اخيراً انفرجت ازمة الشرعية اليمنية مع الهيئة الدولية اولا ومع الولاياتالمتحدةالامريكية ، بعد موافقة المبعوث الاممي الى اليمن تعديل خارطة الطريق التي وضعتها وزارة الخارجية الامريكية دون الاستناد الى المرجعيات الخاصة بالحل وقدمت عبر المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ ومارست بسببها ضغوطاً كبيرة على الشرعية في الجمهورية اليمنية لقبل تلك التسوية التي اعدت على (عجلة) والتي تفتقر للمنطق في اعدادها ، وقد تناسى معدوا تلك التسوية ان الحوثيين وجماعة المخلوع صالح هم جماعة انقلابية في الاصل ضد سلطة شرعية ، وانهم في الواقع لا يسيطرون سوى على 30% من اراضي الجمهورية اليمنية ، وانه يمكن الحاق الهزيمة بهم لو وجدت نية حقيقية لدى قيادات جيش الشرعية في المناطق اليمنية(الشمالية) ..؟ ومع ذلك اثبت الرئيس هادي والى جانبه وزير الخارجية في الحكومة الشرعي عبدالملك المخلافي جدارتهما في تحمل مهامهما تجاه الشعب في الجمهورية اليمنية من خلال ثبات موقف الشرعية امام الخطة الامريكية المقدمة عبر الاممالمتحدة والمسربة من جهات على علاقة بالأعلام الاوروبي لوضع اسس جديدة للحل في الجمهورية اليمنية لأنهاء الحرب فيها من خلال التأصيل لقواعد جديدة يستند عليها الحل واهمال المرجعيات المطروحة من البداية والتي وافقت عليها الاطراف الانقلابية من قبل وي المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي عُقد في صنعاء.. اما القاعدة الجديدة للحل هي لم تستند على مقدمات مطروحة ولا حتى سلطة الامر الواقع التي يُعمل بها احياناً لتجنب الخسائر البشرية خاصة عندما تكون الاوضاع في حكم المنتهية ولكن المقاومة الجنوبية عملت على اجبار الجماعات الانقلابية على التقهقر في اياماً قليلة بمساعدة قوات التحالف فأنكمشت جماعات الانقلاب في المناطق الشمالية تدافع عنها ووصلت قوات (المقاومة الجنوبية) الى داخل الاطراف الشرقية .. محافظة صعدة معقل زعيم الحوثيين وتم تحرير منفد (علب) فيما قوات جيش الشرعية اليمنية الشمالية لا يزال في (حيادة) في صحراء حضرموت ومأرب ومقاومة تعز تراوح مكانها ولم تستطع التقدم الفعلي على الارض..!؟
ان رد السلطة الشرعية على خارطة الطريق الامريكية المقدمة من المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ بان تلك الخطة تشرعن للانقلابات على حكومات الشرعية في العالم فيه من الصدق الكثير مما يدفع لرفضها ، اما المفارقة المضحكة المبكية في نفس الوقت هي ان قيادات الحراك والمقاومة الجنوبية يحشرونهم دائماً في الاركان كما حققت قواعد الجنوب اي انتصارات على الارض فتنهال الوعود والضغوط ايضاً الاقليمية والدولية عليهم لاجبارهم للقبول بها يسبب عدم وجود خيارات متاحة امامهم عكس الرئيس هادي وحكومة الشرعية في خارطة الطريق الاريكية المسربة عبر طرق قذرة الى الخارجية الامريكية والمقدمة من قبل المبعوث الاممي اسماعيل الشيخ !؟
