افتتاح الفرزات وتنظيم حركة السير: خطوة جبارة للسلطة المحلية في تحدي الازدحام المروري وعبث السائقين
شهدت عدن خلال الفترات الماضية فوضى عارمة على كافة الأصعدة وغياب للرقابة الأمنية والقانونية على وجه التحديد لمختلف الجوانب لعل احداها وسائل النقل والمواصلات , فازدياد عدد السيارات والباصات واستغلال السائقون لسوء الأوضاع التي تمر بها البلاد , جعلهم يخرقون قوانين السير وانظمة المرور وجعل المدينة تعيش ازدحاما غير عاديا في الشوارع الرئيسية والجولات العامة والاحياء السكنية والأسواق على حدا سواء , وسط انزعاج كبير من قبل المواطنين الذين يشكون كل يوم من الزحمة والطوابير الطويلة للسيارات والباصات العشوائية التي تستخدم للخروج من خطوط السير والتي تؤدي أغلب الاحيان لحوادث مرورية أو مشاجرات بين السائقين تنتهي بالعراك. وما زاد الطين بلة هو انتشار النقاط الأمنية في مختلف الأماكن والشوارع , ناهيك عن حالة التفتيش التي تتسبب بوقف حركة السير وازدحام من نوعا آخر , صحيح أننا لا ننكر الجهود الذي يقوم بها رجال المرور في محاولات تنظيم عملية السير وتجنب الازدحام في الشوارع قدر المستطاع , لكن تأخر رواتبهم وعملية ترقيم المستجدين جعل البعض منهم يغضون النظر عن بعض التصرفات الغير قانونية والمخالفة لسائقي الباصات وأخذ مبالغ مقابل ذلك. وبعض أن خرج الوضع عن السيطرة واصبحت شوارع عدن كالمهرجان المحتشد بوفود من وسائل النقل التي سببت أزمة خانقة للمواطنين , والخوف الشديد من وقوع التفجيرات في أماكن التجمعات افلتي تنفذها جماعات ارهابية هدفها الرئيسي قتل الابرياء واقلاق السكينة العامة للمدينة التي عانت كثيرا جراء الحرب الاخيرة وبعدها , قامت السلطة المحلية في أحدى مديريات عدن بخطوة جريئة لإعادة افتتاح فرزة كانت مغلقة منذ سنوات لصبح مخصصة لبعض الباصات وتنظيم الفرزات الاخرى لامتصاص الازدحام المروري بالتعاون مع مكتب الاشغال العامة وادارة شرطة المرور. مثلت هذه الخطوة تحديا كبيرا من السلطة لمحاولة القضاء على الازدحام الذي لطالما عصف بالمدينة وتمهيد الطريق لبقية المديريات لتحذو حذوها. لمعرفة تفاصيل أكثر عن سير عمل الفرزات بعد افتتاحها وتنظيم العمل فيها وردود الأفعال اليكم التقرير التالي....
تقرير: دنيا حسين فرحان
إعادة افتتاح فرزة السيلة في مديرية صيرة في بادرة طيبة قام بها المجلس المحلي في مديرية صيرة متمثلة بمدير عام الميرية خالد سيدو بإعادة افتتاح فرزة السيله التي أغلقت منذ سنوات بسبب الأحداث وقد قدم هذا المقترح منذ فترة لمكتب الأشغال العامة في المديرية وادارة المرور التي ساهمتا بشكل كبير في عملية تنظيم اليوم الأول للافتتاح وتهيئة كافة الاجواء لترتيب حركة السير بالإشراف المباشر من قبل السلطة المحلية والقائمين على المشروع.
