من يفزّ بعد كل هجوم إرهابي يضرب المدينة الجنوبية، متهمًا التجمع اليمني للاصلاح بالتخطيط والتنفيذ لأي حادث مُماثل، فهو يهّرب من حقيقتان بالتوازي، الأولى إن أجهزة الأمن في الساحلية عدن، أخّفقت وفشلت حتى الآن في تأمين جنودها ومُجنديها وضباطها على أمتداد المراكز الأمنية في المدينة،وهنا يتنطّط الفشل من مراكز التجنيد، ومواقع صرف المرتّبات ،وحواجز التفتيش وغيرها،هذا كلّه بعيدًا عن المتهم الفعلي ،كان صالح أو الاصلاح أو الحوثيون. فيما تسّدح الحقيقة الثانية بنفسها،وتقول إن تواجد تجمّع الاصلاح بات يؤرّق ويزّعج طائفة كبيرة من جنوبيي اليمن. في حين إن الحزب صاحب القاعدة العريضة شمالًا،هو المُستفيد الأكبر من مايُكال له من تهم وإنتقادات وقد يخّرج منها قويًا أكثر من ماكان عليه في السابق. لكن الكارثة الأكبر إن الممول الأكبر لهذا الاسطوانة الذي يزداد شرخها يومًا بعد يوم،الطبقة المثقفة جنوبًا وهنا تتجلّى المأساة بعينها.. لست متعاطفًا مع الاصلاح ولا أحبذ إن أكون كذلك وأختلف كثيرًا مع سياساته ،كما أنني لست مُتحزّب أو منتمي لأي تيار سياسي،فقط أحببت أوضّح حقيقة يجهلها البعض أحيانًا وتتجاهل من قبل آخرين. أتحدث هنا عن تجمّع الاصلاح وليس عن الاخوان،وما يجهله البعض إن ثمّة فارق كبير بين الأثنان كالفرق بين شجرة الميلاد عند الأخوة المسيحيين، وشجرتنا نحن المسلمين. صدى جملة تراودني الآن:الأمن في عدن يرفع أسهم الاصلاح! صالح المحوري.