كانت الساعة الخامسة فجرا يوم الثلاثاء حينما رن هاتفي ، في عدن كانت الأجواء هادئة ومن خلف سماعة الهاتف جاء صوت صديقي "احمد الحارثي" مبتهجا مبشرا بنصر طال انتظاره في "بيحان". جاء صوته مرتعشا - قم يافتحي الشباب فعلوها .. بيحان تنتصر ..! عرفت صديقي "الحارثي" قبل أعوام من اليوم وكان احد ابرز الأشخاص الذين زودوني بأخبار الجبهات في شبوة وقبلها فعاليات الحراك .. ترك "الحارثي" مقعد دراسته في كلية الحقوق بجامعة عدن وعاد إلى شبوة ليلتحق بالجبهة هناك .. ثمة رسائل يأس بعث بها صديقي قبل أشهر طويلة من اليوم عن حال بيحان ، ومع كل رسالة كنت ابعث له اخرى بأن بيحان ستنتصر بأهلها وان الارض لاتدين إلا لمن هي له .. كتب لي "احمد" رسالة يائسة قبل أشهر من اليوم عن وضع "الجبهات".. قرأتها بتمعن وكتبت له :" ان حدثني عن الأشخاص الذين حولك يا احمد في الجبهة من أين هم؟ قال - يافتحي انا أكلمك عن الوضع وأنت تكلمني عن من حولي قلت - له اجب قال - حوالي ناس من كل انحاء شبوة وآخرين من مناطق أخرى من الجنوب .. قلت - هنا عظمة الحرب هناك وهذه الهدية التي أهداها لكم "الحوثي وصالح" دونما يشعرون . صمت قليلا واضفت :"دمروا شبوة يا احمد بالثارات التي مولوها لعقود وهاهم اليوم يتسببون بوحدة ابناء شبوة على تراب جبهات بيحان .. في جبهاتكم يا احمد تناسى الناس جروح الثأر القديمة والتحموا لاجل "شبوة" ولاجل بيحان ولاجل "الجنوب". اكتب احرفي هذه واحمد واصدقائه واخوته ورفاق جبهته يحتفون بالتقدم والنصر ، ترتفع الرايات والايادي لجميع ابناء شبوة فهذا ابن عزان وهذا ابن الصعيد وهذا ابن عتق وثالث ابن عرما وجردان وبيحان . في بيحان انتصر لشبوة مرتين والاولى ان محنة عامين من الغزو والاحتلال وحدت الناس وجعلتهم اكثر ادراكا ويقينا ان شبوة تتسع لجميع أبنائها والثاني الانتصار بتحرير "بيحان" من غزاتها الجدد. سيكتب "التاريخ" ان الفرقاء في شبوة فرقهم الثأر والمصالح الضيقة والباهتة ووحدهم المصير وروح الانتماء والمحبة والاخاء والتضحية لاجل شبوة كل "شبوة". سيكتب التاريخ ان بيحان وجبهاتها سجلت فصلا جديدا في تاريخ شبوة سيكتبه كل ابنائها بروح الود والحب والتسامح والمضي قدما كجسد واحد لايفرقهم شيء. غدا سيعود احمد إلى مقاعد دراسته وستبدأ معه شبوة فصل تاريخ جديد من الامن والأمن والرخاء والسعادة لاهلها بإذن الله #بيحان_تنتصر #فتحي_بن_لزرق