يقول عارف اليماني مدير مكتب الاشغال بعدن: الكل يعلم أن كريتر هي المدينة التجارية والتاريخية في عدن وعليه هي المدينة القديمة واقبال المواطنين عليها بشكل كبير طول اوقات اليوم ومن كل مديريات عدن ومن خارج عدن وهذا يتسبب بازدحام في حركة السيارات وحتى المارة وتشكل الحافلات (الباصات) السبب الرئيسي في بلوغ الزحمة المعدل المزعج جدا في كريتر لساكنيها وزوارها والمتسوقيين . وفي ظل هذا الوضع وكذلك بناء على توجيهات الاخ المحافظ من خلال تداولهم مع المأمور خالد سيدو بخصوص تفعيل واستعادة حركة الفرزات واخراجها خارج المدينة او في اطرافها فقد تم الاتفاق على ان تكون منطقة السيلة خلف ادارة المياه فرزة باصات خور مكسر و الشيخ عثمان والمنصورة والفرزة في منطقة الميدان جولة زكو فرزة باصات المعلا و القلوعة والتواهي ... وبناء عليه اعطى المأمور توجيهاته بتجهيز الموقعين ورفع مخلفات البناء والعوائق وغيرها من هذه المواقع واصبحت جاهزة لاستخدامها كفرزات للباصات. طبعا هذا القرار عند تنفيذه سنرى الفرق كبير جدا وسيسمح بانسيابية حركة المركبات والمارة وسيقل الازدحام في شوارع كريتر ويعاد وجهها الحضاري الجميل .. المهم في هذا العمل المتابعة من قبلنا جميعا بما لا يسمح بعودة الوضع الاول المتسيب والفوضوي والمواطن لازم يتفاعل مع هذا العمل لأنه اذا المواطن اقتنع بأهمية التنظيم واعادة الانضباط والتنظيم والقانون لمختلف انحاء حياتنا سيترسخ مفهوم النظام والقانون ويصبح سلوك وممارسة ... ربنا يوفق الجميع من اجل هذه المدينة الغالية علينا جميعا.
ويضيف عبدالله الجعرة نائب مدير شرطة المرور : افتتاح الفرزة في مديرية صيرة تحديدا يخدم المرور ويسهل حركة السير ويخفف الازدحام صحيح في بداية الامر سنواجه الكثير من الصعوبات لكن ان استمرينا في الرقابة والتنظيم سوف ينضبط السائقون , نحن عملنا ادخال الباصات الاجرة الى الفرزات ومنع السيارات الخصوصي من تحميل الركاب وحجز السيارات التي لا تحمل أرقام في ادارة المرور واجبارهم على الترقيم ولكن مطلبنا توفير الحماية الأمنية من قبل رجال الأمن لأننا نتعرض في بعض الاحيان للمشاجرات مع السائقين أو تطاول بالكلام والالفاظ واحيانا اخرى الاعتداء علينا وكذلك ضرورة استمرار اشراف السلطات المحلية في المديريات على العمل حتى نحافظ جميعا على النظام.
عودة نظام السندات للسائقين لضبط عملية الدخول ولخروج من الفرزات يشرح هذه النقطة مدير عام صيرة خالد سيدو: جاء قرار عمل سندات للسائقين يصب في مصلحتهم فهي عبارة عن اجراء بسيط يتمثل بأن يعطى لكل سائق خرج من الفرزة المخصصة له ورقة( سند) مقابل دفعة لمبلغ صغير (50) ريال ليعرف من يقابله من افراد النقاط أو شرطي المرور أنه خرج من الفرزة ومعه ركاب بشكل رسمي وليس بشكل عشوائي من الشارع وبدورنا نأخذ هذا المبلغ ونرفع كشوفات للمحافظة التي تضع على ضوئها المبالغ المالية في البنك وتكون مخصصة للسائقين في مختلف وسائل النقل مثلا في حال تعرض أحد السائقين لحادث أو مرض أو يريد الزواج أو السفر للعلاج تعطى له جزء من المبلغ ليغطي احتياجه وبهذا يصبح لهم ميزانية أو مخصص مالي من وزارة النقل في البنك يعود بالفائدة عليهم. نحن نريد أن ننظم شوارع المديرية التي عانت كثيرا من الازدحام المروري والفوضى التي يقوم بها بعض السائقون ونقوم بالإشراف اليومي على سير عمل الفرزات وحركة مرور الباصات في الشوارع والحمدلله لاحظنا تحسنا كبيرا في ذلك والتخفيف من الازدحام الذي كان في الجولات وبعض الأماكن.
