سنظل نقول ان لاخوف على هذه المنطقة أو تلك حتى تقع الفأس في رأس أهلها الساكتين ، فالخوف من بعضهم على جميعهم، ومنهم جميعا على بلد وشعب بأكمله. عندما تتخندق طوابير من شبابه وراء متاريس من الجهل ونزعات الأنا المرضية تتجاذبهم الأهواء والأنواء والأمراض الذاتية، ليتمركزوا جماعات أو فصائل وكتائب فلانية وعلانية، ويملكون أسلحة جيوش ينتظرون بفارغ الصبر استخدامها وتوجيهها في صدور من يقول لهم أعقلوا. في بلادنا توجد مناطق يعتمل فيها مزيج من ذلك كله كبركان تحت سطح الأرض يوشك ان ينفجر ليحرق من فوقها، فرق تعزف كل منها بسلاحها سيمفونية فوضى يستجرونها استجرارا، بوعي أو بدونه. شلل كقطع الليل المظلم تسيطر كل منها على إدارة أو مبنى أو مركز أو مكتب أو مجمع معتقدة أنها تستحقه دون سواها ومع طول الأمد بات كل واحد منهم متيقنا انه المحرر وان سواه مجرد فراغ سيمسحه في غضون ساعات من على وجه الأرض إذا ماقرر ذلك يوما . انا هنا.. انا الأمن.. انا الجيش .. انا المقاومة .. انا السلاح ولاصوت يعلو فوق سلاحي، سنحكم ونتحكم انا وفصيلي لأننا دخلنا هذا المبنى بعد أو أثناء تحريره. فمن يجرؤ؟ نريد ترقيمنا في الجيش والأمن ونريد مرتبات شهرية لاتنقطع على ان تأتينا ونحن عصابة لانفترق ولاننخرط في تدريب أو توزيع،بل سنبقى عصابة مسيطرة وماعليكم إلا ان توظفونا هاهنا حيث نحن قاعدون. وماعلى الآخرين إلا ان ينصاعوا ويسلموا بالأمر وإلا فالويل والثبور سنحرق الأرض بمن فيها، فلقد حررناها نحن انا وزميلي القائد فلان وفصيلي كتائب التوهان، ولولانا لاجتاح الحوثي الكرة الأرضية في ساعات، ولا مانع يمنعنا من إشعال فتن الجحيم كله فيها .. فمن يجرؤ؟ انا القائد انا المقاومة كل المقاومة وهذه الدبابات والمدافع تجري تحت تصرفي ولا أرى مقاومة سواي انا وفصيلي سنتحكم ونسيطر ومن يعترض فالموت مصيره. تخيلوا مجتمعا توجد فيه خمس أو عشر فصائل من هذا النوع، وانتظروا ان تصطدم ببعضها أو بجهات أخرى، واعلموا ان فصائل الجهاد الأفغاني قتلت في عام واحد إضعاف من قتلهم السوفييت في عشر سنوات ثم تحولوا إلى أمراء حرب يسومون شعبهم سوء العذاب . الصامتون سيتحملون جزء كبيرا من الإثم وليس فقط الطائشون والمهووسون بوهم القوة والفتوة