموجودة فيها , وحالة الحرب التي فيها البلاد يجب ان تستدعي ذلك وتكون سلطة العاصمة مسئولة امام الشعب عن أي اخفاق اما ان تتحمل السلطة المحلية اخفاق الاجهزة الاخرى فهذا ما يجب ان لا يقبله عاقل الا اذا كانت هناك حسابات اخرى . اننا امام حقائق واضحة علينا ان نرسم استراتيجيتنا عليها فإما ان نبني مؤسسات وطنية تدعم طريقنا المنشود واما ان نستسلم لما يمارس من ضغوط لتشويه معلم طريقنا والشعوب التي تدافع عن قدرها لتحقيق اهدافها يجب ان تكون واعية لما يجري حولها حتى لا تعود الى طريق الضياع .