بعض الآراء حول موضوع ترتيب عمل الفرزات
تقول المواطنة شيماء عمر (موظفه في قطاع الصحة): كثيرا ما عانينا من ازدحام الشوارع بالباصات والسيارات تحديدا في أوقات خروج طلاب المدارس أو الموظفين نتأخر في العودة للمنازل أو الذهاب لأي مكان حتى لو كان قريب منها , نشكر السلطة المحلية على هذا القرار صحيح أننا سنعاني في بداية الأمر في الطلوع والنزول من فرزة السيلة لأنها غير مهيأة بشكل كامل لكن هناك وعود من قبل المسؤولين في عملية تحسين وترميم الفرزة وعمل اللازم لتناسب كل المواطنين ومنهم كبار السن جميعنا يريد النظام ويريد لعدن أن تعود كما كانت خاليا من الفوضى والعبث.
جميل أحمد ( سائق باص ) جاء قرار افتتاح فرزة السيلة في مدينة كريتر في غاية الصواب فهناك من يخترق قوانين السير من السائقين دون مبالاة بمخاطر ذلك اضافة الى الفوضى في الشوارع وازدحاما كبيرا عانينا منه في الفترات الماضية نحن مع النظام والقانون طالما سيخدم عدن وسنلتزم به واتمنى من الجميع تطبيقه , صحيح ان هناك عددا من السائقين لم يعجبهم القرار وخاصة ما يتعلق بقطع السند ودفع الرسوم لكن برايي ان هذا سيساعد على ارساء قانون السير الذي افتقدناه مع دوامة الصراعات والاوضاع الصعبة التي عشناها وهذه الخطوة ان استمرت سيتم القضاء على الزحمة وان تمكنت السلطة المحلية من سفلتت الشوارع والقضاء على الحفر والمطبات سيسهل علينا ان نسير بسهولة وبالتالي ستنظم عملية الحركة في الشوارع.
مشاريع مستقبلية تدعيما للفرزات وشوارع المدينة يقول خالد سيدو: لدينا العديد من المشاريع والخطط فيما يخص جانب الفرزات فسنقوم بعملية صيانة وانارة لها قريبا وتهيئتها من ترميم وعمل سلالم (درج) للمواطنين تحديدا كبار السن او النساء وردم الحفر في الشوارع وسفلتتها والتخلص من المطبات , وقد بدأنا بتنظيف الشوارع ورفع الأحجار والركام منها كخطوة أولى في انتظار وتنفيذ الخطوات القادمة بدعم من المحافظة والحكومة. سنبذل قصار جهدنا من أجل الحفاظ على هذا الانضباط في حركة السير وتنظيم حركة المواصلات بالتعاون مع ادارة المرور التي قدمت جهود جبارة تشكر عليها وكذا مكتب الأشغال العامة لتنفيذ المشاريع التي ستخدم المديرية والمواطنين فيها.
هذه الخطوة جعلت مديرية خور مكسر تدخل التحدي , فقد قام مدير عام المديرية عوض مشبح بزيارة تفقدية للفرزات والاطمئنان لعملية تنظيم مواقف الباصات والسيارات في الشوارع وعمل رجال المرور للحد من ظاهرة الازدحام التي تعاني منه ايضا هذه المديرية تحديدا فترات الصباح والظهيرة نتيجة احتوائها 4 كليات والعديد من المرافق الحكومية والمؤسسات الخاصة. وتبقى المديريات الاخرى في حالة استعداد لعمليات مرتبة ومخططة من مدراءها لجعل شوارع مدينة عدن خالية من الفوضى والعشوائية التي طغت عليها ومحاولات العودة بجمالها الذي عهدناه دائما.