تواصل معي أحد الاصدقاء وقال لي : الله يسامحك لقد اسهرتني البارحة حتى الصباح ، فلقد تصفحت موقع صحيفة عدن الغد وقرأت لك 99 مقال ، وقعدت أقرأها من الساعة الثامنة مساءً حتى أذان الفجر . فتفاجأت من كلام صديقي لأني لم اعرف ان مقالاتي بلغت هذا الحد ولا ادري ان هناك صفحة خاصة بي في الصحيفة تؤرشف مقالاتي التي تنشرها ، والسبب اني امتلك هاتف "مشقفد" حالته يرثى لها ، ولم اتمكن من خلاله فتح المواقع المحجوبة ، وإنما اكتفي بالبحث في جوجل عن عنوان المقال الذي كتبته فتظهر المواقع التي نشرت المقال فأكتفي بالاطلاع على العناوين ولم ادخل إلى الموقع لاتصفح المقال وأقرأه.
رغم ان مقالاتي التي كتبتها خلال هذه الفترة منذ قيام الانقلاب الحوثي الذي كان سبباً لإنطلاق قلمي للكتابة تكاد ان تقارب عدد 500 مقال ، كنت في بداية الفترة اكتب واكتفي بالنشر في الواتساب فقط ، وعندما قال لي احد اصدقاءي انه يجب ان انشر في المواقع والصحف واعطاني البريد الالكتروني لعدد منها ، قمت بمراسلة تلك المواقع والصحف فلم تنشر لي الكثير ، وكانت صحيفة عدن الغد ومواقع بوابتي وصفحة المشهد اليمني هي اول من نشرت لي منذ مراسلتها في اول ليلة واستمرت معي حتى الآن ، ورغم ان صحيفة عدن الغد لم تنشر كل مقالاتي التي راسلتها لأنها في بداية الأمر كانت تنشر لي مقال كل اربعة أيام عندما كنت اراسلها وانا اكتب بشكل يومي ولم اضعف في الكتابة نتيجة تعرض للسجن والتعذيب في معتقلات الحوثي ، ولكني اعتبر مانشرته لي رصيد كبير من خلال وصول مقالاتي فيها 99 وهذا تمام 100 .
صحيفة عدن الغد جعلتني اشعر انني كاتب حر ، فلقد كتبت بكل انتقاد وثناء من خلال نظرة واقعية موضوعية ، انتقدت حزب الاصلاح واثنيت على بعض مواقفهم ، انتقدت عدة شخصيات مسؤولة في جانبها السلبي واثنيت على الجانب الايجابي فيها ، ووقفت مع الوحدة وانتقدت الحراك ووقفت مع بعض مطالبهم المشروعة ، انتقدت عفاش ورفضت تحالف الانقلاب ووضحت كل اخطار جماعة الحوثي ، شرحت رؤيتي حول الكثير من القضايا وقدمت العديد من وجهات النظر ،،، وكل هذا نشرته لي صحيفة عدن الغد .
صحيفة عدن الغد اشعرتني انني مواطن يمني لست دحباشي ولا شمالي ، بل شعرت انني من ابناء عدن وكأنني لست من إب ، فلقد احسست بمشاعر الوحدة اليمنية الحقيقية والاحساس الوحدوي القوي ، وأن الشعب اليمني شعب واحد ودم واحد وصف واحد ويجب على جميع ابناءه ان يقفوا وقفة وحدوية خالصة ويحلوا جميع مشاكلهم بعقلانية وواقعية ، وعليهم ان يقولوا للمحسن احسنت وللمسئ اسأت ، وان الوطن هو للجميع ومصلحته العامة مقدمة على كل المصالح الشخصية والعصبية والعنصرية والمناطقية وغيرها .
كل مقالاتي التي كتبتها هذه الفترة ، اكتبها وأنا مشرد مطارد اعاني الجوع والخوف والمرض والحالة الصحية السيئة ، اكتبها وأنا في اسوء حال وأشد معاناة لا اجد صفاء ذهن ولا راحة بال نتيجة الظروف التي امر بها ، والذي نفسي بيده أنني في بعض الاحيان امكث مدة شهر او أكثر وانا لا استطيع شحن باقة نت لهاتفي لأتمكن من الكتابة والمراسلة ، واي باقة نت احصل عليها من الاصدقاء استعملها بحرص واقتصاد شديد من خلال تصفحي الواتس والمراسلة بالبريد الالكتروني ولا اتصفح الفيس بوك حتى لا استهلك باقة النت بشكل سريع ، ومع كل هذا اعتبر كلما اكتبه هو قليل بحق الوطن الغالي الذي يتوجب علينا ان نعمل لخدمته بكل مانملك ونفديه بأرواحنا ودمائنا .
100 مقال في صحيفة عدن الغد كنت اود ان تكون كتاب يحتوي على اول اصدار لسلسلة مقالاتي الصحفية ، ولدي في بقية المواقع ما يحتاج للجزء الثاني والثالث من السلسلة في بقية المقالات التي تم نشرها حتى الآن ، ولا يسعني في هذا المقام الذي تعجز فيه كل كلمات الشكر وعبارات الوفاء عن تقديم الامتنان والتقدير للاستاذ فتحي بن رزق رئيس تحرير الصحيفة وكل من يعملوا بها وكل القراء والمتابعين ،،، لا يسعني إلا ان أقول : شكراً عدن الغد ..... شكراً عدن الغد . هذا أقل ما استطيع قوله بحقكم ولا يشكر الله من لا يشكر الناس.