أسئلة كثيرة تواجهني عندما اقرأ التقارير الخارجية المقدمة في نشرات ووسائل الإعلام العربية والأجنبية، الخاصة بعدن والتي توضح حال الأرض وأهلها. تقارير تبعدني عن واقع حقيقي أعرفه كما يعرفه غيري ، تقارير جافة وتكهنات بعيدة كل البعد عن شعور وروح الشارع الجنوبي، لكنها للأسف تحمل صدى واسعا لدى الإعلام العربي والأجنبي . قد لا ألومهم لأنني أعلم بأنهم لم يجدوا من يقول لهم كفوا، نوايانا الطيبة ظهرت لهم جلية في بادئ الأمر ولم نقف وقفة جادة، بل ارتضينا بكل ما يهبونه لنا بلا قيد أو شرط، فأصبحنا كالدمية بين أيديهم، يحركونها كيفما شاؤوا ومتى شاؤوا.
بعدها اعود لأسأل نفسي، لما اللوم؟ إذ كان يجب أن نلوم انفسنا أولا؛ فنحن من أضاع الفرص وكان اعتقادنا بأن دخول الأخوة في الحرب هو تكفير لما اقترفوه سابقا ..فنحن من تصور المستحيل واعتقد بأن التحالف سينساق لرغباتنا ويحققها لنا بغمضة عين، بينما نحن الشعب نلهو ونتمزق ونشكل فرقا متعددة.
كل منهم أخذ مكانه ونصيبه واغلق فمه واختار مكانه في كنف صاحبة الجلالة ، فأصبحت الأقلام تكتب ما يحلو لأصحابها ولا تهتم اذا كانت هذه هي الحقيقه أم انه واقع مشوه خلقوه ليرضي ضمائرهم المعدومة التي غابت وجلعت صغارهم يرتكبون الكبائر . اذا أعدنا حساباتنا سنجد إن التحالف هو من سعى لنقل مشاكله وصراعاته للجنوب وجعلها ساحة لتصفية حسابات القوى المتناحرة، فهم لا يعملون على حسم الخلاف السياسي بين الجنوب وقوى الشمال الرافضة للانفصال. الحقيقة إن التحالف يدعمنا بصدق لكي نقضي على الإنقلاب تناقض غريب مما يجعلني اسال كيف توفق السعودية بين تحالفها مع الشارع الجنوبي ورغبتها بالوحدة الاجبارية التي فرضها صالح علينا منذ عقود؟ قد لا ألومها كثيرا لأنني اعترف وغيري يعترف بأن قوى الحراك بكل فصائلها فشلت فشلا قاتلا في مواجهة الازمات وتكوين صوت جنوبي واحد. فلماذا نلوم التحالف .. كان الأولى ان نلوم انفسنا.