ان تلك الانتكاسة الحادة في موقف المبعوث الاممي تماشياً مع هوى الادارة الامريكية الديموقراطية المنتهية ولايتها بعد اياماً قليلة في 20/1/2017م والتي تسعى لتحقيق نصر في سجلها على اعتبار ان الازمة اليمنية هي اقل الازمات تعقيداً في المنطقة العربية المشتعلة حالياً هو تقييم خاطئ بسبب ان الازمة اليمنية لا تقل خطورة وتعقيداً عن ما يحدث في العراقوسوريا بسبب موقع اليمن الجغرافي خاصة الجنوب العربي كممر هام للتجارة العالمية وكدا تعدد مطالب الجماعات المختلفة فيها مثل جماعة الحوثي الرافضية وجماعة المخلوع الزيدية الشيعية والجماعات الشافعية الشمالية وابناء الجنوب السنة (شافعية) المطالبون بالانفصال عن اليمن وهذا التسطيح الامريكي للازمة اليمنية وتبسيطها يذكر بمواقف وقناعات الاحزاب والجماعات والتيارات السياسية في اليمن الشمال وكدا في الدول العربية في موضوع الوحدة اليمنية ، حيث يعتبر الاشتراكيون الوحدويون بان الوحدة قضية رئيسية في حين تعتبر الاحزاب الناصرية والبعثية بان الوحدة قضية قومية التيارات الاسلامية ان الوحدة الاسلامية ان الوحدة اليمنية نموذج للامة نحو الوحدة الاسلامية الكبرى ، ويتجاهل الجميع معاناة الجنوبيين في تلك التجربة الفاشلة ويرفضون التراجع عنها كما حدث بين مصر وسوريا لذا نقول لكل تلك الجماعات بان الوحدة حلم جميل ولكن لا تجرب في بلدان عربية اخرى مثل مصر وليبيا او العراق والاردن او سوريا ولبنان او بين الجمهورية العربية اليمنية ودولة قطر او المغرب والجزائر حيث توجد خلافات جوهرية بين كل تلك البلدان ولكنهم يصرون على ان يبقي الجنوب في اتحاد مع اليمن الشمال فاذا نجحت وحدتهم في تلك الامثلة او واحدة منها فنحن على استعداد للالتحاق والاستمرار بالوحدة مع اليمن كما قال الرئيس اللبناني الاسبق كميل شمعون للزعيم العربي جمال عبدالناصر؟ نعود لخطة كيري والتي قُدمت عبر المبعوث الاممي الى اليمن والتي اصابت الخارجية الامريكية (بخيبة الامل ) بعد رفضها كما قال الناطق الرسمي للخارجية الامريكية!؟ تلك الخطة هي ببساطة دفع برئيس المجلس السياسي في صنعاء صالح الصماد الى المنصب الذي حلم به منذ بداية الانقلاب في العام 2014م وصالح الصماد هو من اشرف شخصياً على حجز الرئيس هادي في الاقامة الجبرية في صنعاء بسبب رفض هادي التوقيع على قرار تعيين الصماد نائباً له بحسب خطة (ملالي قم) التي وافق عليها جون كيري وقدمها اسماعيل الشيخ من جديد دون الاعتبار للمعطيات على الواقع حيث ان نسبة جماعة الحوثي الى عدد السكان في الجمهورية اليمنية هو 3% فقط من عدد السكان وهي نسبة تماثل الوضع في سوريا حيث تسيطر الطائفة العلوية (النصيرية) على الحكم منذ اكثر من اربعين عاماً منذ تسلل حافظ الاسد عبر حزب البعث الى مناصب قيادية ثم مكن لنفسه ولطائفته بعد انقلاب عسكري ضد رفاقه من البعثيين اما بالنسبة لحزب الاصلاح اليمني فهو الى جانب الرئيس هادي الى الان طالما والرئيس يدافع عن نائبه علي محسن صالح ولولا ذلك لوافق حزب الاصلاح على خارطة الطريق التي تفاوض مع عبدالملك الحوثي حول خطوطها العريضة في بداية الانقلاب داخل صعدة نفسها عبر زيد الشامي ..!؟
ان خارطة الطريق الامريكية اتخذت لنفسها طرق جبلية وعرة للمرور عبرها لتحقيق غايات امريكية وايرانية كما انها لم تتحدث عن الجنوب العربي لا من قريب ولا من بعيد وذلك كل ما يهم الاخوة الاعداء من ابناء اليمن (الشمال) في صفوف الشرعية والانقلاب..